أعلنت الشرطة الكندية ان القضاء وجه تهمة القتل العمد الى الطالب الجامعي ألكسندر بيسونيت (27 عاما) المتحدر من كيبيك، والذي يعتنق افكارا قومية، لتنفيذه هجوما مسلحا على مسجد في المدينة، اسفر عن مقتل ستة مسلمين. وذكرت الشرطة انه اضافة الى تهمة قتل ستة اشخاص عمدا، وجهت الى الموقوف تهمة الشروع بقتل خمسة اشخاص لا يزالون في المستشفى بحالة حرجة، مشيرة الى ان «هناك مداهمات جارية ونأمل الحصول على الدليل» الكافي لتوجيه تهمتي «الارهاب» والنيل من الامن القومي الى الطالب. وتم توجيه الاتهام الى الموقوف بعدما مثل مساء امس الاول، امام قاض، مخفورا، وقد ارتدى زيا ابيض. ومن المقرر ان يمثل المتهم مجددا امام المحكمة في 21 الجاري، في جلسة يوجه خلالها المدعي العام التهم رسميا اليه. وتشير حسابات المتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، التي اغلقت بعيد الهجوم، الى انه يعتنق افكارا قومية ويؤيد مواقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب، اذ انه غالبا ما اعاد نشر هذه المواقف على حساباته. من جانبها، أكدت جامعة لافال القريبة من «المركز الثقافي الاسلامي» في كيبيك الذي تعرض للهجوم، ان «المشتبه به الذي اعتقل لصلته بالاعتداء الارهابي» هو احد طلابها ويدرس في كلية العلوم الاجتماعية. من جهة ثانية، اعلن «المركز الثقافي الاسلامي» ان القتلى الستة هم جميعا كنديون مزدوجو الجنسية. وقال نائب رئيس المركز محمد العبيدي ان القتلى هم مغربي وجزائريان وتونسي وغينيان تتراوح اعمارهم بين 39 و60 عاما. بدوره، أفاد سمير أبو حسين، أحد أئمة «المركز الإسلامي»، الذي يعمل في فريق «سوشيال ميديا» الخاص بالمركز، بأنهم كانوا ينظمون فعالية لجمع التبرعات في المسجد لمساعدة أبناء قطاع غزة عقب صلاة العشاء، و«من حسن الحظ أن المجرمين لم يدخلا المسجد وقت صلاة العشاء وإلا كانت الخسائر أكبر، وإنما دخلا بعد انتهاء الصلاة». وأضاف أنه كان قد غادر المسجد بعد الصلاة مباشرة، ثم جاءه اتصال هاتفي بوقوع الحادث الإجرامي، و«عندما رجعت وجدت الشرطة والإسعاف عند المسجد». الإمام أكد أن المجرمين كانا يعرفان المسجد وقاعاته، لأنهما دخلا إلى مصلى الرجال مباشرة، على الرغم من أن المركز يحوي قاعات متعددة. وذكر أنه بعد دخولهما قام أحدهما بإطلاق النار عشوائياً من سلاح أوتوماتيكي، بينما وقف الآخر على الباب للحراسة. وتابع إن الشخص الذي كان يؤم المصلين أصيب، وحالته حرجة، معتذراً عن ذكر أسماء المصابين أو القتلى لأن الأمر لا يزال في طور التحقيقات. وقال أبوحسين إن القاتل انتقل بعد ذلك إلى مصلى النساء، و«لأن المسجد به كاميرات وفي مسجد النساء هناك شاشة تعرض الدرس أو الصلاة أو الخطبة، فقد شاهدت النساء ما حدث في مصلى الرجال وقمن بإغلاق باب المصلى». وأضاف أن «الله ستر، لأنه كان في المصلى أطفال مع النساء، حيث حضرت كثير من الأسر للتبرع لأهل غزة، وكان من الواضح أنه يريد أيضاً قتل بعض النساء والأطفال، ولكن غلق باب مصلى النساء منع ذلك ولم نعرف إلى الآن كم كان عدد النساء والأطفال في مصلى النساء». ويروي أبو حسين أن شخصا مغربيا في الخمسينات من العمر، صاحب محل تجاري معروف جداً في كيبيك، حاول أن يختبئ خلف عمود المسجد لينقض على القاتل، ولكن القاتل انتبه له وقتله بسرعة برصاصة في الرأس. وأضاف أن هذا هو الشخص الوحيد الذي حاول المقاومة لأن الجميع كانوا في حالة صدمة وذهول مما يحدث، «هذا المغربي هو من قال الله أكبر لحظة قتله، وليس كما ذكرت بعض الوسائل من أن المجرمين هما من قالا الله أكبر». وأوضح أبو حسين أنه بعدما قُتل المغربي، انتقل القاتل إلى تونسيين وأفرغ رصاصات عدة بهما، فتوفي أحدهما والآخر نقل إلى المستشفى في حالة حرجة. وذكر أن الإصابات كانت متنوعة في الرجل والبطن، وقد تم نقل المصابين، وهم 11 مصاباً. ولفت إلى أن الأمر لم يكن استهدافاً لشخص معين، وإنما إطلاق نار عشوائي أراد المجرم منه قتل أكبر عدد من المصلين.