نظم عشرات الآلاف من اليمنيين مظاهرات حاشدة في عدن ومحافظات الجنوب ومأرب وتعز تأييدا للرئيس عبد ربه منصور هادي في موقفه الرافض لخارطة الطريق التى أعلنها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وذلك قبل ساعات من وصوله إلى صنعاء لمناقشة بنود الخارطة مع جماعة أنصار الله الحوثيين وحزب المؤتمر بزعامة الرئيس السابق علي عبد الله صالح. وشارك فى التظاهرة الكبيرة، التى جرت فى ساحة العروض بخور مكسر فى العاصمة المؤقتة عدن، كبار قيادات الدولة وقادة الجيش وعلى رأسهم نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اللواء حسين عرب، ومحافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدى، ومدير أمن المحافظة اللواء شلال شايع، وقائد محور العند بمحافظة لحج اللواء فضل حسن. ورفع المشاركون في التظاهرة صور الرئيس هادى وصور قادة دول التحالف العربي، ولافتات التأييد المنددة بالخارطة وبالمبعوث الأممي ورددوا شعارات توعدت بهزيمة المليشيات. وصدر عن الفاعلية بيان أكد رفض اليمنيين فى العاصمة عدن والمناطق المحررة الكامل لمبادرة المبعوث الأممى لحل مشكلة الحرب فى اليمن والتي تخالف المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والقرارات والمرجعيات الإقليمية والدولية. واستنكر البيان- الذي وزع على وسائل الإعلام- بشدة مضمون إحاطة المبعوث المقدمة إلى مجلس الأمن حول الوضع فى الجنوب، والتى مثلت صفعة قوية لجهود إحلال السلام فى اليمن وجاءت استهانة بالقرار الأممي 2216، وما تضمنه من التزامات لإنهاء الانقلاب وعودة الحكومة الشرعية إلى موقعها الطبيعى فى رسم مسيرة الأمن والسلام والتنمية في البلاد. وأكد تمسك اليمنيين وتأييدهم الكامل لبناء وطن يستوعب الجميع ويصنع الحلول المثلى لتطلعات المواطنين وحماية لآخر لحام شرعى إقليميا ودوليا يوحد المواطنين ويمنع انزلاق الصراع نحو حافة الهاوية. ورفض البيان تجاهل ولد الشيخ للقضية الجنوبية وللواقع الناشئ على أرض الجنوب الذى يشهد حركة ثورية متواصلة منذ أكثر من عشرين عاما فى سبيل نيل حريته وكرامته، مؤكدا أن هذا أمر مرفوض لما فيه من ظلم ومصادرة حقوق الشعب ونضاله ولتضحيات شهدائه الأبطال. وأعرب عن الأسف إزاء ادعاءات المبعوث الأممى فى إحاطته بأن الجنوب واقع تحت سيطرة الجماعات الإرهابية، مشيرا إلى أن هذا التوجه جاء متماشيا مع الخطاب السياسى والإعلامى للمليشيات التى يبدو أنها تمكنت من نقل قناعاتها لتصبح هي قناعة المبعوث الأممى والذى تجاهل فى إحاطته حقيقة، مؤكدة أن الجماعات الإرهابية التى هزمها الشعب وطردها من الجنوب لم تكن سوى الخلايا النائمة للمخلوع صالح وحلفائه وكان يحركها وقتما شاء وكيفما شاء قبل أن تلقى هزيمتها الساحقة على أيدي أبطال الأجهزة الأمنية في المحافظات المحررة. وخلص البيان إلى التمسك بشرعية الرئيس هادي وضرورة احترام حق الشعب فى رفض أية حلول منقوصة، مجددا التأكيد على أن القضية الجنوبية هى قضية سياسية وأنها تمثل مفتاح الحل للقضية الراهنة فى اليمن وأن أى حل يتجاوز الإرادة الشعبية الجنوبية لن يكون مقبولا ولن ينتج سلاما ليس فى اليمن فحسب بل وفى المنطقة والعالم، موضحا أن هذه الحقيقة يجب أن يضعها المجتمع الدولى نصب عينيه عند صياغته لأى حلول خاصة بالأزمة في اليمن. وطالب الأممالمتحدة ومجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية بمحاكمة على عبدالله صالح وعبد الملك الحوثى وأعوانهم تحت البند السابع وفق قرار 2216 لارتكابهم جرائم حرب، ودعا المجتمع لوقف تدخلات إيران فى اليمن ودعمها المليشيات الانقلابية المتمردة، ووصف قرار عاصفة الحزم بالتاريخى والشجاع والذى جاء للحفاظ على أمن واستقرار اليمن والمنطقة.