انطلقت بالعاصمة العراقية بغداد اليوم الجمعة مظاهرة حاشدة شارك فيها الآلاف من اتباع «التيار الصدري» للمطالبة «بالاصلاح السياسي ومكافحة الفساد والمفسدين» بحضور زعيم التيار مقتدى الصدر. وامتلأت «ساحة التحرير» وسط بغداد والشوارع الرئيسية المؤدية اليها بآلاف المتظاهرين الذين توافدوا منذ مساء امس الخميس حتى صباح اليوم قادمين من بغداد ومدن عراقية اخرى وسط اجراءات امنية مشددة اغلقت بموجبها جميع الطرق والجسور القريبة ونصبت حواجز تفتيش للدخول والخروج. وقال الصدر في كلمة للمتظاهرين ان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي «على المحك» اليوم «خصوصا بعد ان انتفض الشعب» وبعد «صوت المرجعية وصوت الداخل والخارج الداعم للاصلاحات». وحذر الحكومة من «تجاهل مطالب المواطنين بالاصلاح» قائلا «اليوم نحن على اسوار المنطقة الخضراء وغدا سيكون الشعب فيها» وذلك في تهديد مبطن باقتحام المنطقة التي تضم المقار الحكومية في بغداد. وتأتي مظاهرات اليوم بالتزامن مع دعوة العبادي لاجراء تغيير جوهري وتشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن المحاصصة السياسية والحزبية في اطار اجراءات اصلاحية جديدة للقضاء على الفساد في مرافق الدولة. وكان الصدر ابدى تأييده لأي اجراء اصلاحي وقدم مقترحا بتشكيل لجنة «محايدة وغير حكومية» لتتولى اختيار الوزراء التكنوقراط للحكومة المزمع تشكيلها لاحقا. وفي هذا الاطار وضعت العديد من الكتل السياسية العراقية استقالات الوزراء المنتمين لها تحت تصرف رئيس الحكومة بمن فيهم وزراء التيار الصدري ووزراء المجلس الاعلى الاسلامي ووزراء اتحاد القوى العراقية.