قامت هيئة الهلال الأحمر السعودي باستحداث وابتكار (غرفة العلاج) من خلال تجهيز غرف متكاملة تعمل وفق إطار الأعمال الإسعافية التي تقدمها الهيئة بالحج، حيث يتم تجهيز الغرف بنطاقي عرفات ومزدلفة القريبة من مهابط الإسعاف الجوي التابع للهيئة ومركز إسعاف عرفة (5) القريبين من مسجد نمرة. وبسب ارتفاع درجات الحرارة العالية بالحج بالإضافة للحالات الطارئة التي يتعرض لها الحجاج بسبب أشعة الشمس لفترة طويلة، يقوم فريق (الغرف الطبية) يوم عرفة باستقبال الحالات المتوسطة والطفيفة والتي لا تستدعي النقل للمستشفى لجميع البلاغات لمراكز الإسعاف في نطاقي عرفات ومزدلفة والتي تحتاج للراحة وتعويض السوائل المفقودة جراء الإجهاد والتعرق والتعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة. وتتم العملية الإسعافية على ثلاث مراحل المرحلة الأولى من خلال تلقي البلاغ من مركز عمليات الحج، وبعدها يتم في المرحلة الثانية الفرز عن طريق مسعفين مختصين بالفرز وتحديد مدى خطورة الحالة، حيث يتم التعامل مع الحالة الحمراء بتوجيهها لسيارات الإسعاف التي ستكون متواجدة داخل إشراف النطاق بعدد ما يقارب (7) سيارات إسعاف من خلال فريق مكون من طبيب ومسعفين داخل كل سيارة ومن ثم تنقل الحالة بطائرات الإسعاف الجوي، حيث يوجد مهبط قريب يستوعب ثلاث طائرات داخل إشراف النطاق ستكون متواجدة جميعها يوم عرفة لنقل الحالات الحمراء إلى المستشفيات القريبة. أما الحالة الصفراء (متوسطة) والخضراء (خفيفة) يتم تحويلها لغرف العلاج (TREATMENT ROOM)، حيث يتم تحويل المرضى من اللونين الأصفر أو الأخضر إلى هذه الغرفة لتلقي العلاج حيث يوجد بها أماكن لراحة المرضى سواء مقاعد أو أماكن على الأرض لتوفير مساحة كبيرة لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المرضى والتي تكون أغلبها حالات جفاف وضربات الشمس حيث تستوعب الغرفة ما يقارب (50) مريضًا بوقت واحد، والأخذ بعين الاعتبار خصوصية المرضى والعلاج بوضع فاصل داخل القاعة لعلاج بعض الحالات التي تحتاج لخصوصية مثل النساء، مع العلم أن كل حالة يتم علاجها تخرج من غرفة العلاج بعد التأكد من استجابة الحالة للعلاج وأن حالته الصحية مستقرة، ويتم معالجتهم بعدت طرق ومن ضمنها التبريد واعطاء السوائل الباردة والادوية وتوفير الظل ودرجة الحرارة المناسبة، ولأول مره يستخدم المعطف (جاكيت) البارد لحالات ضربات الشمس خلال حج هذا العام الذي تم توفيره عن طريق الإدارة العامة للتموين بالهيئة، حيث تم تدريب المسعفين العاملين بمراكز عرفات ومزدلفة على استخدامه بحالات ضربة الشمس من قبل الشركة الموردة للمنتج، وهناك فريق من لجنة التموين الطبي ولجنة الشؤون الفنية لحج 1437ه لأخذ تقييم وقياس مدى فاعليته. وتحرص الهيئة في كل عام لتطوير واستحداث وابتكار طرق سريعة وفردية في عملية مباشرة وعلاج المرضى والمصابين في الحج والذي يكون عادة مرتبط بالحشود حيث تعمل منذ نهاية موسم كل حج لتلافي الأخطاء والعمل على أفكار جديدة تساعد في مباشرة الكثير من الحالات خصوصاً في الأماكن المفتوحة تحت أشعة الشمس مثل عرفة.