لاشك اننا في المملكة نفتقر إلى المسرح ، والسينما،وبعض وسائل الترفيه. ولكن التكنولوجيا ساعدتنا ايضًا،فلدينا العديد من الخيارات لنشغل وقت فراغنا،ولكننا نختار القيل والقال،وبالرغم من وجود الكيرم،والمونوبولي،والبلوت،لايمتعنا الا (الحش في الناس). يمكننا الدخول الى كل مكان،ولانميل الا للتدخل في حياة الاخرين. فأحذر،ان كنت تسيَر أمور حياتك في الاتجاه الذي تظن بأنه سيصلك الى إرضاء من حولك،او سكوتهم على الأقل. إنك تسير الى جهة غير موجودة على خارطة مجتمعنا. فالوقت الذي سيتوقف فيه الناس عن ذمك،لن تشهده،ستكون تحت الثرى،والله يتولَاك. لذا تصرف وكأنك لاتسمعهم،كما فعلت العمة مريم. العمة مريم احدى مسنات القرية. ضربت اقوى الامثلة في الضرب بكلام الناس عرض الحائط. وهي التي لُقبت بشحرورة القرية،انفصلت منذ ما يقارب العام من الزيجة السادسة لها. تتزوج وتنفصل،فتتزوج،وتترمل،وتعود للتزوج. ولاتنقطع التعليقات الساخرة المتكررة،في كل مرة،من من يظنون أن الحلال ليس كل شيء. لن يكفيهم إنك لم تضر بقراراتك احدًا،بل أنك لابد ان تخضع لأرائهم،وإختياراتهم،وكأنهم دفعوا (قطيَة) في حياتك مثلًا. ولربما ان اكثر سؤال تردد عليها هو:"هابشري ماحملتي ههه".هنا الاستظراف في ابشع صوره،هي امرأة عقيمة،ووحيدة،تعيش بمفردها. ما ضركم ان وجدت من يشاركها حياتها؟سيما ان جميع ازواجها كانوا من جيلها. فهم أيضا وحيدون ،في زمن ليس بزمانهم،اخذت الدنيا او الاخرة أبنائهم منهم ،او أخذتهم نساؤهم. تتمتع بصحة جيدة. حاول زوجها الاول ان يعالجها آنذاك،ولكن دكتور القرية قطع آمالهم،عندما اخبرهم بعقمها. توفي زوجها ،وظلت عشر سنوات في غياهب الوحدة،حتى طرق اول عريس بابها،اخذت(المطنوخة)شورها من رأسها. ارتدت اجمل ثيابها،وتحلت بذهبها،رقصوا حولها،وغنَوا. تعشوا من خير العريس.عادوا الى منازلهم يتهامزون،ويتلامزون،كيف ياترى سيقضون ليلتهم تلك؟هذا ما يشغلهم!الله يشغلهم. مسكينة هي،سمعت الكثير،ورأت اكثر،ولكنني اجزم ان مرارة حديثهم،ليست بأمر من الوحدة،و وهب حياتها للأخرين . إن مستقبلك المهني،مجال دراستك،شريك حياتك…أمور يجب ان تكون انت المعني بها فقط. ستعيش،حتى لو شاركوك القرار،لن تموت،ولكنها نصف حياة.الحياة التي يسيرها عنك آخرون ليست لك بالكامل.وستدرك ذلك،يومًا ما. ولكن،سيكون الأوان قد فات. تخيل ان يهبك الله حياة،وتختزل نصفها؛ لترضيهم،فتعيش نصفها!قاسمهم طعامك،قهوتك،قاسمهم إن أرادوا مسكنك،لكن اياك وقراراتك،مستقبلك،أسلوب حياتك. رابط الخبر بصحيفة الوئام: زيجات العمة مريم والكيرم