أكد قادة عسكريون وخبراء سياسيون أن تمرين "رعد الشمال" من أضخم التمرينات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، وحمل العديد من المضامين العسكرية والسياسية والأمنية، مبينين أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لختام فعاليات التمرين بحضور قادة الدول العربية والإسلامية فيه دلالة واضحة على اهتمام قادة الدول العربية والإسلامية بتوحيد الرؤى تجاه مايهم سيادة دولهم وأمنها واستقرارها وردع محاولات المساس بها أو التدخل في شؤونها. وشدّدوا في تصريحات لوكالة الأنباء السعودية على أن هذا الوجود العسكري المنظم في شمال المملكة وفي هذا الوقت تحديدًا، وحُسن إدارة مسرح العمليات يبيّن للجميع أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيده الله – ومساندة عضديه سمو ولي العهد، وسمو ولي ولي العهد، قادرة – بعون الله تعالى – على العمل على أكثر من جبهة بإدارة حكيمة لاستيعاب أبعاد المتغيرات والأحداث التي تعصف بالمنطقة والعالم، والوقوف بحزم ضد من تسوّل له نفسه التدخل في شؤونها. فقد وصف معالي الفريق متقاعد عبدالعزيز بن محمد هنيدي تمرين "رعد الشمال" بأنه من أكبر التحالفات العسكرية في المنطقة من حيث ضخامة عدد القوات المشاركة والعتاد العسكري المستخدم بمختلف أنواع صناعاته في القطاعات البحرية، والجوية، والبرية. وقال : إن وجود تحالف بهذا الحجم في تمرين "رعد الشمال" هو عمل مميز يندر وجوده في العالم وفيه أهداف مشتركة تدعم تطوير قدرات الدول المشاركة ، وأمر تاريخي ندر وجوده بهذا التكتل العسكري في وقت قياسي ومكان محدود، مبينًا أن ما يزيد من تميز "رعد الشمال" مشاركة نخبة من القادة العسكريين المعروفين بخبرتهم في إدارة عمليات الحرب، حيث أضاف وجودهم الكثير من الإتقان في الأداء العسكري كما ولو كان التمرين صورة افتراضية عن واقع الحرب. وأكد أن تمرين "رعد الشمال" حمل رسالة واضحة عبرت مضامينها عن قوة الردع التي تملكها المملكة مع الدول العربية والإسلامية المشاركة ضد من تسوّل له نفسه التعدّي على حدودها، كما تعبّر عن روح التكاتف القوية بين الدول المشاركة، وتعزيز رؤية قيام تحالف إسلامي واسع كما أعلن عنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. وأفاد أن وجود 20 دولة في تمرين "رعد الشمال" يعد توافقاً تاماً للرؤى مع سياسة المملكة الرامية إلى تأكيد الوحدة العربية والإسلامية ضد أي محاولات تسعى لزعزعة أمن هذه الدول. وبين أن تمرين "رعد الشمال " حمل في مضامينه العديد من الأبعاد، منها البعد العسكرية العميق المتمثل في القدرة على تكوين جيش عربي إسلامي ضخم في وقت قياسي مجهز بكامل عتاده العسكري، وخرج التمرين باختبار ناجح لجاهزية القوات في الميدان من قِبل قادة عسكريين عملوا بخبرتهم الطويلة على تهيئة الجيوش في كيفية استقبال الأوامر وتنفيذها على أرض الواقع، فضلاً عن الإعداد النفسي والعسكري واللوجستي للتعامل مع أي ظروف طارئة قد تمس كيان هذه الدول. وبدوره قال اللواء طيار ركن متقاعد سعيد بن سعد الحزنوي : إن تمرين "رعد الشمال" يعكس مدى قدرة القيادة الحكيمة للمملكة سياسياً وعسكرياً، وجهودها الكبيرة في جمع الكلمة العربية والإسلامية، وفيه أبعاد مهمة تفيد الجيوش في صنع الموائمة مابين المشاركين ، وإيجاد قيادة عسكرية تستطيع إدارة العمليات بالرغم من اختلاف إعدادها في بلدانها. وأوضح أن القدرة على استيعاب هذه الجيوش والعمليات المطلوب تنفيذها على مسرح العمليات بشكل سليم يعد نجاحًا كبيرًا، مفيداً أن مشاركة مختلف القوات بما في ذلك القوات الجوية وما يتبعها من : أسلحة، وإمداد، ووقود، ووسائل تخزين ونقل، وأجهزة استطلاع، وطيران رصد جوي، يوضح أن القوات المسلحة السعودية قادرة على الدفاع عن الوطن – بإذن الله – والتأقلم مع مختلف القوات الأخرى مهما اختلفت مصادر تسليحها، أو تدريبها، أو معداتها.