أفادت الجمعية الفلكية بجدة أن الكرة الأرضية تشهد يوم الخميس 29 ذو القعدة 1437 الموافق 1 سبتمبر 2016 حدوث كسوف حلقي للشمس يشاهد في شكله الجزئي فقط في أجزاء من السعودية والمنطقة العربية. وبين رئيس الجمعية المهندس ماجد أبوزاهرة: أن هذا الكسوف هو الثاني للشمس خلال هذا العام، بعد كسوف الشمس الكلي الذي حدث في التاسع من مارس الماضي. إن الكسوف الحلقي للشمس يختلف عن الكسوف الكلي فخلال الكسوف الحلقي سيقع القمر بعيدًا جدًا عن الأرض، لذلك لن يكون قادرًا على تغطية قرص الشمس بالكامل لذلك ستبقى "حلقة" مضيئة من ضوء الشمس تحيط بالقمر تسمى "حلقة النار" لذلك لن تشاهد هالة الشمس في هذا الكسوف. وفي هذا الكسوف سيغطي القمر 97 % من قرص الشمس أثناء عبوره في مسار ضيق أجزاء من المحيط الأطلسي ووسط القارة الأفريقية جنوب خط الاستواء في الغابونوالكونغو، وجمهورية الكونغو الديمقراطية وتنزانيا وموزامبيق، ومدغشقر قبل أن ينتهي مسار الكسوف الحلقي في المحيط الهندي، في حين أن المناطق التي تقع خارج ظل القمر هذا المسار، وتقع داخل شبة ظل القمر سوف تشاهد الكسوف جزئيًا فقط. وبشكل عام، وبحسب توقيت السعودية سيبدأ الكسوف الجزئي على مستوى الكرة الأرضية مع شروق الشمس جنوب المحيط الأطلسي إلى الغرب من القارة الأفريقية عند الساعة 9:13 صباحًا، ويتجه بعد ذلك شرقًا وسوف يستمر جزئيًا إلى أن تشهد أول نقطة على سطح الأرض الكسوف الحلقي الساعة 10:17 ص. ويصل الكسوف الحلقي ذروته العظمى الساعة 12:07 ظهرًا في موقع بدولة تنزانيا شرق الساحل الشرقي لأفريقيا، حيث يستمر الكسوف في شكله الحلقي مدة 3 دقائق و6 ثوانٍ، وفي ذلك الوقت يكون قرص القمر الظاهري أصغر من قرص الشمس بمقدار 3.1 % من المعدل، ما يعني بأنه ليس كبيرًا كفاية ليغطي الشمس بالكامل في مشهد مهيب. وسوف تكون آخر نقطة على سطح الأرض تشاهد الكسوف الحلقي الساعة 1:55 بعد الظهر بعد حوالي 3 ساعات و38 دقيقة بعد أن يكون الكسوف الحلقي قد قطع مسارًا بطول حوالي 13.400 كيلومتر على سطح الأرض، وبعد ذلك سوف ينتهي الكسوف الجزئي الساعة 3 عصرًا على مستوى الكرة الأرضية مع غروب الشمس فوق المحيط الهندي. أما في السعودية فالكسوف سوف يكون مشاهدًا جزئيًا فقط في الأجزاء الغربية والجنوبية للمملكة فقط، نظرًا لوقوع هذه المناطق داخل منطقة شبة ظل القمر، حيث سيلاحظ حدوث الكسوف في الجزء الأيمن من الشمس بالنسبة للراصد، أما بالنسبة للمناطق الوسطى والشمالية والشرقية من المملكة فلن تشهد الكسوف الجزئي لوقوعها خارج منطقة شبة ظل الأرض. وستتراوح مدة الكسوف الجزئي في السعودية ما بين 15 دقيقة إلى ساعتين و10 دقائق، وسوف تكون نسبة الاحتجاب في قرص الشمس صغيرة، حيث ستتراوح ما بين 0.1 % في أقصى نقطة غرب المملكة مائلة نحو الشمال، وتصل إلى 10 % جنوب المملكة، وذلك بحكم أن الأجزاء الجنوبية ستكون أقرب إلى المسار المركزي للكسوف، فكلما كان موقع الراصد قريبًا من مسار الكسوف كلما كان احتجاب قرص الشمس أكبر، وكلما ابتعد الموقع على مسار الكسوف تقل عندها نسبة الجزء المكسوف من قرص الشمس. وسيبدأ الكسوف الجزئي في مكةالمكرمة الساعة 10:39 ص، ويصل ذروته العظمى أقصى حد يستطيع فيه القمر حجب سطح الشمس الساعة 11:22 ص، حيث ستكون الشمس محتجبة بنسبة 3.4 % وينتهي الكسوف الجزئي عند الساعة 12:09 ظ، بعد ساعة و30 دقيقة من بدايته. وفي المدينةالمنورة يبدأ الكسوف الجزئي عند الساعة 11:04 ص، ويصل ذروته العظمى عند الساعة 11:16 ص، حيث ستكون الشمس محتجبة بنسبة صغيرة 0.2 % وعند الساعة 11:37 ص ينتهي الكسوف الجزئي، بعد 35 دقيقة. وفي مدينة جدة يبدأ الكسوف الجزئي عند الساعة 10:37 ص، ويصل ذروته العظمى عند الساعة 11:19 ص، حيث ستكون الشمس محتجبة بنسبة 3.7 % وينتهي الكسوف الجزئي عند الساعة 12:08 ظ، بعد ساعة و31 دقيقة. من ناحية أخرى في الدول العربية يرصد الكسوف جزئيًا في كامل اليمن، والسودان، والصومال، وجزر القمر، وجيبوتي، أما بالنسبة لمصر، والجزائر، وليبيا، والمغرب، وموريتانيا، سوف يرصد الكسوف الجزئي باستثناء الأجزاء الشمالية منها، في حين يرصد الكسوف الجزئي بتونس في أقصى جنوب البلاد فقط. أما في دول الخليج العربية فلن يكون الكسوف مشاهدًا باستثناء أقصى غرب سلطنة عمان بنسبة صغيرة جدًا، ولن يكون الكسوف مشاهدًا في العراق وبلاد الشام. وأثناء كسوف الشمس سيتمكن الراصدون من رؤية حدوث الاقتران للقمر "المحاق" لشهر ذي الحجة عند الساعة 12:03 ظهرًا حسب توقيت السعودية "9:03 ص بتوقيت غرينتش". الاقتران أحد منازل "أطوار" القمر ويعني وقوع الشمس والقمر على ارتفاع واحد في السماء، أي عندما يكونان على خط طول سماوي واحد، ويكون القمر على وشك الانتقال من غرب الشمس إلى شرقها، حسب الحركة الظاهرية، منهيًا بهذا الانتقال دورة اقترانية حول الأرض، ومبتدئًا دورة اقترانية جديدة، والاقتران يحدث شهريًا ولكن لا يمكن رصده كظاهرة فلكية إلا في توقيت كسوف الشمس ذلك لأن عند حدوث الاقتران كل شهر يعبر القمر إما شمال الشمس أو جنوبها. ونظرًا لأن الشمس في غاية البريق واللمعان يحتاج الراصد للكسوف بعض وسائل الحماية، وهذا ليس خاصًا بتوقيت الكسوف بل طوال العام، حيث يمكن للعين البشرية أن تصاب بضرر دائم إذا تعرضت لضوء الشمس بشكل مباشر لعدة ثوانٍ لذلك ينصح بأن تستخدم وسائل الرصد الآمن لرصد الكسوف. وتعتبر أسهل طريقة لرصد كسوف الشمس من خلال النظارة الخاصة، وليس نظارة الشمس العادية، أو من خلال تلسكوب أو منظار ثنائي العينية، مزودين بفلتر ضوئي، وإذا لم يتوفر ذلك يمكن القيام بعمل ثقب صغير على ورقة كرتون عادية بواسطة رأس قلم عادي وتوجيهها نحو الشمس عندها سيلاحظ ان الضوء الساقط على الأرض بعد عبوره خلال ثقب الورقة يكشف كسوف الشمس. وتحذر الجمعية من النظر مطلقًا إلى الشمس من خلال التلسكوب أو المنظار الثنائي العينية – دون وجود فلتر – لأن هذه الأجهزة تعمل على تركيز الإشعاع الشمسي وتؤذي العين. ويجب إتباع إرشادات السلامة واستخدام طرق الرصد الآمن لرصد كسوف الشمس، وعدم الانسياق وراء الشائعات التي تشير إلى أن الشمس تطلق أشعة خطيرة خلال الكسوف ما يسبب أمراض في الجلد وغيرها. يشار الى أن كسوف الشمس الجزئي يحدث في نهاية الشهر العربي عندما يغطي القمر جزءًا من الشمس، ويشاهد من الأماكن الواقعة في شبة الظل، وهذا الأمر لا يتكرر شهريًا لأن مدار القمر حول الأرض مائل بالنسبة لمدار الأرض حول الشمس.