أكد عسكريون أن التمرين العسكري "رعد الشمال" يُعيد للمنطقة صلابتها ويوجه رسائل واضحة وصريحة لكافة الدول الداعمة للإرهاب وفي مقدمتها ايران التي تعبث في المنطقة، منوهين بمكانة المملكة السياسية وموقعها الاستراتيجي والخبرات التي تتمتع بها القوات السعودية البرية والجوية والبحرية وقدرتها على قيادة كل هذه الأعداد المشاركة من دول متعددة. وأكدوا في حديثهم ل"اليوم" أن المملكة والدول العربية والصديقة المشاركة في المناورة العسكرية -بوجود دول عسكرية كبيرة بمستوى القوة النووية كباكستان ودول عربية رئيسية كمصر- يعطي دلالة على المكانة التي حققتها المملكة بقيادة ملك الحزم الملك سلمان بن عبدالعزيز وقيادة وزارة الدفاع بقيادة ولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان، بعد الثقة التي اكتسبتها القيادة العسكرية السعودية ونجاحها الذي حققته في عاصفة الحزم في اليمن. نحن في زمن التكتلات وقال الخبير الامني اللواء متقاعد سالم الزهراني: "لا شك أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده وولي ولي عهده لهم نظرة بعيدة لعودة العالمين الإسلامي والعربي الى موضعهما الصحيح في مقدمة الشعوب، وإثبات للجميع أن هناك قرارات حازمة تتخذ لردع العابثين في المنطقة وفي مقدمتهم ايران، ونحن في زمن التكتلات ولا بد للعالمين الإسلامي والعربي من الاتحاد والتكاتف، حيث إن الإرهاب لا يعرف دينا ولا دولة ولا منطقة معينة، فهو يضرب جميع أصقاع العالم، واتحاد هذه الدول والاستفادة من خبرات المملكة والدول المشاركة فيما قامت به المملكة تجاه الإرهابيين سينعكس على القضاء على هذه المنظمات الإرهابية المدعومة من الدول، ونسأل الله تعالى أن يحفظ قائد هذه الأمة الملك سلمان وأن ينصر قواتنا ويعود للعالم الإسلامي مجده ومكانته بقيادة ملك الحزم الملك سلمان بن عبدالعزيز". المملكة كاملة التأهيل وأوضح اللواء الدكتور صالح فارس الزهراني عضو مجلس الشورى سابقاً أن هذه المناورات العسكرية وتواجد هذه الحشود الكبيرة من الجنود والدول المشاركة يشير الى مكانة المملكة السياسية وموقعها الاستراتيجي والخبرات التي تتمتع بها القوات السعودية بقيادتها العسكرية القادرة على قيادة مثل هذه الأعداد من القوات المشاركة في هذه المناورات العسكرية، حيث إن المملكة كاملة التأهيل تمتلك افضل واحدث الأسلحة البرية والجوية والبحرية وسوف يكون لها اثر ميداني في "رعد الشمال"، كما أن المناورات تعطي رسائل لكل من يهمه الامر في المنطقة وخارجها بأن المملكة ليست وحيدة وتعتبر قلب وعمق العالم الإسلامي، والمناورات العسكرية ما هي إلا للتعبير عن ذلك ولتدل على مكانة المملكة في العالمين العربي والإسلامي، وهي قادرة على الإسهام في محاربة الإرهاب متى دعت الحاجة، والمملكة قادرة على الدفاع عن نفسها، ومن المهم جداً إجراء مثل هذه المناورات للتدريب تحوطاً لما قد يحدث من تطورات مستقبلية في المنطقة. التحالف سيقود الشعوب للأفضل من جانبه قال مدير عام السجون سابقاً اللواء دكتور علي بن حسين الحارثي: "في ظل التحالفات الدولية العسكرية والاقتصادية والسياسية في العالم لا بد من ارتكاز أساسي بقيادة تجعل من هذا الأمر محققا لأهداف المشاركين في هذا التحالف، وكون التحالف الإسلامي العربي الحادث حاليا في "رعد الشمال" بقيادة المملكة يمثل قرارا تاريخيا في ظل الظروف القائمة والتحولات الكثيرة في مواقف الدول حسب مصالحها في مواقع مختلفة من قارات العالم، وهذا التحالف بقيادة المملكة ستقود الشعوب للأفضل، كما ان المناورات العسكرية لها حساباتها الدقيقة المتعددة التي لا يمكن أن تتخذ القرارات الا بعد رسم الاهداف والاستراتيجيات العامة لهذا التحالف، ومناورة "رعد الشمال" العسكرية هي نتيجة لهذه الأحداث في المنطقة، والدول العربية والصديقة لم تصل الى هذه المشاركة إلا بعد ان اقتنعت أن المملكة لديها القدرة الكافية لقيادة مثل هذا التحالف بعد نجاحها في عاصفة الحزم، وهذا التحالف سيكون له أثر إيجابي في قيادة المنطقة خصوصا في ظل التحالفات التي بين إيران وعدد من الدول التي تدعم الإرهاب في المنطقة، ويُعد نقلة نوعية لقيادة المنطقة وتأمين المنطقة من العبث وعودة الامن والاستقرار بهذا التحالف وسيكون لها نتائج على المديين الطويل والقصير". الجيش السعودي عالي التدريب فيما قال اللواء متقاعد مسفر عطية الغامدي: "المملكة العربية السعودية تتبنى سياسة دفاعية منذ نشأتها وبناء عليه فقد قامت وزارة الدفاع ببناء القوات المسلحة على هذا المفهوم، آخذة في نظرها البعد الجغرافي والاقتصادي والديني والثقافي، إضافة إلى تحليل التهديد بشكل دقيق من حيث حجم التهديد ومصدره وديمومته واتجاهه، وكل هذه العوامل هي ما يحدد منظومات الأسلحة القتالية لجميع فروع القوات المسلحة الجوية والبحرية والبرية وقوات الدفاع الجوي، وعليه فإن القادة العسكريين في كل قوة يقومون بتحديد المنظومات القتالية المناسبة، ومن خبرتي في القوات الجوية وكذلك القوات الاخرى فإن مفهوم التحركات العسكرية أمر قائم في جميع فروع القوات المسلحة، بمعنى أنه يمكن تحريك وحدات قتالية من مكان إلى آخر دون أن يؤثر ذلك على الفعاليات والعمليات الرئيسية في القواعد الأم، وطبعا يتم ذلك من خلال خطة التحركات العسكرية المعمول بها في كل قوة، بحيث تستطيع نقل قواتها الى المواقع المهددة في وقت قياسي للتعامل مع العدو والاشتباك معه دون أن يؤثر ذلك على القواعد الام حتى تصل القوات الرئيسية، وهذا ما يميز القوات المسلحة السعودية والتي لديها خفة الحركة والتدريب العالي، حيث يعملون بمفهوم (نقاتل كما نتدرب ونتدرب كما نقاتل)، والعبرة هنا ليس بكثرة التجهيزات سواء كانت في المعدات او الأعداد والتجهيزات، وإنما العبرة في النوعية والكيفية وهذا ما عملت عليه كافة القوات العسكرية في بناء قواتها في الأساس. والتمرين الذي تحدث فعالياته في الشمال يرسل مجموعة من الرسائل في وقت واحد، أولا إظهار القدرات القتالية للجندي السعودي ومستوى الأداء العالي للقوات المسلحة، ثانيا قدرة المملكة العربية السعودية على جمع الدول الإسلامية من الشرق والغرب في مكان واحد لمهمة واحدة في وقت قياسي غير مسبوق، وثالثا إيصال رسائل للغرب بأن المملكة وحلفاءها قادرون على العمل والتحرك لخدمة مصالح الدول المشاركة دون الحاجة لهم كما تعودت في الماضي؛ لأن الأمن القومي الاستراتيجي خط احمر، اضافة إلى الاعتماد على الذات، ورابعا أعطى هذا التحالف والتعاون والتمارين المشتركة رسالة واضحة إلى إيران بشكل خاص ومباشر بأن نفوذها في الشرق الأوسط أمر غير قابل للتنفيذ والأهم في هذا العمليات العسكرية المشتركة انها تدار من خلال مركز عمليات قيادة وسيطرة مشتركة لأكبر تمرين يتم في المملكة منذ إنشائها وحتى الان، وأعتبره حدثا تاريخيا يشرف كل مواطن في هذا البلد وكذلك المواطنون في البلدان المشاركة، وأستطيع أن أقول وبكل فخر إن الله سبحانه وتعالى قد حبانا ووفقنا بقيادة حكيمة مخلصة صادقة في توجهاتها، وضعت كل إمكانياتها لخدمة العرب والمسلمين، كما أن نتائج هذا التمرين الكبير بهذا الكم الهائل من الطائرات والمعدات والأجهزة والافراد له نتائج مفيدة، وإن الدروس المستفادة لا تقدر بثمن، حفظ الله هذا البلد وقادته وأهله من كل سوء وأدام عزه ونصر به الإسلام والمسلمين". لا نحتاج لقوى عظمى من جهته قال الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور، خالد باطرفي: "لا شك أن قيادة المملكة في هذا التحالف الدولي العربي والإسلامي -والذي تشترك في دول صديقة مع وجود دول عسكرية كبيرة بمستوى القوة النووية كباكستان ودول عربية هامة ورئيسية كمصر- تعطي دلالة على المكانة التي حققتها المملكة بقيادة ملك الحزم الملك سلمان بن عبدالعزيز وقيادة وزارة الدفاع بقيادة ولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان، والثقة التي اكتسبتها القيادة العسكرية السعودية بعد النجاحات التي حققتها في عاصفة الحزم، وهناك شعور متنام في العالمين العربي والإسلامي في الظروف التي تمر بها الأمة، قد سخر الله سبحانه لها من يقودها للخروج من هذه الازمات، ومواجهة التحديات دون الحاجة إلى قوى عظمى أو الاستئذان من أحد، والحرب على الإرهاب أصبحت حربا عالمية واكثر المتضررين منها المسلمون، ولذلك كان تجاوبا سريعا من دول العالم الإسلامي للمشاركة في هذا التحالف المدهش في سرعة تكوينه، وهذه المناورات تعد واحدة من هذه المفاجآت السارة التي شفت قلوب المؤمنين في الدول الإسلامية، وأن لديهم قيادات قادرة على الردع والرد والدفاع عن مكتسبات العالم الإسلامي وأمنه، وهذه المناورات فيها اكثر من رسالة أهمها إلى إيران راعية الإرهاب في المنطقة والراعي الرسمي للجماعات الإرهابية السنية والشيعية على حد سواء؛ كونها الداعم الاساسي للقاعدة سابقاً وداعش حالياً وكافة الجماعات الارهابية، أؤكد لهم بأن المملكة والقوات المشاركة ستكون لهم بالمرصاد وقطع دابرهم من المنطقة". يُشار الى ان مناورة "رعد الشمال" العسكرية تُعد الأهم والأكبر في تاريخ المنطقة في مدينة الملك خالد العسكرية بمدينة حفر الباطن، شمال المملكة بمشاركة 20 دولة عربية وإسلامية وصديقة، إضافة إلى قوات درع الجزيرة وهذه الدول هي: المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، الأردن، البحرين،السنغال، السودان، الكويت، المالديف، المغرب، باكستان، تشاد، تونس، جزر القمر، جيبوتي، سلطنة عمان، قطر، ماليزيا، مصر، موريتانيا، موريشيوس، إضافة إلى قوات درع الجزيرة. ويشكل رعد الشمال التمرين العسكري الأكبر من نوعه من حيث عدد الدول المشاركة، والعتاد العسكري النوعي من أسلحة ومعدات عسكرية متنوعة ومتطورة منها طائرات مقاتلة من طرازات مختلفة تعكس الطيف الكمي والنوعي الكبير الذي تتحلى به تلك القوات، فضلاً عن مشاركة واسعة من سلاح المدفعية والدبابات والمشاة ومنظومات الدفاع الجوي، والقوات البحرية، في محاكاة لأعلى درجات التأهب القصوى لجيوش الدول ال20 المشاركة. ويمثل تمرين «رعد الشمال» رسالة واضحة أن المملكة وأشقاءها وإخوانها وأصدقاءها من الدول المشاركة تقف صفاً واحداً لمواجهة كافة التحديات والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة، إضافة إلى التأكيد على العديد من الأهداف التي تصب جميعها في دائرة الجاهزية التامة والحفاظ على أمن وسلم المنطقة والعالم.