قال مختصون إن صناديق الاستثمار تواجه تحديات لرفع جاذبيتها لدي الأفراد، مؤكدين أن تقلبات أسعار الأوراق المالية، وانخفاض الأصول المقومة بالنقد الأجنبي من المخاطر التي يواجهها هذا الاستثمار. وأشاروا إلى أن نوع الصندوق وخبرة مديره وتنوع الاستثمارات والعوائد، يسهم في الإقبال علي صندوق دون غيره، حيث ينتظر المستثمرون عادة عوائد مجزية بمعزل عن اتجاهات الصناديق والأسواق التي تستثمر فيها. وأوضح الدكتور أحمد العلي محلل في سوق الأسهم، أن جاذبية الصناديق الاستثمارية تكمن في عدة عوامل، أهمها الاستثمار المشترك الذي يخفض التكلفة علي النفقات، مبينا أن خبرة مديري المحافظ الاستثمارية المالية والاقتصادية لها تأثير كبير، إذ ترفع كفاءة الاستثمار وتحقق دخلا دوريا ثابتا. ولفت إلى أن أهم الفرص التي تقدمها الصناديق، توفير قناة استثمارية تضم أصولا عقارية بعائد شبه ثابت، ونمو في قيمة الأصول عبر الزمن الذي سيتحول إلى أرباح رأسمالية. وأضاف أن وجود عدد كبير من رجال الأعمال في صندوق استثماري واحد، يتيح الفرص بشكلٍ أكبر لتنويع الاستثمارات. وأكد وجود عديد من التحديات تواجه الصناديق، من أبرزها قلة الإقبال علي الاستثمار في الصناديق، في ظل عزوف الأفراد عن الاستثمار فيها، بسبب تجاربهم السابقة، وكذلك أسعار الصناديق غير العادلة، مطالبا ملاك الصناديق بإعادة النظر في طرق رفع جاذبية الصناديق. وبين أن الصناديق الاستثمارية تعد أدوات استثمارية متوسطة المخاطر، موضحا أن من عيوب الصناديق الاستثمارية بيع وشراء الأسهم دون تحريك السعر، بسبب حجم صفقات الصناديق الكبيرة، فضلا عن انفراد مدير الصندوق اتخاذ القرارات، ما يزيد من تخوف المستثمرين من أن يَغلّب مصلحته كمدير ومسوّق للصندوق على مصلحة العميل. بدوره، قال علي الزهراني مدير أحد الصناديق ومحلل أسهم، إن جاذبية الصناديق للمستثمرين تكمن في الاستثمارات المشتركة، حيث إنها تضم عددا كبيرا من رجال الأعمال، مما يخفض تكلفة النفقات، إضافة إلى تقاسم الخسائر بين المستثمرين، الأمر الذي يقلل نسبة المخاطرة. ولفت إلى أن الإدارة الجيدة للمحافظ تجذب المستثمرين بسبب ارتفاع احتمالية ربحها، مبينا أن جاذبية الصناديق تكمن في سهولة التعامل معها. وحول ما يرجح اختيار صندوق دون آخر، أشار إلى أن سعر الوحدة الاستثمارية عامل مؤثر في قرار الاستثمار في صندوق ما، وكذلك حجم السيولة في الصندوق، إضافة إلى العائد السنوي للصندوق، وإمكانية توزيع الأرباح، ومدي تطبيق معايير الشريعة الإسلامية. وبين أن توقيت شراء الأصول يؤثر في تحديد مدى ربحية الصناديق، ويرفع من احتمالية تحقيق أرباح رأسمالية أعلى لأصول الصندوق. وأكد أن أنواع الصناديق تختلف، حيث توجد الصناديق المتعددة الأصول، والمضاربة الشرعية علي البضائع بالدولار أو بالريال، والمحافظ متعددة الأصول، فضلا عن صناديق تنمية رأس المال وتوزيع الأرباح، بجانب صناديق الاستثمار المعتمدة على مبدأ المخاطرة المنخفضة، وصناديق تنمية رأس المال على المدى الطويل، وأخرى للمتاجرة بالأسهم السعودية والآسيوية والأمريكية والأوروبية والخليجية وصناديق الصكوك والأسهم، والمتنوعة، وصناديق السلع والمؤشرات المتداولة. من جهته، قال سراج العرابي نائب رئيس لجنة الأوراق المالية في غرفة جدة، إن لصناديق الاستثمار نظرية المحفظة الاستثمارية، التي تضمن توزيع المخاطر الاستثمارية حسب نظريات الاستثمار. وأضاف أن الاستثمار في الصناديق العقارية يمنح الاستثمار في الأصول العقارية القائمة والمطورة سواء كانت سكنية أم تجارية. وأكد أن ما يرفع من جاذبية الاستثمار في هذه الصناديق توزيع الأرباح السنوي، فضلا عن سرعة التخارج، لافتا إلى أن وجود عدد كبير من المستثمرين في صندوق استثماري واحد يؤدي إلى تخفيض درجات المخاطرة. وأوضح أن ما يرفع الثقة في الصناديق الاستثمارية، تقييم أسعار الأصول، وتحقيق عوائد جيدة في ظل المخاطرة المنخفضة، بجانب العمولات المتدنية، التي تشكل جاذبية كبيرة. وذكر العرابي أن صناديق الاستثمار تتيح لصغار المستثمرين فرصة الدخول في مجالات استثمارية لا يستطيعون دخولها بمفردهم. وأفاد بأن المخاطر التي تتعرض لها صناديق الاستثمار، تتركز في تقلبات أسعار الأوراق المالية، وانخفاض الأصول المقومة بالنقد الأجنبي، واحتمال تراجع قيمة أدوات الدين الثابت مثل السندات وفقا للاقتصادية. وبين أن ارتفاع أسعار الفائدة له تأثير سلبي في الأسهم، لافتا إلى أن من مخاطر صناديق الاستثمار عدم قدرة الشركات على النمو؛ بسبب تحول المستثمرين من سوق الأسهم إلى سوق السندات. وأكد أن الاستثمار في الصناديق يعد الأجدى بالنسبة لمن لا يتمكن من فهم القوائم المالية أو متابعة السوق بشكل متواصل كما في الأسهم، مشيراً إلى أن ما يميز الصناديق أنها تدقق كثيراً في معرفة طبيعة مخاطر الشركة وموقفها المالي على مدى سنوات، مع تحليل كل البيانات والمعلومات. وذكر العرابي أن عدم وجود المعلومات الوافية حول أداء الصندوق، يعد من أهم عيوب الصناديق الاستثمارية.