ذكرت الجمعية الفلكية بجدة أن القمر سطع، اليوم الاثنين 14 نوفمبر 2016، في سماء السعودية والمنطقة العربية بدرًا عملاقًا، وهو الأكبر منذ سبعة عقود. وقال رئيس الجمعية المهندس ماجد أبوزاهرة: إن ظاهرة البدر العملاق أو "بدر الحضيض" رصدت بالعين المجردة في كل مناطق المملكة، ولم يسجل نشاط جيولوجي أو أحوال طقس غير معتادة على مستوى العالم مصاحبة لوقوع القمر في أقرب نقطة إلى الأرض؛ ما يعني عدم حدوث خلل في التوازن الداخلي للكرة الأرضية. ومن المعروف أن الحجم الظاهري للقمر متغير بسبب أن مدار القمر حول الأرض إهليجي الشكل وليس دائريًا بحيث إن القمر يقع في نقطة قريبة من الأرض تسمى "الحضيض" وهي أقرب 50.000 كيلومتر إلى الأرض من النقطة الأخرى التي تسمى "الاوج" أبعد نقطة للقمر من الأرض. وفي مساء اليوم وقع القمر في مرحلة البدر المكتمل بعد ساعتين ونصف من وقوعه في أقرب نقطة إلى الأرض، وهذا التزامن غير المعتاد جعل الحجم الظاهري للقمر أكبر 14 % وإضاءته أقوى 30 % من الأقمار البدر التي رصدت في الماضي. من ناحية أخرى، وبالتزامن مع البدر العملاق، سجل بداية الليل سقوط شهاب ساطع احترق بالكامل في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، وقد فاق لمعانه لمعان كوكب المشتري ثالث ألمع جسم في سماء الليل بعد القمر والزهرة. ولم يكن البدر العملاق الوحيد في السماء، فقد رصد أيضًا كوكب الزهرة بعد غروب الشمس عاليًا فوق الأفق الجنوبي الغربي، والذي يظهر للعين المجردة كنجم أبيض فائق اللمعان، ومن خلال تلسكوب صغير يظهر سطحه حاليًا مضاءً بنسبة 73.87 % بنور الشمس إلى جانبي كوكب المريخ وزحل. كوكب الزهرة، خلال الأشهر المقبلة وعند رؤيته عبر التلسكوب سيكون حجمه الظاهري أكبر نظرًا لاقترابه من الأرض، ولكن سوف تنقص إضاءة قرصه، وتستمر في النقصان تدريجيًا حتى يصبح في النهاية كهلال يشبه هلال القمر. ولكن وقبل حدوث ذلك، وعند مراقبة الكوكب يوميًا سوف يظهر مبتعدًا عن موقع غروب الشمس، وسوف يصل إلى أقصى مسافة من الشمس في قبة السماء في 12 يناير 2017، وفي ذلك الوقت يبعد عن الشمس 47 درجة، وعبر التلسكوب سيكون حوالي نصف قرصه مضاءً بنور الشمس، والنصف الآخر غارقًا في الظل. جدير بالذكر، أن بدر نوفمبر العملاق هو الثاني من ثلاثة خلال 2016، وسوف يتبعه البدر العملاق الأخير هذا العام في ديسمبر المقبل.