مصر تختنق بين يدي أبنائها ! مصر تغص بجرعة الماء التي يحاول أن يسقيها لها ذاك الحزب دون هذا !! ما الذي يحدث للثورة الحلم وماذا يحدث للأحلام التي تناثرت حول تلك الثوره كزهور تحف بالنيل العظيم ما بالهم يذبحون الأحلام من الوريد إلى الوريد فيتحول النهر الى مجرى ضيق يختنق فيه حب مصر فيسيل اتهامات من كل طرف نحو الآخر. مايحدث هناك مثل ما يحدث في كل بقعة من الوطن العربي وهو الإصرار على أن يكون الوطن لفئة دون أخرى. يقول العرب لبعضهم تعالوا لنتحاور ولكن الألسن في الحوار تتحول إلى سكاكين تشرح الوطن ويقولون تعالوا إلى كلمة سواء فتتحول الكلمة إلى صراخ وشر مستطير !! كان يفترض أن أكون الآن في مصر ضمن مجموعة من الزميلات والزملاء في مهمة عمل رسمية ولكن ظروفاً خاصة حالت دون ذلك هذا الأمر جعلني استحضر في ذهني لوحة يراها كل قادم لمصر بعد خروجه من المطار كتب عليها قوله تعالى ( ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين ) فمن الذي يحاول أن يسلب مصر أمانها على نفسها وعلى أهلها وداخليها ؟! المصيبة أن من يفعل هم بعض أهلها. اليوم ونحن نرى ونسمع ما يحدث في مصر قلت لنفسي جميل ان لم يكتب لي الله سفراً اليها فلا أحب أن أرى مصر مجروحة دامية الجبين بعد أن شجت فيها روح الألفة وروح المصري الواحد مهما كان دينه وحزبه المصري الذي يضع مصر (فوق الجميع) وهذه عبارة أخرى نشاهدها في شوارع مصر. ولا أحب أن أراهم اليوم يتنازعونها. يحتضنون أجهزتهم الذكية ليصدروا منها تذاكيهم على حساب الوطن والإنسان عندما يقتلون فيه روح الأمل ويقولون له أنت الأتعس فلا تبتسم وإياك أن ترى ضوء النهار ولا تحاول فأنت محكوم عليك بالإعدام والويل والثبور !! بعضهم يقول ذلك بلسان الدين وبعضهم بلسان الحزب وبعضهم بلسان الاتباع والتقليد.اللهم هيئ لأهل مصر من أمرهم رشدا وقهم شر أنفسهم وأطماعهم ** في الصباح إياك أن تفتح (تويتر ) قبل ذهابك لعملك فلربما عدت من منتصف الطريق وأنت تحدث نفسك قائلاً: ولماذا أعمل ؟ بل لماذا أعيش إذا كان حال البلاد والعباد على هذا المستوى من السوء؟!! مشاكل وعنف وفقر وبطالة ومصائب أخرى متعددة. ماهذا ؟ ما الذي يحدث للعيون والعقول والقلوب التي لم تعد ترى وتسمع إلا السوء وكل همها أن تجده لتصرخ فرحة فتشير إليه قائلة: عذرنا معنا إن شتمنا وتشاءمنا وكفرنا وكُفّرنا فكل موظف في الدولة مهما علا شأنه أو انخفض هو انسان فاسد ومفسد ومتواطئ ومنافق وكل الإجراءات فاشلة وكل الأعمال والمشاريع منهارة فلا علاج ولا تعليم ولا طرق !! ونحن من نحن ؟ لا أدري. وما الوطن ؟ لا أدري. ما هذا البؤس الذي نلقيه على العقول لماذا سيطر التشاؤم وعرائس المسرح وجردت الحياة من الأجساد فنحن أحياء موتى فما الحياة نفس ونبض قلب فقط لأن هناك حياة أخرى يصنعها التفاؤل والعمل لا التذمر والعقل لا التهور والغريب أن كل أولئك مازالوا يذهبون كل صباح إلى أعمالهم ويقبضون رواتبهم ويأكلون ويشربون ويضحكون ويتسوقون ويمشون في الشوارع ثم يحتضنون أجهزتهم الذكية ليصدروا منها تذاكيهم على حساب الوطن والإنسان عندما يقتلون فيه روح الأمل ويقولون له أنت الأتعس فلا تبتسم وإياك أن ترى ضوء النهار ولا تحاول فأنت محكوم عليك بالإعدام والويل والثبور !! بعضهم يقول ذلك بلسان الدين وبعضهم بلسان الحزب وبعضهم بلسان الاتباع والتقليد. توقفوا ولا تقتلوا الحياة فينا فللإصلاح أبواب لا يملكها إلا الحكماء والحكيم لا يقترف ما تفعلون. Twitter: @amalaltoaimi