بقلوب حزينة ونفوس راضية مطمئنة بالقضاء والقدر ودعت أم القرى علماً من أعلام شعر المحاورة وفارسا من فرسانها شهد له الجميع بحسن الخلق ونقاء السريرة وجزالة اللفظ وقوة السبك والبعد عن المهاترات طيلة السنوات التي قضاها في ميدان المحاورة قبل أن يبتعد عن ذلك الميدان قبل عشرين عاما تقريبا ويتفرغ لقصائد النصح والتوجيه والارشاد والدعوة الى الخصال الحميدة انه الشاعر الراحل خلف بن محفوظ الحساني الهذلي أحد ابرز شعر المحاورة السابقين عاش في عصر المحاورة الذهبي مع الراحلين امثال: عبدالله المسعودي ومحمد الجبرتي وطلق بن صويلح الهذيلي ومحمد بن تويم ومطلق الثبيتي وصياف الحربي وخلف الله النمري رحمهم الله ومستور العصيمي وجارالله السواط وعوضالله ابو مشعاب وغيرهم. ولقد تحدث للخزامى عدد من محبي وزملاء الراحل وقد بلغ الحزن فيهم مبلغه وبدا واضحاً جلياً عليهم واجمعوا جميعهم على سمو أخلاقه الرفيعة وأدبه الجم وطيب معشره ونقاء سريرته وحسن منطقه وتقديره واحترامه للجميع داخل ساحة المحاورة وخارجها. ففي البداية تحدث الشيخ الدكتور فهد بن سالم المعطاني الهذلي وقد بدا عليه الحزن بفقد الشيخ الشاعر خلف الحساني الهذلي رحمه الله فقال: رحم الله ابا حسن فلقد كان ذا مكانة متميزة في القبيلة ويعد رحمه الله رمزا من رموز قبيلة هذيل وعلما من اعلامها ليس في ميدان الشعر فحسب بل كان رجلا حكيما وعاقلا ومتزنا وذا حنكة وخبرة وله أياد بيضاء في الإصلاح بين الناس وشارك في العديد من قضايا اصلاح ذات البين وبذل الجهد والمال ولم يبخل بشيء في سبيل الإصلاح. ولقد كان رحمه الله مدرسة متميزة فالشعر والاخلاق والقيم والمبادىء الإسلامية الرائدة ومهما تحدثت فلن أوفيه حقه. الراوي المعروف عطية الله بن حامد الحرازي الشريف قال رحم الله أبا حسن فلقد عرفته لأكثر من 45 عاماً كان رجلا عاقلاً متزناً مؤدباً ذا أدب جم عاش فترة شعره التي قضاها مترفعاً عن الألفاظ البذيئة الساقطة وعلى خلق رفيع. اما الشاعر مستور العصيمي فقال بنبرة حزن واضحة وحشرجة في الصوت عندما نقلنا له خبر الوفاة قال: رحم الله أبا حسن لقد رحل أخ عزيز وزميل فاضل ويشهد الله ان له مكانة خاصة في النفس وهو شاعر معنى من الدرجة الاولى بل يعد قمة شعراء المعنى ولا يسعني الا ان ادعو له بالرحمة والغفران. الشاعر رشيد الزلامي قال: رحم الله الشاعر خلف الحساني واسكنه فسيح جناته فهو زميل عزيز وله مكانة عالية في نفوس الجميع فهو شاعر رائع وانسان أروع وجميل ومهذب ونقي المخبر. الشاعر عوضالله بن حميد السلمي (أبو مشعاب) يقول: رحم الله أبا حسن وغفر له وأسكنه فسيح جناته فلقد كان شاعرا علما قبل ان يعتزل ساحة المحاورة وبعد اعتزاله كان قريبا من جمهوره بقصائد النظم الرائعة التي طرقها في مجال النصح والتذكير ولقد كان على خلق رفيع. الشاعر المخضرم جارالله السواط قال: أعزي نفسي اولاً في رفيق دربي وصديقي المقرب إلي نفسي" أبو حسن " قبل أن اعزي ابناءه وذويه واقاربه، فهو أخ عزيز وزميل فاضل كريم ووفيّ وشاعر كبير ومحترم ومؤدب اضافة إلى انه انسان رائع وجميل وعلى خلق ومهذب نقي السريرة صافي المخبر ولا يختلف عليه اثنان فهو كبير بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى شعراً وخلقاً. اما الشاعر محمد السناني فقال رحم الله ابا حسن فلقد كان نموذجاً يقتدى فيه في محاوراته بأدبه الجم واخلاقه الفاضلة وحس خلقه. وانني أكن له كل تقدير واحترام وله مكانة مميزة في نفسي. الشاعر محمد المسعودي قال: لقد كان زميلا عزيزا وأخا فاضلا وأستاذا وموجها لغيره في الساحة ويتمتع بصفات فاضلة تميزه عن غيره فلقد عاش حياته لم ينم أو يغتب أو يقلل من حق شاعر في الساحة، ولا أذكر ان هناك من تضايق او زعل او حمل في خاطره على أبي حسن سواء في الساحة الشعرية قبل أن يعتزل شعر المحاورة أو خارجها من أصدقائه وزملائه ومحبيه فلقد كان نموذجاً في التعامل الراقي ومتميزا في ذلك. ووافقه الرأي الشاعر محمد بن طمحي الذيابي إذ قال:لقد فقدت ساحة المحاورات الشعرية علماً من اعلامها وكان له شأن ومكانة قبل اعتزاله شعر المحاورة قبل عدة أعوام ولقد قدم لشعر المحاورة شيئاً كثيراً حيث عاش في عصر العمالقة- شاعر معنى من الدرجة الاولى اضافة إلى أدبه الجم واخلاقه الفاضلة وسمو معانيه ورفعتها. الشاعر حامد القارحي قال: رحم الله (ابا حسن) فلقد عاش، مؤدباً خلوقاً شاعر معنى، وهو شاعر جميل على خلق عال ويسمو بمعانيه وهذا جعله محبوبا من الشعراء. الشاعر عبدالله بن سنان الذيابي قال: لقد رحل زميل عزيز محبوب من الجميع يتحلى بصفات جميلة كالصدق، وحسن الخلق، وحسن المنطق، فلسانه عفيف عندما كان في ساحة المحاورة يبتعد كلياً عن الألفاظ النابية والجارحة ولا تجد شاعراً في الساحة يتذكر موقفاً سيئاً مع الراحل.ومهما تحدثت فلن أوفي زميلنا الراحل حقه فلقد كان قمة في كل شيء شعراً وخلقاً ورجولة. فهد الهذلي السواط أبو مشعاب القارحي السناني العصيمي