سادت احتفالات رأس السنة غرب ألمانيا حالة من الفوضى والتحرش الجنسي، وصل إلى حد الاغتصاب، ووجهت التهم إلى حشود غير منضبطة من الرجال في حالة سُكر، من أصل عربي أو شمال إفريقي. وقال "فولفغانغ ألبرس"، القائد العام للشرطة في مدينة كولونيا الألمانية التي شهدت الاعتداءات، للصحفيين: إن الهجوم الشامل على النساء الذي حدث في وسط المدينة بالقرب من محطة قطار كولونيا المركزية في ليلة رأس السنة الجديدة كان وضعا لا يُطاق. وحتى الآن تلقت السلطات في كولونيا 60 شكوى، بسبب هجوم حشد من حوالي ألف رجل في وسط المدينة، في ما وصفه ألبرس بأنه جريمة ذات بُعد جديد تماما. ووفقا للتقارير فقد كان الألف رجل مخمورين بشدة، وهم من أصول عربية أو شمال أفريقية، وغمروا الساحة الشهيرة في المدينة بين محطة القطار المركزية والكاتدرائية القوطية، وكانت تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عاما. وقد بدأ الحشد في رمي المفرقعات والألعاب النارية مع حلول العام الجديد، ومع بداية الاحتفالات وارتفاع أصوات الهتافات، بدأ بعض الرجال الاعتداء على النساء جنسيا. وحتى الآن تم تقديم نحو 60 شكوى جنائية رسميا، بما في ذلك إدعاء واحد على الأقل بحالة اغتصاب. وتتوقع السلطات تقدم مزيد من الضحايا بشكاوى في الأيام القليلة المقبلة، وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن 35 امرأة على الأقل تعرضن لتحرشات جنسية، وقالت إحدى الضحايا لوكالة دير اكسبريس إنها شعرت بالأيادي تمتد إلى جسدها في مناطق حساسة بطريقة عنيفة. ومن أجل إخماد الاضطرابات خلال احتفالات رأس السنة الجديدة، نشرت الشرطة أكثر من 200 ضابط، منهم 143 من رجال الشرطة المحلية، بالإضافة إلى 70 ضابطا اتحاديا، حسبما ذكرت صحيفة محلية، يوم الأحد 3 يناير واعتقلت الشرطة 5 رجال في المحطة، الذين اتهموا بتهديد وسرقة الإناث. وقد أثارت هذه الهجمات موجة قوية من الانتقادات للتعامل الألماني مع المهاجرين وتطبيق سياسة الباب المفتوح، التي اعتمدتها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في سبتمبر الماضي، والتي أسفرت عن دخول أكثر من مليون لاجئ إلى ألمانيا. وللتصدي لهذه التهديدات، دعت عمدة مدينة كولونيا هنرييت ريكر في اجتماع طارئ إلى التعامل مع هذه الاعتداءات بوصفها جرائم وحشية، وقال للصحافة المحلية: لا يمكننا أن نتسامح مع هذا التطور من الفوضي. وفي الوقت نفسه وصف أرنولد بليكرت رئيس فرع اتحاد الشرطة بشمال الراين، اعتداءات احتفالات السنة الجديدة بأنها هجوم واسع النطاق على الحقوق الأساسية للمواطنين"، وقال في حوار للصحافة المحلية:أي لاجئ لديه مشكلة في الاندماج مع مجتمعنا المفتوح، واحترام حقوق الآخرين، يجب التعامل معه باستخدام القوة الكاملة للقانون. الجدير بالذكر أن صحيفة Saechsische Zeitung اليومية ذكرت الأسبوع الماضي نقلا عن مسؤولين، أن ألمانيا في عام 2015 استوعبت حوالي 1.1 مليون لاجئ، وهو ما يعادل خمسة أضعاف العدد في 2014.