أعلنت هيئة التنسيق الوطنية السورية، التابعة للهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض2، اليوم، إدانتها للحصار الذي يفرضه النظام السوري وحلفاؤه على الغوطة الشرقية. وأصدرت الهيئة بياناً قالت فيه: "تعيش الغوطة الشرقية والبلدات التابعة لها حالة مزرية إنسانياً نتيجة نقص المواد الغذائية والمستلزمات الطبية التي نفذت من المشافي وخاصة للحالات الحرجة، وأسفرت عن وفاة 397 مدنياً قضوا جوعاً وعدد من الأطفال نتيجة سوء التغذية". واعتبرت هيئة التنسيق أن "هذا الحصار المفروض على الغوطة خرج بالكامل عن الاتفاق الذي تم مؤخراً بين الفصائل العسكرية وروسيا والمتضمن في أهم بنوده فكَّ الحصار وإدخالَ المساعدات انسجاماً مع القرار الأممي 2254". ووصفت الهيئة حصار النظام للغوطة ب"غير الإنساني" مؤكدة أن المراد منه تهجير المدنيين بشكل قسري، و"الموت السريري البطيء"، مطالبة الحكومة المصرية بتنفيذ التزاماتها كونها الضامن لاتفاق خفض التصعيد بالغوطة. وبعد دراسة أجرتها منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسف فى الغوطة الشرقية، تبين أن "نسبة الأطفال ما دون سنّ الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية الحاد بلغت 11,9%، وهى أعلى نسبة سجلت فى سوريا على الإطلاق منذ بداية الأحداث. من جانبها أعلنت الأممالمتحدة، أمس الثلاثاء، عن دخول قافلة تنقل الأغذية والمساعدات الطبية إلى الغوطة الشرقية المحاصرة، آخر معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق، بعد أيام من القصف العنيف. وأفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان أن غارات القوات الحكومية تواصلت الثلاثاء، وطالت بلدة حمورية قبيل دخول قافلة المساعدات المنطقة المحاصرة منذ 2013. وأفاد مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية فى تغريدة أن القافلة المشتركة "دخلت النشابية فى الغوطة الشرقية المحاصرة لتسليم الطعام ومواد صحية وغذائية ل7200 شخصا يحتاجونها". سجلت الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة المحاصر منذ 2013 قرب دمشق، أعلى نسبة سوء تغذية بين الأطفال منذ بدء النزاع فى سوريا فى العام 2011، وفق ما أفادت منظمة الأممالمتحدة للطفولة يونيسف. فيما قال مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أمس الثلاثاء، إن الحكومة السورية وافقت على إعلان وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية. وصرح دي ميستورا، في ختام لقاء مع وفد المعارضة السورية "لقد أبلغت للتو من قبل الروس أنه خلال اجتماع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الثلاثاء في جنيف، اقترحت روسيا، ووافقت الحكومة السورية على وقف إطلاق نار في الغوطة الشرقية". وكانت قوات النظام السوري قصفت، الأحد الماضي، مناطق في الغوطة الشرقية المحاصرة، مسفرة عن عديد القتلى، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وردت الفصائل المعارضة التي تسيطر على المنطقة بإطلاق قذائف متفرقة على أحياء في دمشق، ومثل هذا التصعيد المتبادل انتهاكا لاتفاق خفض التوتر. والغوطة هي آخر معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق، والمشمولة باتفاق خفض التوتر، ورغم ذلك فقد كثفت قوات النظام السوري منذ منتصف نوفمبر الجاري ضرباتها ضد هذه المنطقة، التي يقطنها نحو 400 ألف نسمة، وتعاني من نقص خطير في المواد الغذائية والأدوية.