دخلت المملكة العربية السعودية مرحلة جديدة من الحضارة الرقمية الذكية ، التى ستغير وجه العالم الحديث ، وأصبح مشروع "نيوم" الذي أعلن تفاصيله سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان منصة عالمية جديدة لإطلاق المشاريع العملاقة حول العالم من العاصمة الرياض. ولم يات مشروع نيوم فى يوم وليلة ، وإنما سبقته دراسات وخطط ، وعمل دؤوب شارك فيه العديد من الخبراء والمختصين والمستثمرين المحليين والدوليين وما ان إنتهوا من دراساتهم أعلن سمو ولى العهد حلم المستقبل ، وتم وضع جدول زمنى لتنفيذه واقعا ملموسا ومن المقرر ان تنتهى المرحلة الأولى منه بحلول عام 2025. ولضمان نجاح "نيوم" أنشأت الدولة هيئة خاصة للاشراف عليه برئاسة ولى العهد، وهو مايعنى إستقلالية المشروع ، عن أى وزارة أو جهة ما عدا الأجهزة السيادية ، وإبتعاده عن دوائر الروتين الحكومى وبالتالى سهولة إزالة أية عقبه فى طريقه أو تعرقل نجاح مشروعاته وشركاته . الاطار التنظيمي وسيكون للمشروع إطاره التنظيمى والقانونى الخاص ولن يغفل الجانب الفنى والثقافى والمجتمعى ، وستضطلع شركاته بمسئولياتها والتزاماتها تجاه المجتمع الذى يحتضنها وتنمو بداخله . ووصف خبراء المشروع الذى يقام شمال غرب المملكة بانه عالمى يساهم فى بناء مستقبل إقتصادى مختلف ليس للسعودية فحسب وإنما للمنطقة العربية والعالم معتبرين المشروع نقلة نوعية فريدة لعالم إستثمارى مختلف يتنفس هواء جديدا من التكنولوجيا النقية (الهواء الرقمى ) داخل بيئة مثالية عالية الرفاهية خالية من الكربون يتعامل فيها المستثمر وشركاته ورجاله وموظفوه وعماله بكل أنواع التكنولوجيا ومصادر الطاقة المتجددة دون مخاطر أو أمراض، تساعده شبكات إنترنت فائقة السرعة ، وخلق طريقة غير تقليدية للحياة، وبلمسة ذر واحدة على الربوت او جهاز حاسب آلى متناهى الصغريمكنه تغيير وجه العالم . المشروع العملاق وقال مختصون فى التقنية ل"الوئام" إن صفحات التاريخ ستسجل للمملكة العربية السعودية إقدامها على هذا المشروع العملاق ، الذى سيضع مواهب المستقبل و الشباب السعودى المبتكر والمبدع على الطريق الصحيح. مؤكدين إن إختيار موقعه بالتماس مع الحدود المصرية والأردنية سيوفر له مقومات نجاحه، لما تتمتع به هذه المنطقة من موقع جغرافى إستراتيجى فريد كونه يقع فى قلب العالم يمنحها قدرة تنافسية هائلة. ويكشف تصميم المشروع الذى يجمع أفضل العقول والشركات فى مكان واحد أنه غير موجه للجيل الحالى فقط وإنما للأجيال الأخرى القادمة ويراه مهدى بجاتو ( خبير تقنية وهندسة اليكترونية ) أحد أهم التحديات التى وضعتها لقيادة السعودية على قائمة أولوياتها القصوى التى تستهدف الإرتقاء بالإنسان السعودى فى شتى المجالات . ولد عملاقا ورائدا وتشير تصميمات "نيوم" إلى انه ولد عملاقا ورائدا ؛ لتميزه عن المشروعات العالمية المماثلة فى أشياء كثيرة أهمها : توفر الفرص الإستثمارية الناجحة التى لا تتوفر فى مدن رقمية وتقنية أخرى ، مساحته الضخمة التى تزيد عن 26ألف و500 كيلومتر، والقرب من أسواق ومسارات التجارة العالمية ، إضافة إلى وقوعه على البحر الأحمر ، أحد أهم شرايين التجارة العالمية ، والذى يمر به 10% من حركة التجارة العالمية. ويقام المشروع بالقرب من شواطئ بكروخام تمتد على مساحة تتجاوز 460 كيلومتر ، ويجاوره العديد من الجزر ذات الطبيعة الأخاذة، والجبال الخلابة التي تطل على خليج العقبة والبحر الأحمر وتغطي قممها الثلوج شتاء والصحراء المثالية الممتدة بهدوئها وجمالها، ويمكن ل70% من سكان العالم الوصول للموقع خلال 8 ساعات. مشروع نيوم يتميز بعالميته الخبير الاقتصادى والباحث التقنى معتز الجوهرى يرى أن مشروع نيوم يتميز بعالميته بمعنى انه ليس مشروعا محليا تنمويا سعوديا فحسب، وإنما يتجاوز هذه المحلية لآفاق العالم حيث التنوع الإستثمارى الأشمل ، وهو هدف أساسى من أهداف (رؤية المملكة 2030) التى يعمل على تطبيق كل مراحلها وخطواتها سمو الأمير محمد بن سلمان. ويضيف: وعندما ترصد المملكة 500 مليار دولار من صندوق الاستثمارات العامة للمشروع ، فهذا يعنى أن دراسات دقيقة أجريت للمشروع ، إذ ليس من المعقول أن ترصد المملكة كل هذه الأموال هباء. مبينا أن نجاح المشروع مستقبلا سيمكنه من تعويض ما انفق عليه فى سنوات معدودة عبر الشركات الاستثمارية العالمية الكبرى التى سترى فى "نيوم" فرصة كبيرة لمضاعفة أرباحها وتعظيم أصولها ، وهو الشيء نفسه لرجال الأعمال السعوديين والمستثمرين المحليين مما يجعل الجميع يتنافس ومن ثم تقام على أرض المملكة صناعات جديدة تقلص معدلات البطالة. وتخلق قيمة مضافة للاقتصاد السعودى تمكنه من تنويع موارده ، ولا تجعل ميزانية الدولة رهينة لبرميل النفط وتقلبات أسعاره عالميا . وبهذه الطريقة تسقط جميع المخاوف من أن تؤثر الأموال المنفقة على المشروع على خطة إستكمال البنية التحتية. المشروع سيحفز المستثمرين ورجال الأعمال ويؤكد رجل الأعمال محمد السهلى أن المشروع سيحفز المستثمرين ورجال الأعمال من أصحاب المشاريع المتوسطة على الدخول فى مشاريع تكنولوجية كبرى حيث سيجدون أنفسهم جنبا إلى جنب مع رجال أعمال دوليين وشركات عالمية عملاقة تخلق لهم فرصا من التعاون المتبادل فى العديد من المجالات الصناعية والتجارية ولا سيما الطاقة المتجددة والبرمجيات. لافتا إلى استفادة المستثمرين في المشروع من الموارد الطبيعية، كطاقة الرياح والطاقة الشمسية، مؤكدا إنه سيكون نافذة جديدة لعودة ملايين الدولارات التى يستثمرها سعوديون فى الخارج . المدن الذكية العالمية ويتميز مشروع نيوم عن غيره من المدن الذكية العالمية بانه يخلق حياة مختلفة تماما لجميع العاملين فيه ، صحيا وغذائيا وإجتاعيا وترفيهيا ، حيث سيدار كل شيء رقميا وسيكون له إدارة كبيرة لخدمات البنى التحتية والمرافق مهمتها تيسير حركة التنقل والاستخدام لسكان المشروع وبما يحافظ على أمنهم وسلامتهم . همزة وصل تربط شباب المملكة وهنا يطالب فادى شيدار (مهندس تقنى) بان تكون للمشروع مكاتب وفروع فى مختلف المناطق ، تكون بمثابة همزة وصل تربط شباب المملكة المبدع فى مختلف المحافظات بالمشروع العالمى الذى اختار سمو ولى العهد خبيرا دوليا محنكا لإدارته وهو تعيين الدكتور كلاوس كلينفيلد لمنصب الرئيس التنفيذي ل"نيوم"، وهو الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة السابق لشركتي ألكوا، ووأركونيك، وله خبرات عديدة فى إدارة وقيادة مثل هذه المشروعات التكنولوجية ، وشغل عضوية العديد من المجالس الاستشارية الاقتصادية الدولية، ويتمتع بعضوية مجلس العلاقات الخارجية الامريكية ، ومجلس أمناء المنتدى الاقتصادى العالمى .