أفادت الجمعية الفلكية بجدة أن كوكب الزهرة أصبح واضحًا جدًا بسماء السعودية والوطن العربي، حيث يمكن من اليوم الاثنين 24 أكتوبر 2016 وحتى مارس 2017 رؤيته يتلألأ في قبة السماء. ففي حال كانت السماء صافية، وخالية من الغيوم يتم النظر باتجاه موقع غروب الشمس فوق الأفق الغربي قبل بداية الليل، وسوف يرصد الكوكب بالعين المجردة بكل سهولة كنجم أبيض براق نظرًا لأن الزهرة ثالث ألمع جسم في السماء بعد الشمس والقمر. ويفضل رصد الكوكب بعد فترة وجيزة من غروب الشمس فهو سيكون أول جسم يظهر في السماء، وسيتبع الشمس تحت الأفق بعد فترة ليست طويلة جدًا. وسوف يظهر جسمان إلى يسار الزهرة، وكلاهما نوعًا ما لامعان، وهما كوكب زحل بلونه الذهبي، ونجم قلب العقرب بلونه الأحمر، وكلاهما يستعدان للعبور خلف الشمس، كما يرصد من منظورنا على الأرض. في هذا الوقت سوف يبقى الزهرة في سماء المساء لعدة أشهر مقبلة، وسيلاحظ أن المسافة الزاوية ما بين موقع غروب الشمس والكوكب تزداد إلى الشرق يومًا بعد يوم. ولذلك فإن كوكب الزهرة في شهر نوفمبر المقبل 2016 سوف يرصد عاليًا جدًا فوق الأفق الغربي عند بداية الليل. من ناحية أخرى، عند رصد كوكب الزهرة حاليًا – من خلال تلسكوب صغير – سوف يظهر قرصه مضاء بنسبة 80 % بنور الشمس، ولكن نظرًا لحركة الكوكب في مداره الأصغر، وبشكل أسرع حول الشمس. فخلال الأشهر المقبلة وعند رؤيته عبر التلسكوب فإن حجمه الظاهري سوف يكون أكبر نظرًا لاقترابه من الأرض، ولكن سوف تنقص إضاءة قرصه، وتستمر في النقصان تدريجيًا حتى يصبح في النهاية بصورة هلال يشبه هلال القمر. ولكن وقبل حدوث ذلك وعند مراقبة الكوكب يوميًا سوف يظهر مبتعدًا من موقع غروب الشمس، وسوف يصل إلى أقصى مسافة من الشمس في قبة السماء في 12 يناير 2017، وفي ذلك الوقت يبعد عن الشمس 47 درجة، وعبر التلسكوب سيكون حوالي نصف قرصه مضاء بنور الشمس، والنصف الآخر غارقًا في الظل. وبحلول أواخر فبراير 2017 سيظهر ربع قرص الزهرة مضاء بنور الشمس، ويكون الكوكب في موقع قريب جدًا من الأرض، عندها سيكون قرص الكوكب كبيرًا جدًا، من خلال التلسكوب، مقارنة بالوضع الحالي، وسيبدو للعين المجردة كنجم في قمة سطوعه في السماء. وبعد بضعة أسابيع من وصول الزهرة قمة سطوعه كنجمة المساء، في 25 مارس المقبل، سوف يعبر كوكب الزهرة بين الأرض والشمس لينتقل من سماء المساء إلى سماء الفجر.