بقلوب مملوءة بالأسى والحزن.. وأعين تتحجر فيها المدامع.. وبصدور تئن من وطأة المصيبة.. وبنفوس راضية بقضاء الله وقدره.. ودعت ساحة المحاورات الشعرية علمًا من أبرز أعلامها على الإطلاق.. وعمودًا من أعمدتها البارزة على مستوى الخليج.. سنين كثيرة تزيد على خمسين عامًا قضاها في قول الشعر الجزل، ومقارعة كبار الشعراء.. بأبيات محكمة وجزلة وقوية ومعانٍ عميقة ورفيعة المستوى عاش شاعرًا، نشأ مؤدبًا وعلى خلق رفيع، ليرحل بعد أن نحت اسمه في ذاكرة عشاق ومتذوقي شعر المحاورة في الخليج العربي. تحدث ل "الوئام" عدد من شعراء المحاورة عن زميلهم الراحل حيث قال الشاعر محمد السناني: يعتبر ابن جدلان مكتبة شعرية، فأحسن الله عزا الساحة الشعرية، بجميع أنحاء العالم، لقد فُقدت مدرسة شعرية من الصعب أن ينجب الزمن مثله، حيث يعتبر هامة شعرية يعتب ما كتبه المقياس الحقيقي للشعر، ولقد فقدت الساحة المدرسة والعلم والمقياس والمعيار للشعر، فكان – رحمه الله – اختياره للمفردة لن يتكرر، ويجيد فلسفة شعرية لا يجيدها غيره. أما الشاعر فلاح القرقاح فقال: "ابن جدلان رمز لا يتكرر ومدرسة مستقلة، سيبقى نتاجها للأجيال الجميع يعزا فيه، فهو يعتبر إرثًا وطنيًا لا يعوض، أسأل الله أن يقبل ما قال في تعظيم الله سبحانه، ويرحمه، ويعظم أجر ذويه، وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون". كما تحدث الشاعر زامل السبيعي: "حقيقةً الشاعر الراحل سعد بن جدلان ركن من أركان الشعر والأدب، وبوفاته تفقد الساحة الشعرية والأدبية أكثر شأنها، وهيبتها – رحمه الله – وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون". الشاعر صقر سليم تحدث قائلاً: "ساحات المحاوره تفقد رمزًا ومن قبله رمز، حتى فجعنا، صباح اليوم، بفقد أحد أعمدتها، وركنًا من أركانها، رحم الله ابن جدلان رحمة واسعة، كان مدرسة شعرية ويستفيد من شعره الجميع". الشاعر حامد القارحي قال: "لقد فقدت ساحة المحاورة علمًا من أعلامها، ورمزًا من رموزها، شاعر فذ على خلق رفيع وكان – رحمه الله – يتحلى بسجايا فاضلة، وأخلاق حميدة. أما الشاعر سلطان المنصوري فقال: "اليوم فقدنا شاعرًا من أبرز الشعراء في الوطن العربي، شاعر لا تخلو محاوراته من المعاني الجزلة والقوية، ومدرسة يستفيد منها أي شاعر كان، واختتم حديثه ببيتين شعريين: الله يحسن عزانا في فقيد الجميع اللي تمركز على العلياء ورز علمه يارب عطفك ولطفك وأنت حلمك وسيع إن كان ما ترحم الإنسان من يرحمه