وسط موجة هجمات ينفذها فلسطينيون في الشوارع تقدم محطات التلفزيون في إسرائيل النصح على مدار اليوم عن كيفية منع طعنات السكاكين أو علاج المصابين بها. فكثير من الإسرائيليين يرون أعمال العنف التي جرت خلال الأسبوعين الماضيين قريبة جدا منهم وعصية على التوقع. تختلف هجمات "الذئاب المنفردة" -وهو وصف للعمليات الفردية- عن التفجيرات الانتحارية التي ميزت الانتفاضة الفلسطينية قبل عشر سنوات أو الهجمات الصاروخية التي كثرت في حرب غزة العام الماضي. وقال جورج أزاريا من سكان القدس حيث تبدو الشرطة الإسرائيلية معززة بقوات من الجيش أكثر عددا في بعض المناطق من السكان أو السياح "الوضع متوتر.. بالغ التوتر. تشتبه في أي شخص تراه.. أي شخص مثير للشبهة." وربما شعر إسرائيليون كثر بأنهم بعيدون عن تكرار الصراع السابق لكن هذه الموجة الحالية من أعمال الفلسطينيين تصدرها أبناء القدس وتثير احتجاجات تضامن من عرب إسرائيليين الذين يختلطون بحرية مع الغالبية من اليهود. هناك على سبيل المثال رجل متهم بشن سلسلة هجمات بالسكاكين في رعنانة في شمال تل أبيب كان يعمل في البلدية. واستخدم آخر سيارة تخص جهة عمله في شركة الاتصالات الرئيسية بإسرائيل للهجوم على موقف للحافلات وبعدها نهض لينال من المارة بساطور فقتل شخصا وأصاب ستة قبل أن يستشهد بطلقات رصاص. ويتحدث تجار إسرائيليون عن ارتفاع كبير في مبيعات بخاخات الفلفل. ويطرح فرع محلي من سلسلة متاجر سترات واقية غير قابلة للاختراق بنصف الثمن. وأمام توتر رؤساء البلديات تدرس الحكومة إصدار مزيد من تراخيص حمل السلاح. * حرب أهلية؟ يلفت بعض المعلقين الأنظار لتنامي ظاهرة اقتصاص المدنيين من المجرمين. فبعض المهاجمين الفلسطينيين تعرضوا للضرب على أيدي جموع من الناس بعد السيطرة عليهم كما وقعت هجمات انتقامية بسكاكين على أيدي يهود أصاب أحدهم أربعة من العرب وجرح الآخر بالخطأ يهوديا ظنه عربيا. وحتى الآن قتل سبعة إسرائيليين على يد فلسطينيين كما قتل 31 فلسطينيا في رد الشرطة ومواجهات الجيش مع راشقي الحجارة في الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة. هذه الأرقام تقل كثيرا عن القتلى الذين سقطوا في الانتفاضتين السابقتين. لكن كثيرين من الإسرائيليين يعتقدون أن هذه الموجة الجديدة من العنف ستتصاعد. وتوقفت محادثات السلام التي رعتها الولاياتالمتحدة في منتصف 2014 ويرى 41.5 بالمئة من الإسرائيليين أن انتفاضة ثالثة ستتفجر خلال عام وفقا لما ظهر في نتائج مسح أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي وجامعة تل أبيب قال أيضا إن 88.8 بالمئة يتوقعونها- الانتفاضة- خلال سنوات ثلاث. ووحد غضب المسلمين من تصاعد زيارات اليهود للمسجد الأقصى مؤيدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومنافسيه من حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة. ووفقا لمسح أجرته قناة التلفزيون التابعة للبرلمان الإسرائيلي فإن 57 بالمئة من الإسرائيليين يرون الدين محورا للصراع مقابل 38 بالمئة يرون السبب في النزاع على الأرض. وردا على سؤال عن إمكانية توقيع اتفاق سلام في المستقبل المنظور رد 65 بالمئة من المستطلع رأيهم بلا مقابل 22 بالمئة قالوا نعم. رابط الخبر بصحيفة الوئام: هجمات فلسطينية في الجوار تصيب الإسرائيليين بالتوتر