صرح العبادي، يوم أمس، وعلى لسان الناطق باسمه.. بأن أوس الخفاجي زعيم مليشيا لواء أبو الفضل العباس، وهي إحدى مليشيات الحشد بأنه لا يمثل الحشد الذي يرتبط برئاسة الوزراء، وهذا التصريح هو في الواقع تمرير والتفاف على الإعلام العراقي، والعربي عمومًا، فهو – أي العبادي ومن يقف خلفه من جهات – يريد أن يوهم الناس أنه يرفض تصريحات الخفاجي.. لكنه في واقع الحال يمضيها ويؤيدها.. وعندما قال: إن الخفاجي لا يمثل الحشد المرتبط برئاسة الوزراء فهو صادق، ولم يكذب في كلامه هذا.. لأن أصل هذه المليشيا، هو إيران وارتباط الخفاجي بخامنئي، وسليماني، ومنهم يأخذ تعليماته، وسلاحه، وأمواله، وليس من رئاسة الوزراء، ولا سلطة للعبادي على الخفاجي، ولا على مليشياته، ولا على الحشد برمته. كما أن هذا التصريح الذي صدر منه يعتبر إدانة واضحة للعبادي، ويُثبت عجزه أمام هذه المليشيات الإيرانية، لأنه لم يُجرم الخفاجي، ولا المليشيا التي تحت إمرته – لواء أبو الفضل العباس -، وكذلك لم يأمر بمحاسبته على التحريض الطائفي الذي سمعناه وشاهدناه، بالإضافة إلى أنه لم يعتبر هذه المليشيا، وزعيمها مليشيا خارجة على القانون، وعن سيطرة الدولة، وكذلك لم يعلن عن عدم مشاركتها في معارك تحرير الفلوجة، ومنعها من ذلك. لأن العبادي على يقين تام بأن الحشد الذي تشكل بفتوى السيستاني المرجع الإيراني المقيم بالعراق هو وكما يقول المرجع العراقي الصرخي "هو ليس حشدًا شعبيًا بل هو حشد سلطوي إيراني، تحت اسم الطائفية، والمذهبية المذمومة، شرعًا، وأخلاقًا، إنه حشد مكر، وتغرير بالشباب العراقي، وزجهم في حروب، وقتال مع إخوانهم في العراق؛ للقضاء على الجميع، ولتأصيل الخلاف، والشقاق، والانقسام، ولتأصيل، وتجذير، وتثبيت الطائفية الفاسدة؛ لتحقيق حلم إمبراطوريات هالكة قضى عليها الإسلام"، ويقين العبادي يمنعه من اتخاذ أي إجراء ضد هذه المليشيات وقياداتها، لأن العبادي ذاته خاضع لإملاءات ملالي طهران، الذين يرون أن حربهم في العراق، وسوريا، هي حرب مصالح، وحفظ أمن إيران القومي، وهذا ما صرح به مصباح يزدي رئيس مؤسسة الخميني للتعليم والبحث؛ "اليوم جبهتا العراقوسوريا لا تعتبران الخط الأمامي للدفاع عن إيران فحسب بل الدفاع عن الإسلام كله" وجاء ذلك في كلمة له خلال مؤتمر "منتظرو ظهور المهدي"!!!.. فإيران وقياداتها تنظر إلى العراقوسوريا على أنهما خط أمامي، وجبهتا دفاع عن هذه الإمبراطورية الفارسية، وليس حبًا بالشيعة، ولا بالمقدسات، ولا بالمذهب، ولا بالعراقيين، أو السوريين، أو أي شعب عربي آخر، فكل ما تقوم به هو من أجل مصلحتها، وأمنها القومي الذي تطلب منها أن تقف جنبًا إلى جنب مع النظام البعثي في سوريا ذلك الحزب الذي خاضت معه حرب ثماني سنوات في العراق، ذلك النظام "نظام الأسد" الذي احتضن آلاف البعثيين الذين تراهم الآن هم من يدعمون تنظيم داعش !! وهذا التناقض الواضح دليل آخر لكل الأغبياء الذين صدقوا ويصدقون بإيران، وزبانيتها وبأكذوبة حرب المقدسات، وقد سخرت مليشيا الحشد في حرب المصالح، وحفظ الأمن القومي تلك، بل جعلتها عبارة عن وسيلة ضغط، وتهديد للدول العربية، والخليجية، وعلى لسان أوس الخفاجي نفسه الذي هدد سابقًا بدخول مليشيا الحشد الإيراني وبأمر من السيستاني إلى دول الخليج!. فعندما يقول العبادي: "إن الخفاجي ومليشياته لا يرتبطون برئاسة الوزراء العراقية" هو صادق لأنها عبارة عن مليشيا مرتبطة بالحرس الثوري فيلق القدسالإيراني، وبالتحديد بسليماني، وخامنئي، ومن قبلهم بالسيستاني الذي شكلها بفتوى منه، بل حتى إن رئاسة الوزراء العراقية هي عبارة عن مؤسسة خاضعة لإيران، وملاليها، وقادة مليشياتها، لذلك عندما يعترض أحدهم على وجود هذه المليشيات، وعلى قادة المليشيات أمثال سليماني في العراق، تسارع إيران لتقول: إن وجود هؤلاء هو بطلب من الحكومة العراقية !! وكأنها لا تعلم أن الجميع يعرف ويعي أن الحكومة العراقية خاضعة لها، وتأتمر بأمرها !!. بخلاصة بسيطة، إن كل ما صدر ويصدر من تصريحات، وأفعال إجرامية، تقوم بها مليشيا الحشد في العراق، هي خارج سيطرة الحكومة العراقية، لأن هذه المليشيات تعتبر مؤسسة مستقلة، ولها سلطة توازي سلطة الحكومة العراقية، بل تفوقها بذلك، والدليل على ذلك ما شاهدناه في الأيام السابقة، حيث القيادات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع والداخلية بضباطها، ومراتبها تأتمر بأمر زعيم مليشيا الخرساني عندما اقتحم المتظاهرون المنطقة الخضراء، فكل المليشيات هي غير مرتبطة برئاسة الوزراء، بل إن رئاسة الوزراء مرتبطة بقيادة هذه المليشيات، وهذا ما يؤكده واقع الحال.