عزيزي القارئ الكريم هل الظروفُ تحكمنا أم أننا نحكمها أم من يحكم الآخر ليتنا نحدد !! سؤال يحتاج منا إلى وقفةٍ صريحةٍ ومن ثم إلى تصحيحِ على أرض واقعنا. الردّ التلقائي المباشر على كل من يسألنا عن سبب تقصيرنا في ناحية ما من نواحي حياتنا اجتماعية كانت أم عملية !؟ فما إن تعاتب أحدَهم أو يعاتبنا أحدُهم على تقصير أو خلل ما إلا وتنحدر الإجابة انحدار الصخرة من علي: واللهِ ظروف !!! لتكون إجابة مُسكتة محيّرة تغلق كل باب للنقاش بعدها ! ثم نبدأ بعجن الكلام في أفواهنا لنكوّن منه جملًا باردةً باهتةً سمينةً في ظاهرها جوفاء من داخلها كالعجين البائت !! لماذا نحتج ّبالظروف !؟ والحقيقة أننا نحن من ركن إليها، ونحن من يفتعلها أحيانًا بل إننا نصنّعها بأنفسنا ونجعل منها مادة مستهلكة بل وفائضًا نصدر منه إلى المجتمع من حولنا حتى انتشرت كعدوى بين أفراده ما توشك أن تسأل أحدهم ذاك السؤال إلا وكانت الإجابة ذات الإجابة !! يا للظروف !!!! يا للكذبة التي نتحكم بمقاسها كما يتحكم الخياط بقطعة القماش توسيعًا وتضييقًا تطويلًا وتقصيرًا (حتى تناسب مقاس كذبتنا)!! يا للظروف التي حالت بين الإنسان وصلةِ رحمه المعلقة بين السماء والأرض والتي يصل الله من وصلها ويقطع من قطعها!! يا للظروف التي أنستْهُ صديقَ عمره وزميلَ دراسته وجيرانَه فلا يكاد يذكرهم أو يراهم إلا بالشهور وربما الأعوام!! يا للظروف التي فصلتْ بينه وبين التعليم والوظيفة وتحقيق الآمال والطموحات !! يا للظروف التي حملت الإنسان أن يترك وطنه ويتغرب عن أهله ليعود وقد نسي بعض معالمها وملامحهم !! ماذا أقول أيضًا عزيزي القارئ !؟ لا بد أنك تعرف البقية فمن أتحدث عنه ذلك المحتج بالظروف دائمًا هو أنا وأنت وأخي وأخوك وأختي وأختك وووإلخ والخوف أن نوّرثها أبناءنا فعلًا عزيزي القارئ هل يجدر بنا فعلًا ربط كل نواحي قصورنا بالظروف !؟ ومن الذي يرمي على الآخر ؟! سنجد الإجابة الصادقة على هذا التساؤل في نفوسنا حين نجلس معها جلسة صادقة ونعيد البرمجة من جديد لا أعرف ماذا سنبرمج لكنه الجانب الطاغي بالتأكيد هو من يحتاج إعادة النظر (نحن أم ظروفنا) لنوائم بيننا وبينها فلا يعود كل منا يتهم الآخر فلا الظروف تقول كنتُ مهيأة أمامك ولكنك أنت كنت العاجز المتواني، ولا نفسك تقول كنتُ مهيئة ولكن خانتني الظروف وختامًا عزيزي القارئ أوصيك ونفسي باللجوء إلى الله تعالى فهو وحده من يطرح البركة في الأوقات والأعمارِ بارك الله لنا جميعًا فيها وهيّأ لنا من أمرنا رشدًا!! هدى الزهراني