أشاد فخامة الرئيس النمساوي الفيدرالي الدكتور هاينز فيشر، بالدور الريادي لمركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، مؤكدًا على الاستثناء الذي تميز به المركز كمنظمة دولية جمعت لأول مرة شخصيات قيادية من الديانات الرئيسية الخمس في العالم مع صناع القرار السياسي عبر الدول المؤسسة للمركز، وعبر الأممالمتحدة. جاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها فخامته للمركز مؤخرًا بمناسبة الأسبوع الدولي للوئام، والتي تخللتها محاضرة للرئيس بمقر المركز في فيينا تحت عنوان "أفكار حول الحوار الدولي بين الثقافات وأتباع الأديان"، حيث تطرق فيها لأهمية الحوار والدور المهم للمركز في البحث عن فرص حقيقية بين البشر من أجل خلق تفاهم أفضل بين أتباع الديانات والثقافات. وأكد فخامته على أن دور مركز الحوار العالمي يشكل إسهامًا كبيرًا بما ينفذه من حوارات تساهم في خدمة حقوق الإنسان. لاسيما، في ضوء بنود اتفاقية إبريل 2015 حول إعادة تنظيم عمل المركز، كما أن ذلك يمثل فرصة عظيمة لتطوير المصالح المشتركة وتعزيز الاحترام بين الأديان والثقافات من خلال الحوار. وأضاف الرئيس النمساوي: إن المركز، بوصفه منصة للحوار، يعمل على بناء جسور التواصل والثقة بين أتباع الأديان والثقافات، وهو بمثابة شريك عالمي في الحوار، كما ينبغي أن تتواصل أنشطته من أجل تعزيز التفاعل والاحترام المتبادل على الصعيد الدولي، وتبادل وجهات النظر المتعمقة بين الطوائف الدينية المختلفة كي تسهم في تهيئة الأجواء لتبادل وجهات النظر في إطار التسامح. وأكد فخامة الرئيس على الدور التاريخي للنمسا في مجال الحوار قائلا: (إن لدى النمسا خبرة واسعة في مجال الحوار، وهو أمر معترف به على صعيد أوربا والعالم، ولأن النمسا تسعى دائمًا لأن تكون حاضنة لمختلف الفعاليات الحوارية في العالم؛ وباعتبار فيينا محوراً للحوار، ينبغي على المركز التكثيف من جهوده للتواصل مع مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام والجامعات في النمسا). وفي إشارة إلى تفعيل دور أكبر للمركز من خلال تطوير شراكاته العالمية، أعرب الرئيس النمساوي عن أمله في زيادة النشاط الحواري، منوهًا إلى أن الحوار بين الثقافات وأتباع الأديان يحتاج العديد من الشركاء في العالم، مع الأخذ في الاعتبار الحاجة إلى تطوير إستراتيجية توسعية ضمن عملية إعادة التنظيم التي يشهدها المركز، وتوقع قبول دول أعضاء جديدة في مجلس أطراف المركز، وذلك من أجل تحقيق توازن جغرافي، وديني، وثقافي في عضويته. وأردف بقوله: إن هذا هو المسار الصحيح، معبرًا عن دعمه الشخصي لهذه الفكرة. وحول وضع المسلمين في النمسا، قال فخامة الرئيس النمساوي: إن هناك مساواة تامة بين المسلمين وغيرهم من الطوائف في النمسا، وأود أن أؤكد مجدداً أن المسلمين الذين يعيشون معنا بصفة دائمة هم جزء مهم من مجتمعنا؛ ومن الممكن أن يعتبر الشخص نفسه مسلمًا ملتزمًا، ونمساويًا مثاليًا في الوقت ذاته". كما أوضح الرئيس النمساوي في محاضرته أن للنمسا علاقة تاريخية طويلة مع الإسلام، حيث ذكر "أن النمسا هي أول دولة في أوروبا اعتبرت الإسلام ديانة معترف بها قانونياً، منذ أكثر من 100 عام"، وأضاف أن "تسهيل اندماج اللاجئين في النمسا كجزء أساسي من مهمة الحوار بين أتباع الأديان". يذكر أن مركز الملك عبد الله للحوار العالمي بين أتباع الأديان والثقافات الذي يتخذ من العاصمة النمساوية مقرًا له، هو منظمة دولية تأسست عام 2012م، وتنشط في مجال تعزيز ثقافة التعايش والحوار، ونشر قيم التسامح والتفاهم بين أتباع الديانات والثقافات حول العالم، ويضم في عضويته إلى جانب المملكة العربية السعودية، كلا من: النمسا، وأسبانيا، والفاتيكان كعضو مراقب.