تشهد سماء محافظة جدة اعتبارا من فجر يوم غدا السبت 21 مايو 2011 بداية دورة العبور الاخيرة لمكوك الفضاء انديفور قبل إحالته للتقاعد وخروجه من الخدمة نهائيا وفق ما أعلنته الجمعية الفلكية بجدة . وقال رئيس الجمعية المهندس ماجد ابوزاهرة : أن المكوك إنديفور في رحلته الأخيرة هذه إلى محطة الفضاء الدولية، حمولة مهمة جداً، وهي مقياس ألفا الطيفي المغنطيسي، الذي يزن نحو 7 أطنان وصمم لاختبار سحب الجسيمات السرمدية المتجلدة في أعماق الفضاء. وبعد وصول المكوك إنديفور إلى هدفه، سيوجه رواد الفضاء الذراع الروبوتية لرفع المقياس الطيفي من حجرة الشحن وتسليمها إلى الذراع الروبوتية للمحطة الفضائية الدولية. وحالما يتم تثبيت هذا النظام المعقد على الهيكل الخارجي للمحطة، سيخرج رواد الفضاء إلى خارج المحطة للقيام بتوصيل النظام وتشغيله استعداداً لبدء أعظم تجربة علمية في تاريخ المحطة الفضائية الدولية. ويقول علماء الفيزياء الكونية إن مقياس ألفا الطيفي المغناطيسي، الذي بلغت كلفة تصنيعه تبلغ 1.5 مليار دولار، ربما يغير طريقة تفكيرنا بالكون المحيط بنا. فهو قد يخبرنا ما إذا كانت هناك نجوم أو حتى مجرات بأكملها من المادة المضادة في مكان ما بالفضاء الخارجي من حولنا، وقد يخبرنا عن طبيعة المادة الداكنة التي يعتقد أنها تسود الكون، وقد يكشف لنا عن مكان اختباء أقوى مصادمات جسيمات ذرية بالكون. وإذا ما نجحت هذه المهمة في التوصل إلى أي اختراق في أي من هذه المجالات، فمن شأن ذلك أن يكون نجاحاً مدوياً في عالم الفلك. لكن المقياس الطيفي المغناطيسي لديه مهمة أخرى قديمة عليها أن يكلمها. ففي عام 1998، اكتشف نموذج أولي للمقياس إشارات خفية لما يمكن أن يكون شكلاً جديد كلياً من المادة النووية أطلق عليه اسم «المادة الغريبة». وإذا أثبتت المهمة الأخيرة صحة هذا الاكتشاف، فسوف يغير ذلك فهمنا لطبيعة مادة الكون وحتى أيضاً مصيرنا النهائي في النظام الكوني. وسيكون وصول المرصد الطيفي المغناطيسي إلى الفضاء تتويجاً لرحلة طويلة ومتخبطة كادت أن تحبط، بدأت الرحلة في 1994 عندما قام فريق المقياس الطيفي المغناطيسي ألفا بدراسة جدوى لصالح وكالة الفضاء الأميركية «ناسا». كان قائد فريق البحث سام تينج، عالم فيزياء الجسيمات الذرية الحائز جائزة نوبل في معهد مساشوستس للتكنولوجيا، ولقد استطاع أن يأسر اهتمام مدير ناسا في حينه دان جولدين بأحد الأهداف الرئيسية للمطياف المغناطيسي ألفا البحث عن المادة المضادة البدائية في الكون. وسوف يكون المكوك انديفور ملتصقا بمحطة الفضاء الدولية عند عبوره حيث أنهما سوف يظهران في شكل هالة ضوئية واحدة براقة متحركة مشاهدة بالعين المجردة وسوف يكون العبور صباحيا قبل شروق الشمس حيث سيكون العبور وفق القيم التالية : فجر يوم السبت 21 مايو 2011 1 – دخول ( المكوك – المحطة ) سماء جدة عند الساعة 5:23 فجرا من الأفق الجنوب الغربي - يصلان إلى أقصى ارتفاع عند الساعة 5:25 فجرا – مقدار اللمعان الظاهري – 3.2 ( في غاية البريق ) فجر يوم الاثنين 23 مايو 2011 1 – دخول ( المكوك – المحطة ) سماء جدة عند الساعه 4:35 فجرا من الأفق الجنوبي 2 – يصلان إلى أقصى ارتفاع عند الساعه 4:38 فجرا 3 – مقدار اللمعان الظاهري – 3.3 ( في غاية البريق ). فجر يوم الثلاثاء 24 مايو 2011 1 – دخول ( المكوك – المحطة ) سماء جدة عند الساعه 4:58 فجرا من الأفق الغربي – يصلان إلى أقصى ارتفاع عند الساعه 5:00 فجرا – مقدار اللمعان الظاهري – 1.9 ( في غاية البريق ). فجر يوم الأربعاء 25 مايو 2011 1 – دخول ( المكوك – المحطة ) سماء جدة عند الساعه 3:49 فجرا من الأفق الشمالي الشرقي – يصلان إلى أقصى ارتفاع عند الساعه 3:51 فجرا 3 – مقدار اللمعان الظاهري – 1.9 ( في غاية البريق ) ومن هنا يأمل العلماء أن يتمكن مطياف ألفا المغناطيسي من رؤية نواة ذرة هيليوم مضادة. ومن شأن هذا أن يكون اكتشافاً مهماً، لأن معظم الهليوم الموجود في الكون الآن تشكل خلال الدقائق الثلاث الأولى بعد الانفجار العظيم الذي ولد فيه الكون، ولم يتشكل داخل مراجل النجوم مثل الغازات الأخرى، ومن المتوقع أن ينسحب الكلام نفسه على أية ذرات هليوم مضادة يمكن العثور عليها في أعماق الفضاء. ولذلك فإن أية ذرات هليوم مضادة قد يعثر عليها مطياف ألفا المغناطيسي ستكون على الأرجح من بقايا المادة المضادة البدائية التي نجت من الإبادة الجماعية التي تعرضت لها لدى تصادمها مع المادة في فجر الكون، ما سيشير إلى أنه لا بد من وجود شظايا أخرى متبقية من المادة المضادة. ويقول مارت بول، الذي يرأس فريق المقياس الطيفي في جامعة جنيف السويسرية «إذا رأى المقياس ولو جسيماً واحداً من الهليوم المضاد، سنعرف حينها أن هناك تركيزات للمادة المضادة في مكان ما من مجرتنا. وإذا رأى جسيماً كربونياً مضاداً، فسنعرف أن هناك نجماً مضاداً في سمائنا». وبرغم التشكيكات التي ووجه بها المشروع في البداية، فإن انبهار جولدين بحجم الأهداف التي تسعى لها هذه المهمة وتحمسه الشديد لها ساعد على ضمان توفير مصادر التمويل اللازمة لبناء المقياس الطيفي جدير بالذكر بان المكوك انديفور انطلق الى الفضاء في 16 مايو الجاري ومن المقرر أن يُحال المكوك “إنديفور” إلى التقاعد بعد عودته من رحلته الأخيرة إلى الفضاء، إسوة بتوأمه “ديسكفري”، الذي دخل مرحلة التقاعد الفعلي مؤخراً. وبتقاعد المكوك “ديسكفري”، الذي قام ب39 رحلة للفضاء خلال 27 عاماً، أنهى آخرها في التاسع من مارس/ آذار الماضي، ثم تقاعد “إنديفور” بعد عودته من رحلته المقررة الجمعة، تتبقى مهمة واحدة للمكوك “أتلانتس”، الذي من المقرر أن يقوم برحلته الأخيرة الصيف المقبل. تسجيل سابق لعبور محطة الفضاء الدولية ( كما تشاهد بالعين المجردة ).