مبامتاباي تبهر العيون بزينة العرس والساري الأرجواني الذي ترتديه وهي تسير بمواكبة عمها وحميها. زوج مبامتامباي، رام كاليان الذي جاء من ولاية راجستان الصحراوية المجاورة يشكو من آلام في قدميه نتيجة السيرمسافات طويلة وهو يسأل والده "ابي، هلا حملتني. لم أعد قادرا" على المشي، وتضحك العروس من وراء حجابها وتقول: الصبي الكبير لا يستطيع المشي. رام عمره ثماني سنوات، أما عروسه مبامتاباي فهي في السنة السادسة من عمرها، فقط. انها بين الوف الاطفال، وبعضهم لم يتجاوزا السنتين، الذين تبادلوا عهد الزواج مؤخرا. عملا بتقاليد تمارسها منذ قرون سلالة راجبوت الاسطورية المقاتلة تحديا للقانون الهندي. ولا يعيش هؤلاد الاطفال معا الا بعد انقضاء عدة سنوات، فبعد ساعات قليلة من مراسم الزفاف يعود العريس والعروس الى عائلتهما، وبعد اشهر قليلة من وصول الفتاة طور البلوغ تؤخذ الى منزل عريسها باحتفال كبير لاتمام الزيجة. ان القانون الهندي يمنع زواج الفتيات قبل سن الثامنة عشرة والرجال قبل سن الحادية والعشرين. ويواجه الآباء الحكم بالسجن حتى ثلاثة اشهر اذا زوجوا قاصرين من اولادهم. الا ان المسؤولين يغضون الطرف عن المخالفات في ولايتي ماديا براديش وراجستان، حيث يشكل افراد سلالة الراجبوت ثلثي المقترعين. ومع ان هذه التقاليد اخذت تختفي بين الراجبوت المتعلمين الذين يعيشون في المدن الا انها لاتزال تمارس على نطاق واسع في المناطق الريفية. الآباء يريدون ان يؤمنوا لابنائهم فتيات مهذبات ومطيعات للمراحل اللاحقة من الحياة. ويقول هيرالال تاورا، مختار قرية مادايورا في ماديا براديش ان ابناءه تزوجوا عندما كانوا في سن العاشرة او الثالثة عشرة. ويضيف تاورا: "اعرف القانون، ولكنني اذا انتظرت حتى يبلغ ابني الحادية والعشرين لن تبقى هناك فتاة له، انك لا تستطيع ان تكافح تقاليد عمرها قرون عديدة بالقانون". اما عائلات الفتيات فتقول انها تريد تأمين الضمان لبناتها. يقول روبناث سينغ، والد بوتيليباي سينغ 5 سنوات التي تزوجت في قرية بانكبورا: "من واجبي ان ازوج ابنتي للصبي المناسب، واذا تأخرت فان كل الفتيان المناسبين سيتزوجون ولن يبقى واحد لابنتي". ويضيف سينغ: بالنسبة للفتيات الزواج هو الضمان الوحيد في هذه الانحاء. الزواج هو الملاذ الاخير والحماية والامان في حياة المرأة. وكلما بكرت الفتاة في لقاء رجلها كان ذلك افضل. في تشانداربور يتقبل رام ومبامتاباي التهاني فيما يردد الكاهن: لتكن لكما حياة زوجية مثمرة وسعيدة. الا ان الطفلين لا يصغيان لما يقوله الكاهن، بل ان عيونهما مصوبة على قطع الحلوى المكدسة على طبق. رام، الذي يرتدي بذلة جندي هندي تقليدي، ويحمل سيفا بيده، يريد ان يلهو ويستمتع اكثر. يقول: "ابي، احملني، انني اريد أن ادق الأجراس". أسوشيتدبرس