حينما تتجول بنظرك لما يحدث حولك.. تصاب بالدهشة والعجب.. تعجب من الحدث.. وتعجب مما يحدث واستغراب مع استفهام من الحال والمآل ومن الفعل وردود أفعاله!! تُعَجُبك الذي يعتريك دافعه تحليلك ماترى وقياس حدثه بميزان الحياة السوية. والفهم الذي نشأت على منطقيته "ثبات ثم تغير حال بموازين الأفعال البشرية".. فالأحداث صادقت على هذه التحولات فالمشهد..تمت المصادقة عليه بمحكمة "المخرج عايز كدا"! والعقل تم تحييده ب"لا تدقق"؟. فإن بحثت عن الضمير أشاروا: هناك كان "العزاء"! وإن طلبت العقل قالوا هنا "موقعة فناءه !! وان رمت "العرف الاجتماعي" المؤسس على كريم الخلق: نظروا إليك بطرف خفي ولسان حالهم يقول "ويكأنه "الرجعية"!! تقلبهم ذات اليمين وذات الشمال لاتكاد تعرف لهم مبدأ ولا ترسم لهم توجها!! لتعيد نظرك المعلق بالإحداث ودورانها وتسترجع من ذاكرتك حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن مشاهد وأحداث آخر الزمان حيث "يقدم رأي التافه المستحقر على مبدأ: النظام الكوني الصحيح والحقيقة المسلم بها! نحن أبناء زمن حدث اللحظة الغريب فبمجرد غياب لحْظَةً "حدث" حتى تأتيك أخرى أغرب من سابقتها!! ولنا بما نعايشه حقائق واقعة التي فيها يكذب الصادق ويصدق الكاذب ليكرم وتقدم له قرابين المناصب والرئاسات في أماكن لايستحقها ومثله لايستحق أكثر من "صفحة ممزقة من كتابِ قديم "! إلى من يقدم على "مشهد"مسرح الحياة كأنموذج يحتذى! يتصدرون مشاهد الاهتمام والحظوة والفلاشات!! وتعقد معهم المحاور واللقاءات وتوضع لهم الموائد المأكولات وتفتح لهم صناديق التبرعات وتبرم لهم الاستضافة المتلفزة والحظوات الإعلامية الهائلة. وعند الحديث معهم ينكشف ستارهم فتتضح ضحالة فكرهم ومحدودية معارفهم وغريب ألفاظهم حتى ليكادوا يقولوا "جملة واحدة مفيدة" للمتلقي! بل إن مفاجأتهم بالبروز أذهلتهم حد المفاجأة بتصدر مشهد الحدث! لأنهم يوقنون أنهم لايملكون شيئا يجعلهم بهذه الحظوة "المفاجئة "!!فهم بهذا الزمن إلى عقولنا يتهادون !! ولبيوتنا يتسللون!!وعلى موائدنا يصطفون!! ومن أموالنا يقتاتون!! ومن تقدمنا "يُنقصون"!! أولئك… لا شيء أكثر من "تفاهة يتلقفها" مصاصو القيم وومروجو الأفكار الدخيلة حتى ينالوا من عقول الناشئة لتعيش على مثل هذه الأحداث فيتكيفون معها على أنها منهج حياة ونظام قيم بل هي الحياة ذاتها وبلاها لاحياة!! وغيرها رجعية وتخلف!! أمثلتهم لاحصرية لها: فعاليات جذب سياحية تستضيف "السذج" من البشر لدعم مهرجانات السياحة (بهم)!! وقنوات فضائية تتسابق لاستضافة صاحب حدث "يحمل الخصوصية البحتة" لايرتقي لجعله حدثا يقدم للمشاهد!! فلا فائدة مرجوة و لاثراء فكري ينير العقول!! كيف ننهض ومفاصل أحداثنا اليومية يتحكم ببعض منها هؤلاء "السذج من البشر؟ في العمل يقدم خاوي الفكر والمعرفة والتطور !! وفي الإعلام "حتى "بعض" الرصين منه" يقدم التافه والسخيف وكأن هذا البلد لايوجد بها إلا "هالولد"!!! وفي الفضاء التفاعلي: يموج بعضه ببعض من غثِ سخيف إلى مشاهد ممجوجة ووسوم غريبة منها مايمتهن"العقول ويبتذل إذلالها لسيل الشتم الذي لاينقطع كلما خالفت الآراء بعضها! إلى إثارة التعصبات القبلية.. وصولا لاستئجار العقول حتى لاتملك قرارها تنقاد لمن استلمها وغسل توجهها دون مقاومة!! ليوجه قسما منهم إلى ميدان القتل والتدمير فأوهم بالجنة ووضع بيد مفتاح لها!! وبالأخرى وضعت "سخافات" من قادوه لهذا المذبح المخزي!! عالم تلاطم بعضه بعضاً فانقلب الباطل حق والحق باطلا.. القابض على دينه كالقابض على الجمر في مشهد حياة تغيرت مفاهيمه واختلطت قوانينه وأَبعد مفتي الدين الرباني ليقدم "المفتي الممثل لزمن "حاجة السوق تطلب هذا"! والمفكر المنتج "ليوضع المتصنع" والمهني المطور ليقدم المبهرج الخاوي فكراً وعلماً والقائد المحنك والمسؤول النزيه ليقدم دهماء الناس وعوامهم.. هذا حديث حقيقةٌ واقع لا حديث "تشاؤم" فكل شيء سيبلغ منتهاه ثم يعود لأرذل مستواه وهذا بمجمله لايمكن تعميمه لكن لاأحد ينكر وجوده وطغيانه على السواد الأعظم من المجتمع.