اتفقت روسيا وتركيا وإيران على مبادئ تسوية سياسية محتملة في سوريا، وإطلاق مفاوضات جديدة سعيا للتوصل لاتفاق بين النظام السوري والمعارضة. وجاء الإعلان عن «بيان موسكو» أمس الثلاثاء عقب اجتماع في العاصمة الروسية ضم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيريه التركي مولود جاويش أوغلو والإيراني محمد جواد ظريف، ولم يمنع اغتيال السفير الروسي في أنقرة أندريه كارلوف من عقد اللقاء الذي لم يحضره أي ممثل لا عن النظام ولا عن المعارضة السوريين. وقد قال لافروف في مؤتمر صحفي إن بيان موسكو ينص على: إطلاق مفاوضات سياسية شاملة المفاوضات يجب أن تشمل كل المكونات العرقية في سوريا الدول الثلاث متفقة على أن الأولوية في سوريا هي لمكافحة الإرهاب لا لإسقاط النظام. كما قال إن الإطار الثلاثي الروسي التركي الإيراني هو الأكثر فاعلية لحل الأزمة السورية، وتحدث في هذا الإطار عن «فشل» الولاياتالمتحدة ومجموعة الدعم الدولية لسوريا، لكنه أكد في المقابل دور الأممالمتحدة في الحل. وفي وقت لاحق الثلاثاء، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إن لافروف أطلع نظيره الأمريكي جون كيري على نتائج اجتماعات وزراء خارجية ودفاع روسيا وتركيا وإيران في موسكو، وأضافت أن محادثات جنيف بشأن سوريا، والتي عقدت جولات منها العام الماضي، بلغت طريقا مسدودا. من جهته أكد جاويش أوغلو أن الحل السياسي هو الأنسب لحل الصراع المستمر في سوريا منذ 2011، الذي قتل فيه أكثر من 300 ألف شخص، بينما تعرض ملايين للتهجير. وتحدث أوغلو، عن «ضرورة وقف الدعم لحزب الله اللبناني». أما ظريف فقال إن حل الأزمة في سوريا يتطلب تعاونا من جميع الأطراف المؤثرة في الصراع هناك، وأضاف أن إيران وتركيا وروسيا ستلتزم بدعم إعلان موسكو بشأن إحياء محادثات السلام السورية بما يضمن وحدة أراضي سوريا. وجاء في «بيان موسكو» ما يلي: الدول الثلاث اتفقت على تأكيد احترام سيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية كدولة ديمقراطية علمانية متعددة الأعراق والأديان الدول الثلاث على قناعة بأن لا وجود لحل عسكري للأزمة في سوريا دعا إلى مواصلة الجهود المشتركة في شرق حلب من أجل الإجلاء الطوعي للسكان المدنيين والخروج المنظم للمعارضة المسلحة رحب بالإجلاء الجزئي للسكان المدنيين من قريتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام السوري في ريف إدلب، ومن مدينتي الزبداني ومضايا، اللتين يحاصرهما حزب الله اللبناني وقوات النظام السوري في ريف دمشق، مع الالتزام بمواصلة عملية الإجلاء ضرورة تمديد اتفاق وقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق، وتمكين المدنيين من التنقل بحرية داخل البلاد المضي في الحرب على تنظيم داعش وجبهة النصرة، وفصل بقية فصائل المعارضة المسلحة عن هذين التنظيمين، وفق البيان. وتعليقا على ما خرجت به اجتماعات موسكو، قال عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض يحيى مكتبي إنه لم يتم إبلاغ الائتلاف بما توصل إليه وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران، وإن ما تم إعلانه هي مبادئ عامة. وأضاف مكتبي أن المعارضة السورية على اتصال بتركيا وتثق فيها، لكنها لا تثق في الطرفين الروسي والإيراني. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال قبل أيام إن المرحلة المقبلة في سوريا -بعد استعادة قوات النظام والمليشيات كل مدينة حلب- سيكون العمل فيها من أجل وقف شامل لإطلاق النار وإطلاق مفاوضات جديدة.