رغم تأكيد القيادة السعودية على أنه لا يوجد أى تدخل من قريب أو بعيد يقف فى طريق الحجاج القطريين ، ولا يوجد أيضا أى عائق يحول دون أدائهم الفريضة ، يصر نظام " تميم والحمدين " على السير بخطى حلفائه الإيرانيين فى إفتعال أزمة الحجاج وكأنه يكرر صورة طبق الأصل من الأزمة التى خلقها نظام الملالى قبيل موسم حج العام الماضى ، ويتهم المملكة بتسييس الحج ، ويدعى زورا وبهتانا أنها تضغط على الدول الأخرى ، لعرقلة أداء القطريين للشعيرة . وقال مختصون ل" الوئام " : بدلا أن تتشجع الدوحة وتعلنها صريحة " إنها التى تريد أن تمنع حجاجها من التوجه لبلاد الحرمين الشريفين" ، تحاول إخفاء تلك الرغبة المكشوفة بترويج أكاذيب وشائعات تثير مخاوف الشركات، وتصد الشعب القطرى الشقيق عن أداء الفريضة . مراقبون سياسيون قرأوا أوراق لعبة تميم مبكرا ، وقالوال " الوئام " يبدو أن الإعلام القطرى يلعب دورا خفيا فى الأزمة ، وأن هناك من يهمه عدم وصول الصورة واضحة للشعب القطرى ، مشيرين إلى أن المملكة سبق وأن أكدت مرارا على أن كل القطريين مرحب بهم فوق تراب الأراضى المقدس لأداء العمرة والحج، ولكن هناك من يخفى هذه الحقيقة عن الشعب القطرى. وأوضح المراقبون أن موقف المملكة ، ثابت لا يتغير ، ولن تحيد عنه ، مبينين أن القيادة السعودية سبق وأن قالت " إن أهلنا فى قطر مرحب بقدومهم للعمرة او للحج من أى مكان فى العالم ومن الدوحة أيضا مباشرة وترانزيت وعلى أى خطوط طيران إلا خطوط نظام الحمدين . وألمح المراقبون إلى ما فعلته حكومة المملكة مع الحجاج الايرانيين فى مواسم الحج السابقة ، فرغم الإختلاف السياسى والمذهبى ، وما يقوم به بعض الحجاج إيران من سلوكيات ، وممارسات خاطئة ، ورفعهم لبعض الشعارات الطائفية ، التى لا تتفق وروح الدين الإسلامى والضوابط التى وضعتها المملكة والتزمت بها بعثات كافة الدول ، إلا أن السعودية لم تمنع أى حاج إيراني من أداء المناسك،/ بل على العكس توفر لهم ولغيرهم من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية كل السبل التى تمكنهم من أداء مناسكهم بيسر وسلام وطمأنينة . ويتساءل مختصون فى الشئون الخليجية والعربية : لماذا إذا سقط النظام القطرى فى مشكلة عربية أو تورط فى أزمة دولية ، لا يجد أمامه سوى المملكة العربية ، يتخذها مشجبا يعلق فوقه غسيله القذر، أوحائطا يحاول أن يتمسح به للخروج من الورطة ؟! واضافوا : بعد أن كشف سعود القحطانى ( المستشار بالديوان الملكى ) بتغريداته الصادمة ممارسات الأب حمد بن خليفة آل ثانى ، وشعوره العدائى ضد المملكة وقيادتها ، وتآمره مع العقيد القذافى لإغتيال الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، لم يهدأ" نظام الحمدين" ، وخاصة بعد أن أعلن القحطانى تحديه أن تقدم " الدوحة " دليلا واحدا يكذب الفيديو، الذى كشف هذا التأمر ، و كان سببا فى إبعاد "حمد" وقدوم إبنه" تميم"، لافتين إلى نظام قطر لن يجد أمامه سوى الحجة الجاهزة والكلمة المعلبة " إختراق ". وبينما يدفع اقتصاد قطر ثمن الممارسات الخاطئة لقيادته ، وتواجه البنوك أزمة كبيرة فى السيولة ، يصر النظام على موقفه ، و إمعانا فى التمويه وخداع شعبه ، ابتكر تميم ، بدعة جديدة ، وأوعز الى منظمة حقوقية بان ترفع مذكرة للامم المتحدة ، تدعى فيها عرقلة السعودية لإجراءات حج القطريين ، وذلك لصرف الأنظار عن قضيته الأساسية وهى خروجه عن الصف العربى و دعمه ونظامه للجماعات والتنظيمات الإرهابية والميلشيات والحركات المسلحة التى تستهدف تمزيق وحدة الخليج ، وتضر بمصالح الأمة العربية ، متناسيا ما سبق وأن أعلنته قيادة المملكة عن ترحيبها بكل حاج قطرى ، بل وبكل مسلم يعيش فى قطر ويريد أداء الفريضة . ويسخر النظام فى قطر مليارات الدولارات الآن لإنفاقها على شركات دعائية ووسائل إعلام غربية؛ لشن حملات منظمة ضد المملكة العربية، وتشويه مكانتها الدينية العالمية ، ساعيا بالباطل إلى إستدرار عاطفة المسلمين حول العالم . وكما تؤكد تقارير دولية ينفق تميم واعوانه بسخاء شديد على صحف و مواقع وحسابات اليكترونية مشهورة عالميا ، مهمتها إظهار المملكة وأنها ضد الإسلام ، زاعمة تسييسها للحج ، وإيهام العالم بان المملكة تضيق الخناق على كل حاج يخرج من قطر متجها للأراضى المقدسة عبر دول اخرى ، خارج إطار المقاطعة . و فندت سفارة المملكة العربية السعودية بفرنسا ، تقريرا مضللا نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية، زعم أن المملكة تمارس ضغوطا على دول أفريقية لدفعها للوقوف إلى جانب الرياض في الأزمة القطرية، من خلال وقف المساعدات المالية أو تعقيد الحصول على تأشيرات الحج للاصطفاف معها ضد قطر. ونفت السفارة هذه المزاعم جملة وتفصيلا، وأكدت فى بيان لها ، أن المملكة لم تمارس أية ضغوط على أي دولة أفريقية، " فلكل بلد الحرية بممارسة سيادته في اتخاذ القرارات وعمل أي إجراءات تتناسب مع مصالحه". ويرى محللون سياسيون أن بيان وزارة الحج السعودية وتصريحات المسئولين فى الديوان الملكى والجوازات السعودية ، بانه لا توجدأية عقبات تقف فى طريق منح التأشيرات وتسهيل إجراءات الدخول لكل حاج قطرى وكل من يقيم على ارض قطر من المسلمين ، جميعها تكفى لدحض إفتراءات قناة الجزيرة ، وكذبة عبدالله العزبة بأن السعودية تمنع الحجاج القطريين من الدخول . وقالوا القضية واضحة ، كل الحجاج القطريين حول العالم مرحبا بهم فى الديار المقدسة ، ضيوفا للرحمن ، طالما انهم لايأتون عبر الخطوط القطرية فقط ،" ولا داعى لأن تتاجر بها قطر ، لان العالم كله يعلم أن السعوديين يعتبرون أن خدمة أى حاج بغض النظر عن جنسيته شرف لهم" . وتابعوا .. إن نظرة سريعة على صالات القدوم بمطار الملك عبد العزيز الدولى بجدة ، ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينة المنورة ، سيتضح زيف هذه الإتهامات الباطلة ، حيث يرى الجميع كيف يدخل الحجاج القطريون أرض المملكة بكل سهولة ويسر بل ورعاية فائقة، ودون أن يتعرضوا لاية مضايقات كما تزعم أو تريد حكومتهم . مؤكدين أن كل هذه الحملات الباطلة لن تنال من المملكة ، حكومة وشعبا ، ولن يستطيع نظام الحمدين أن يحقق من ورائها أية مكاسب سياسية ، ولن ينطلى على العالم الإسلامى محاولات قطر إستنساخ أزمة حجاج إيران ، التى فشل بها ايضا نظام طهران فى تشويه صورة المملكة، خلال السنوات الماضية ، قبل أن يعود هذا العام ويلتزم بالضوابط والشروط التى وضعتها السعودية؛ لضمان سلامة وأمان كل ضيوف الرحمن دون النظر إلى جنسياتهم .