كثُرت في الآونة الأخيرة حملاتٌ مشبوهة، عبر برامج التواصل الاجتماعي، هدفها بثُّ روح الإحباط بين أبناء المملكة، وزعزعة الثقة بين الشعب وقيادته، ومحاولة إثارة الفتن، والنيل من أمن واستقرار البلد. إلّا أنّ هذه الحملات قد أثبتت فشلها؛ نتيجة للوعي الذي يتّسمُ به أبناء المملكة بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم. وبعد حملة تتعلق بولاية المرأة تم (عبر طرائق تقنية) تضع وسمًا لها يوميًا في الترند، بزعم أن السيدات السعوديات يشاركن فيه، انكشف زيف الشعارات فيه، والحسابات الوهمية التي تديره، وتمثل أجندات خارجية، ولم تظهر من خلالها أسماء نسائية معروفة، لتلي ذلك تغريدة صحيفة النيويورك تايمز باللغة العربية تطلب مشاركة السعوديات حول قضاياهن لتواجه هي الأخرى صفعة من قبل الشعب ككل، مؤكدين أنهم قادرون على نقاش قضاياهم فيما بينهم، وأصواتهم مسموعة في الداخل، وليسوا بحاجة للاستعانة بوسائل مشبوهة لها مواقف وأجندات سابقة كشفها الانحياز التام لكل ما يسيء للمملكة. وجاءت آخر هذه الحملات ما قامت به بعض المُعرّفات والحسابات – التي اكتُشف أنّ مصادرها من خارج المملكة – حيث أنشأ مغرّدون حملةً على "تويتر" أطلقوا عليها اسم (#اضراب_الشعب_يوم_الاحد) ، ليتفاجأوا بكميّة الردود التي جاءت على خلاف ما أرادوا وخطّطوا وتمنّوا، ليثبت المواطن السعودي أنّه على اطّلاع واسع ومعرفةٍ تامّة تجاه ما يُحاك من أعداء هذا الوطن وحاسديه وكارهيه. وبنظرة سريعة على هذا الوسم وعلى المشاركات فيه، برز عددٌ من التغريدات التي لاقت انتشارًا واسعًا وقبولًا بإعادة تغريدها أو بتفضيلها، حيث قال سليمان الطريفي الداعية السابق في وزارة الشؤون الإسلامية: #اضراب_الشعب_يوم_الاحد، دعوة لإحداث فتنة وتخريب في بلد آمن، أيها المواطن المحب لوطنه لا تستجب لدعوات تريد زوال نعمتك من الأمن والحياة النابضة. فيما علّق الإعلامي والشاعر سليمان الصقعبي: #اضراب_الشعب_يوم_الاحد دعوة غبية في مواجهة شعب أصبح من أكثر الشعوب وعيًا بمخططات وأهداف مرتزقة الأزمات وأعداء الوطن من كل التيارات. من جانبه، تحدّث الصحافي والكاتب بصحيفة الجزيرة تركي الغامدي قائلاً: بلادنا تتعرض إلى حرب إلكترونية، آلاف الحسابات في "تويتر" لأعداء الوطن مهمتها التحريض والفتنة، كلنا يد واحدة ضدهم. وأضاف: احذروا "المندسين" ليس كل مغرد يدّعي بأنه "سعودي" هو "سعودي".. نحن لا نعترف بإضراب أو مظاهرات أو خروج على ولي أمرنا! بينما علّق الأديب والمثقّف السعودي عبدالله الغذامي بقوله: أنا متقاعد ومستعد أداوم غدًا في أي مكتب حكومي وأحل محل أي غائب عن عمله، أنا وطني ويهمني وطني. وغرّد الأكاديمي والمتخصّص في التسويق والكاتب الصحافي محمد حطحوط قائلاً: "وطني الذي أنفق عليّ مليون ريال لأتعلم في حال الرخاء، لن أخذله عندما آخذ ألفًا في حال شدة! والله أننا مستهدفون!". فيما علّق سعود المصيبيح المستشار الإعلامي والتربوي بعدّة تغريدات حول هذه الحملة وغيرها، حيث ذكر بأنّنا نرى هاشتاقات حاقدة معادية تحاول النيل من وحدتنا، وتبث الفتنة والشائعات والبلبلة، وعلينا الحذر والتبصر والوعي لأنهم يريدون الفوضى والقلاقل لنا، وأضاف: عندما أغرد عن الأمن والأمان في بلادي الغالية، أودّ تذكير كل مواطن ومقيم بهذه النعمة العظيمة، وأنّ علينا المحافظة عليها، وبيّن في تغريدة أخرى أنّ المواطن السعودي أثبت على مدى الأزمات التي مرّت أنّه محب لقيادته، ومطيع لولاة أمره، ويدرك أننا محسودون على نعمة الأمن، وأن علينا أن نحمد الله. فيما تكرّرت في هذا الوسم، المقولة الخالدة للأمير الراحل نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله – عندما قال: "نحن مُستهدفون في العقيدة والوطن، لذلك دافعوا عن دينكم ووطنكم وأبنائكم وعن الأجيال القادمة".