المنطق المثبت بالتجارب يعكس حقيقة مفادها أنه لا يستغني الناس في هذه الحياة الفانية عن بعضهم البعض، والأمر يشمل التجمعات البشرية بأنواعها انطلاقا من مجموعة بيوت في حي سكني وصولا إلى العلاقات الدولية، فلا يستطيع إنسان أن يعيش وحده بمعنى أن الإنسان سيؤدي إلى الآخرين بعض ما يحتاجون إليه ويأخذ منهم بعض ما يحتاج إليه. هذه هي الحياة وهذا ما تربينا عليه في خليجنا العربي الذي كنّا نحلم ونقاتل للوصول إلى الاتحاد فإذا بنا بسبب السياسيات القطرية الإرهابية الحمقاء والتدميرية نصل إلى القطيعة. كل ما حدث وسيحدث يتحمله تنظيم الحمدين الإرهابي فحين لا يقر الإنسان بلسانه بما يقر به قلبه من المعروف والصنائع الجميلة التي أسديت إليه سواء من الله أو من البشر فهو منكر للجميل جاحد للنعمة وهذا ما فعله الحمدين مع شعب قطر قبل شعوب المنطقة. هذا التنظيم أصبح يفتخر بنكران الجميل والتآمر على الأشقاء وهنا لا بأس بتذكير الحمدين ببعض من السيرة النبوية لعلهم يهتدون ، عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر: "من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، التحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، والجماعة رحمة، والفرقة عذاب". نحن في البحرين تعلمنا في مدرسة آل خليفة أن نكران الجميل سبب العقوبة وزوال النعم لهذا تجد البحريني والبحرينية في كل محفل يقدم اسم المملكة العربية السعودية على اسم بلده حبا واحتراما للشعب السعودي وقيادته ولأننا نسمع هذا على لسان عاهل البلاد المفدى حمد بن عيسى آل خليفة في كل المحافل.. قال الأصمعي رحمه الله: سمعت أعرابيًا يقول: أسرع الذنوب عقوبة كفر المعروف فإياك إياك ونكران الجميل، واشكر صنائع المعروف، وكن من الأوفياء، فإن الكريم يحفظ ود ساعة. لقد اجتهد المغفور له بإذن الله عبدالله بن عبدالعزيز في إرجاع تنظيم الحمدين الى الصف الخليجي والعربي إلا أن إرادة شيطانية أبعدت قطر عن حاضنتها العربية لترتمي بكل وقاحة في أحضان الفرس والأتراك والكيان الصهيوني، كما قال حمد بن جاسم في أحد الاتصالات المسربة مع القذافي حين قال، إن إسرائيل تخفف علينا الضغط الأمريكي بحكم علاقتنا بهم وهذه شهادة إحدى دعائم الإرهاب في العالم وبلسانه والأمر لا يحتاج إلى ترجمان .. ولن أتحدث هنا عن الدور التخريبي القطري في بلدي البحرين فالأمر معروف للجميع ولأن ما فعله تنظيم الحمدين خيانة ووصمة عار في جبين الفاعلين إلى يوم الدين، ولكن يعز علينا أن تصل الأمور إلى ما وصلت اليه وسط صمت معيب من الشعب القطري الذي أصبح في بلده يعامل معاملة الغرباء. شفيقة الشمري