واجه الزعيم الليبي معمر القذافي ضغطا متزايدا عسكريا ودبلوماسيا في الوقت الذي اصابت فيه غارات جوية لحلف شمال الاطلسي طرابلس لليلة الخامسة على التوالي وانضمت روسيا الى الدول الغربية في المطالبة بتنحيه. وذكر التلفزيون الرسمي الليبي وقناة العربية أن حلف الأطلسي قصف عدة مواقع في العاصمة الليبية مساء الجمعة. وذكر التلفزيون الليبي ان غارات حلف الاطلسي سببت اضرارا "بشرية ومادية" قرب مزدة الى الجنوب .
وانضمت روسيا الى الزعماء الغربيين يوم الجمعة في حث الزعيم الليبي معمر القذافي على التنحي عن السلطة وعرضت التوسط من اجل رحيله في تعزيز مهم لدول حلف شمال الاطلسي التي تسعى الى انهاء حكمه المستمر منذ 41 عاما. وكان هذا تغيير لافت في اللهجة عن انتقادات الكرملين للضربات الجوية التي يشنها حلف شمال الاطلسي على ليبيا التي تهدف رسميا الى حماية المدنيين ولكنها وضعت الغرب في صف المعارضة المسلحة التي تسعى للإطاحة بالقذافي. وقال حلف شمال الاطلسي انه يستعد لنشر طائرات هليكوبتر هجومية فوق ليبيا لأول مرة لتزيد الضغط على قوات القذافي، ولكن قوات الأمن التابعة له أظهرت مرة أخرى أنها بعيدة عن كونها قوة مستهلكة وشنت هجمات صاروخية اثناء الليل على بلدة يسيطر عليها المعارضون في الزنتان وقاتلت المعارضين المسلحين في ضواحي مدينة مصراته. وأعلن عرض روسيا للوساطة على هامش قمة مجموعة الثماني في دوفيل بفرنسا حيث ناقش الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الوضع مع الرئيس الامريكي باراك أوباما.
ورحبت المعارضة المسلحة في ليبيا بهذه الانباء وقال عنوان رئيسي على موقع الانترنت لصحيفة برنيق المؤيدة للمعارضة في ليبيا "مشددة الخناق عليه... روسيا تقول على القذافي ان يرحل." وفي طرابلس قال نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم في مؤتمر صحفي ان الحكومة لم تبلغ رسميا بالموقف الروسي، مشيراً إلى أن أي قرار يتخذ بشأن المستقبل السياسي لليبيا يعود إلى الشعب الليبي وليس لأحد آخر واضاف أن ليبيا لن تدعم أي اتفاق يتناقض مع خطة الاتحاد الافريقي. ويقصف تحالف من اعضاء حلف شمال الاطلسي بقيادة فرنسا وبريطانيا القواعد العسكرية للزعيم الليبي معمر القذافي منذ مارس اذار بموجب تفويض من الاممالمتحدة لحماية المدنيين المحاصرين وسط الصراع الدائر بين قوات القذافي وقوات المعارضين التي تسعى لإنهاء حكم الزعيم الليبي. ولكن تقدم المعارضة نحو طرابلس اصابه الجمود على بعد مئات الكيلومترات من هدفهم مما اثار مأزقا للقوى الغربية التي تريد نتائج سريعة في ليبيا وتريد أيضا تجنب التورط في صراع اخر في الشرق الاوسط. وحاولت بريطانيا وفرنسا كسر الجمود من خلال الموافقة على نشر طائرات هليكوبتر هجومية فوق ليبيا. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في دوفيل ان نشر طائرات هليكوبتر جزء من مرحلة جديدة في عمليات حلف شمال الاطلسي في ليبيا. وقال كاميرون "توجد الآن علامات على أن قوة الدفع ضد القذافي تتصاعد فعليا،لذا فصحيح اننا نزيد الضغط العسكري والاقتصادي والسياسي." وينفى القذافي مهاجمة المدنيين ويقول ان قواته اضطرت للتحرك ضد عصابات اجرامية مسلحة وتنظيم القاعدة. ويقول ان تدخل حلف شمال الاطلسي عمل من أعمال العدوان الاستعماري الرامية الى الاستيلاء على نفط ليبيا الوفير.