يعتزم ممثلو حلف شمال الأطلسي “الناتو” والاتحاد الأوروبي الجلوس حول طاولة واحدة لبحث الأزمة الليبية، في سابقة هي الأولى من نوعها. وقال ديبلوماسيون الجمعة إن هذا ما اتفق عليه وزارء خارجية دول الحلف في ثاني أيام اجتماعاتهم بالعاصمة الألمانية برلين. وأضافت المصادر الديبلوماسية أن سفراء الدول الاعضاء في حلف الاطلسي “28 دولة” ودول الاتحاد الأوروبي “27 دولة” سيعقدون اجتماعا في وقت قريب. سيكون هذا اللقاء ممكنا بسبب تخلي انقرة عن معارضتها الشديدة للعلاقات مع الاتحاد الأوروبي بسبب خلافات تركيا مع قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي.غير ان تركيا أصرت في الوقت نفسه على وصف اللقاء بأنه “غير الرسمي”، بمعنى ألا يصدر عنه قرارات رسمية. وكان أمين عام حلف شمال الاطلسي، أندرس فوج راسموسين دعا أكثر من مرة إلى إزالة الجمود بين الاتحاد الأوروبي والتكتل العسكري.ومن المنتظر أن يتركز اللقاء حول الملف الليبي على طرق ممارسة المزيد من الضغط السياسي على نظام الزعيم الليبي معمر القذافي.شاركت مسئولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون في محادثات وزارء خارجية الحلف ببرلين. يذكر أن هناك 21 دولة تتمتع بالعضوية في الاتحاد والحلف في نفس الوقت.وفي موضوع ذي صلة بالملف الليبي قال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه الجمعة إن فرنسا وبريطانيا تريدان توسيع الضربات الجوية لتشمل مراكز الخدمات اللوجستية ومراكز اتخاذ القرار في جيش الزعيم الليبي معمر القذافي بدلا من البدء في تسليح المعارضة الليبية.وبسؤاله عما اذا كان الوقت قد حان لإرسال الأسلحة إلى المعارضة قال لونجيه “هذا هو سبب أن فرنسا وبريطانيا تريدان إظهار تصميمنا بما في ذلك توجيه ضربات لمراكز اتخاذ القرار العسكرية في ليبيا او المستودعات اللوجستية التي لم تستهدف حتى الآن.” وقال لونجيه لقناة ال.سي.اي التلفزيونية “لماذا؟ لاننا إذا كنا نريد تجنب الحرب الأهلية... يجب تحييد قوة الجانب الآخر ولذلك فإن الضربات التي نطالب بها لا تهدف إلى تسليح المعارضة. ليس هدفنا تنظيم جبهة ... هدفنا عودة قوات القذافي إلى ثكناتها.” وتعهدت فرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدة الجمعة بمواصلة حملتهم العسكرية على ليبيا حتى يترك القذافي السلطة رغم ان المعارضة تقول إن حملتهم فشلت حتى الآن في منع قوات القذافي من قتل المدنيين. وقال عضو بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض لرويترز الخميس إن الغرب يجب أن يكثف عملياته وان يفكر في تسليح المعارضة أو إرسال قوات لقتال قوات القذافي اذا اراد وقف قتل المدنيين في مدينة مصراتة المحاصرة بغرب البلاد. وقال سليمان الفورتية اثناء زيارة قصيرة لباريس ان الاسلحة تصل إلى المعارضين وان المنشقين عن جيش القذافي يدربونهم على استخدامها. ولكنه قال ان ثمة حاجة إلى مزيد من المساعدة لوقف هجوم القذافي. وصرح لونجيه بأن فرنسا تقدر انه من الصعب على الولاياتالمتحدة أن تقوم بالمزيد من المشاركة في ليبيا نظرا لارتباطاتها طويلة الأمد في العراق وأفغانستان وأكد على أهمية التوصل إلى حل سياسي للأزمة.