مشاهد ولقطات تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة من قلب طهران. البلد الذي عمل ويعمل على تدمير الدول العربية وشعوبها بدعمه للإرهاب والجماعات المسلحة وتفويضه للأمن والاستقرار فيها. اليوم .. ينتفض الشعب الإيراني ضد نظام الملالي انتفاضة ليست لتدخلاته في الشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية فحسب؛ بل للفساد المستشري في إيران، وارتفاع الأسعار، والبطالة، والحالة الإجتماعية التي وصلت إليها البلاد، وفي المقابل تصرف إيران المليارات من الدولارات لزعزعة الاستقرار، وبث المؤامرات في الدول المجاورة. إن الشعارات التي حملها وصوّت بها المحتجون الإيرانيون تكشف مدى سوء الحالة الاجتماعية من التمييز الطبقي بين مختلف فصائل الشعب، وانتشار المخدرات بشكل غير مسبوق، بالإضافة إلى مدى الفقر والمجاعة للغالبية العظمى. التظاهرات انطلقت شرارتها قبل خمسة أيام من مدينة مشهد، واتسعت رقعتها إلى مدن عدة، ووصلت إلى العاصمة طهران ومدينة أصفهان لتؤكد الغضب الشعبي تجاه تجاهل النظام الإيراني لشعبه ومطالبهم العادلة، إذ إنها تعتبر أكبر مظاهرة منذُ الثورة "الخضراء" في عام 2009م. الغريب في الأمر أنه بالرغم من أهمية مطالب المحتجين، إلا أن القوات الإيرانية انتهجت القمع والاعتقالات وإغلاق الطرق والشوارع في محاولة منها لتقويض وتهبيط عزيمة الإيرانيين وتخوفيهم بالاعتداء عليهم بكل عنف دون مبالات بنتائجها. يبدو أن الإيرانيين كسروا حاجز الخوف الذي زرعه النظام الإيراني وسقاه بالقمع والتنكيل بالشعب، فاتساع رقعة المظاهرات والاحتجاجات في المدن الإيرانية الكبرى يوضح مدى الرغبة في وضع حد لنظام الملالي لتنتهي عقودًا من الفساد السياسي والاقتصادي الذي يُمارس بحق الشعب. abdulmajedtv@