يشهد شهر أكتوبر الجاري تصعيداً سريعاً للمصادمات التي بدأت الصيف الفائت بين الفلسطينيين من جهة وأمن الاحتلال والمستوطنين اليهود من جهة أخرى، ما أجَّج التوقعات باندلاع انتفاضة ثالثة. في 13 سبتمبر الفائت؛ ترافق بدء الاحتفالات بأعياد يهودية مع عودة التصادم في باحة الحرم القدسي بين قوات أمن الاحتلال وفلسطينيين يرفضون توافد المصلين اليهود إلى المكان. ومع تواصل الصدامات في الباحة وما حولها خلال الأيام العشرة التالية؛ استُشهِد 3 فلسطينيين برصاص إسرائيليين في الضفة الغربيةالمحتلة. واتخذت إسرائيل تدابير مغلظة ضد راشقي الحجارة، فيما حذر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، من اندلاع «انتفاضة». في الأول من أكتوبر؛ قُتِلَ زوجان من المستوطنين برصاص فلسطينيين استهدف سيارتهما قرب نابلس في الضفة الغربيةالمحتلة. ونسبت إسرائيل الهجوم إلى حركة حماس. بدأت يوم ذاك سلسلة هجمات بالسلاح الأبيض. فمنذ 3 أكتوبر؛ استهدف نحو 20 هجوما بالسكين إسرائيليين أو يهوداً، بلا تنسيق بينها على ما يبدو. وفي 4 و5 في الشهر نفسه؛ أغلقت إسرائيل استثنائياً البلدة القديمة في القدسالشرقيةالمحتلة أمام الفلسطينيين. في 9 أكتوبر؛ استُشهِد 7 شُبَّان فلسطينيين برصاص إسرائيلي في صدامات على تخوم قطاع غزة. وقبل 3 أيام من ذلك؛ شَمِلَ التوتر عرب 48 إثر مواجهات في يافا قرب تل أبيب. وفي العاشر منه؛ زعمت إسرائيل أنها أحبطت في الضفة أول مخطط لهجوم بعبوة منذ بدء سلسلة المصادمات، ونفذت في اليوم التالي غارة على غزة رداً على ما قالت إنه إطلاق لصاروخ. وأدت الغارة إلى مقتل فلسطينية حُبلى وابنتها. في 13 أكتوبر؛ شهدت القدس مقتل 3 إسرائيليين وجرح آخرين في هجماتٍ بسلاح ناري واقتحام سيارة وطعن بسكين. وقُتِلَ على الأقل واحد من الفلسطينيين منفذي هذه الهجمات. وهذه المرة الأولى التي يفتح فيها أفراد النار في حافلة منذ بدء تصاعد التوتر في سبتمبر. دُعِيَ عرب 48 (17.5% من سكان دولة الاحتلال) الثلاثاء إلى إضراب عام. كما دعي الفلسطينيون إلى «يوم غضب» جديد. منذ الأول من أكتوبر؛ أسفرت المصادمات عن استشهاد أكثر من 25 قتيلاً فلسطينياً من بينهم عدد من منفذي الهجمات بالسكين. في المقابل قُتِلَ 7 إسرائيليين.