خيّم الرعب والكآبة على احتفالات العام الجديد في ألمانيا، وبدرجة أقل في مختلف انحاء أوروبا، بعدما حذرت الشرطة من هجوم إرهابي محتمل ل»خلية انتحارييين» من «داعش» تضم سبعة سوريين وعراقيين، وأخلت محطة القطارات الرئيسية ومحطة باسينغ في مدينة ميونيخ في مقاطعة بافاريا (جنوب)، مع حلول منتصف ليل الخميس - الجمعة. ترافق ذلك مع احتفالات برأس السنة في برلين، وسط تدابير أمنية مشددة وهي ظاهرة رافقت أيضاً الاحتفالات في معظم المدن الأوروبية، وصولاً إلى ساحة «تايمز سكوير» في نيويورك. وفي روسيا، أجلت السلطات حوالى ألف شخص من محطتي «بافليتسكي» و»كيرسكي» للقطارات في موسكو، بعدما تلقت تحذيراً من وجود قنابل لم يُعثر على أي منها. وفرضت الشرطة في ميونيخ حال تأهب، استناداً إلى معلومات «جدّية» وفرتها «أجهزة استخبارات بلدين صديقين»، رجحت وسائل إعلام أنهما فرنسا والولايات المتحدة، عن إمكان شن بين «خمسة وسبعة مشبوهين سوريين وعراقيين من تنظيم داعش يتوزعون على مجموعات صغيرة، اعتداءات انتحارية في محطتي القطارات اللتين تقعان ضمن دائرة 8 كيلومترات، وأماكن أخرى من المدينة ليلة رأس السنة». ودعت الشرطة المحتفلين برأس السنة إلى عدم التجمع وعدم استخدام وسائل النقل المشترك. كما أطلقت تحذيرات بلغات مختلفة عبر موقع «تويتر»، ونشرت 550 شرطياً في ميونيخ بعضهم من وحدات خاصة. وقال وزير داخلية مقاطعة بافاريا يواكيم هيرمان: «لم تكن المعلومات مؤكدة مئة في المئة، لكننا لم نستطع تجاهلها، كما أن الفرنسيين لا يخترعون عادة هذا النوع من المعلومات»، علماً أن ألمانيا شهدت تحذيراً مماثلاً في 17 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أي بعد أربعة أيام من اعتداءات باريس التي خلّفت 130 قتيلاً، حين ألغيت في اللحظة الأخيرة مباراة ودية في كرة القدم بين ألمانيا وهولندا بسبب تهديد باعتداء. لكن المحققين لم يعثروا لاحقاً على أي عبوة، ولم يعتقلوا أي مشبوه. وبقيت قوات الأمن في ميونيخ لساعات في حال تعبئة، قبل تخفيف الإجراءات وإعادة فتح المحطتين ظهر أمس، اثر تأكد السلطات من أن «لا خطر ملموساً لارتكاب اعتداء، إذ لم يُعثر على المشبوهين، كما أن لا معلومات عن وجودهم داخل البلاد». ودافع وزير الداخلية الألماني توماس دو ميزيير عن تعامل شرطة ميونيخ ب «حكمة» مع المعلومات الواردة أمس. وقال: «الوضع في أوروبا بما فيها ألمانيا يبقى مقلقاً في هذه السنة الجديدة، ولا تزال أجهزة الأمن تعتقد بأن الإرهاب الدولي يشكل خطراً كبيراً». وأحيطت احتفالات رأس السنة هذا العام، خصوصاً في القارة الأوروبية، بتدابير أمنية مشددة نتيجة المخاوف من تهديدات إرهابية على خلفية اعتداءات باريس. وفي العاصمة البلجيكية بروكسيل، ألغيت عروض الألعاب النارية بعدما أوقفت الشرطة الأربعاء الماضي، مشبوهين بارتباطهم باعتداءات باريس، وتخطيطهم لاعتداءات في ليلة رأس السنة. وفي أمستردام، أعلنت الشرطة الهولندية إنها ألقت القبض على بريطاني (29 سنة) تحت تهديد السلاح في مطار سخيبهول أمس، بعدما صاح مراراً بأن لديه قنبلة، ليتبين لاحقاً أنه تهديد كاذب.