بحث وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والتركي مولود جاويش أوغلو التحضيرات للمفاوضات في العاصمة الكزاخية أستانة بشأن إنهاء الأزمة السورية، في وقت نفت الهيئة العليا للمفاوضات علمها بوجود أي اتصالات مع النظام. وقال بيان للخارجية الروسية إن لافروف وجاويش أوغلو اتفقا أثناء اتصال هاتفي امس على السعي إلى وقف لإطلاق النار في سوريا، وأكدا أهمية التوصل السريع إلى توافق بشأن جميع المعايير لوقف إطلاق النار على كل الأراضي السورية. كما اتفق الطرفان التركي والروسي -بحسب البيان- على فصل المعارضة المعتدلة عن الجماعات الإرهابية. بدورها، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن لافروف قوله إن الحكومة السورية تجري محادثات مع المعارضة قبيل اجتماع محتمل في أستانة، فيما لم يذكر لافروف أين تجرى المحادثات الراهنة. بالمقابل، نقلت وكالة رويترز عن عضو في الهيئة العليا للمفاوضات بالمعارضة السورية قوله: «لا علم لنا بوجود اتصالات بين المعارضة والنظام السوري». وقف إطلاق النار ونقلت وكالة نوفوستي في وقت سابق عن مصدر دبلوماسي روسي قوله إن عسكريين روسا وأتراكا يجرون مباحثات في أنقرة مع ممثلين عن المعارضة السورية المسلحة تتناول أسس وقف إطلاق النار. وحسب الوكالة، فإن عسكريين يمثلون روسيا وإيران وتركيا يخططون للمشاركة في المفاوضات المرتقبة بالعاصمة الكزاخية. ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله إن أغلبية المشاركين ستكون من العسكريين، بمن فيهم ممثلون عن جيش النظام وفصائل المعارضة المسلحة. وستركز مفاوضات أستانا على الملفات العسكرية والأمنية، بينما ستترك القضايا السياسية إلى وقت لاحق، وهو ما يبرر عدم دعوة فصائل المعارضة السياسية إلى هذه المفاوضات. إلى ذلك، ذكرت وكالة الإعلام الروسية امس أن وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان قال في مقابلة مع تلفزيون روسيا اليوم إنه يجب عدم السماح بمشاركة السعودية في عملية السلام السورية. ونقل عن دهقان قوله إنه يعتقد أن إصرار السعودية على تنحي الرئيس بشار الأسد يعني أنه يجب ألا تشارك الرياض في محادثات السلام السورية المستقبلية. واشار وزير الدفاع الإيراني الى إن طهران ستدرس السماح لروسيا باستخدام قاعدة همدان الجوية مجددا إذا طلبت موسكو ذلك. وشنت روسيا ضربات جوية على مسلحين سوريين من القاعدة الجوية الإيرانية في أغسطس قبل وقف العمل بهذا الترتيب وسط توترات بين موسكووطهران بشأن إعلان روسيا استخدامها للقاعدة. وتابع دهقان إن بلاده ستدرس إمكانية إرسال مستشارين عسكريين إلى مدينة حلب السورية إذا لزم الأمر. إلى ذلك، انتقدت روسيا قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما تصدير الأسلحة الى المعارضة في سوريا، ووصفته بأنه خطوة عدائية. وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن هذا الأمر يهدد بشكل مباشر طائرات سلاح الجو الروسي والدبلوماسيين والعسكريين الروس في سوريا، وكذلك السفارة الروسية في دمشق التي تعرضت مرارا للقصف. واتهمت زاخاروفا إدارة أوباما بالسعي إلى تعقيد الوضع في العالم قبل أن يتولى دونالد ترامب رئاسة الولاياتالمتحدة في 20 يناير المقبل.