لم يخف سوندار بيتشاي المدير التنفيذي لشركة جوجل رغبته في العودة مجددا للسوق الصينية من خلال متجر تطبيقات (جوجل بلاي) المتوفر لأجهزة الهواتف المحمولة العاملة بنظام اندرويد. لكن من غير المتوقع ان تكون الرحلة سهلة. وسحبت جوجل خدماتها بشكل كبير من الصين قبل خمس سنوات بعد رفضها الاستمرار في ممارسة الرقابة الذاتية على نتائج البحث بمحركها. وحافظت منذ ذلك الحين على وجود محدود في أكبر سوق للإنترنت بالعالم لكن معظم خدماتها ومن بينها (بلاي) ظلت غير متاحة. ويقول آندي تيان المدير التنفيذي لشركة تطوير البرامج الصينية (اسيا اينوفيشنز) والمسؤول التنفيذي السابق في جوجل "جوجل تحتاج أن توجد في الصين." وأضاف "اذا وجدوا في الصين .. بوسعهم التوسع في خدمات أخرى. يحتاجون إلى مد جسر وهذا الجسر هو جوجل بلاي." ورفضت جوجل التعليق على تقارير بشأن خططها في توسعة متجرها للالعاب في الصين هذا العام. وركزت بدلا من ذلك على تعليقات بيتشاي بشأن توضيح كيفية استعادة مكانة جوجل بلاي في الصين. لكن تيان واخرون يقولون إن جوجل خسرت بشكل أساسي كل مكتسباتها في معظم مجالات خدماتها خاصة البحث وبث التسجيلات المصورة لصالح شركات صينية عملاقة بمجال الإنترنت مثل بايدو وتينسنت وعلي بابا وتشيهو 360. وأطلقت جميع تلك الشركات منتجاتها وخدماتها الخاصة لتحل مكان جوجل أو على الأقل التفوق عليها. وفي الصين ودول أخرى في قارة اسيا انتقلت مراكز الجاذبية بمجال الهواتف المحمولة من متاجر التطبيقات باعتبارها نقطة التحكم بالاجهزة إلى تطبيقات مثل التراسل وهو ما فتح الباب أمام أطراف ثالثة لتقديم الخدمات. وأصبح تطبيق التراسل (وي تشات) من شركة تينسنت والذي يطابق تقريبا تطبيق (وي تشات) من شركة فيسبوك أداة متعددة الأغراض تتيح لنحو 600 مليون من مستخدمي التطبيق ممارسة الألعاب وشراء الكتب وتسديد المدفوعات إلى جانب استخدامات أخرى. * سوق أكبر من تجاهله لكن الصين سوق أكبر من أن تتجاهله رويترز. والتزمت شركة جوجل بالقوانين المحلية وربحت 13.2 مليار دولار في الربع الأخير من أنحاء الصين الكبرى التي تضم البلد الأم إضافة إلى هونج كونج تايوان مما جعلها ثاني أكبر سوق. ويشكك بعض العاملين بالمجال في مدى نجاح جوجل في استخدام متجر (بلاي) لمساعدتها على ادخال خدماتها الأخرى للصين في ظل استقرار أوضاع المنافسين المحليين واضطرار جوجل للانصياع للقانون الصيني. وسيعني ذلك تخزين مختلف البيانات في الصين وتلبية طلبات الاطلاع على المعلومات والرقابة وهي مسألة شائكة خاصة اذا تدخلت الحكومة الأمريكية في الأمر. ويرى اخرون إن التركيز على (جوجل بلاي) ربما يجعل الأمور أسهل. ويقول كريس ماكدونالد خبير الأخلاقيات التجارية بجامعة رايرسون في تورنتو الذي أشرف على دراسة حالة بشأن عمليات جوجل في الصين عندما كان يعمل بجامعة ديوك إن منظمي الخدمة الصينيين سيعتبرون (بلاي) أقل تهديدا من خدمة البحث والبريد الالكتروني (جي ميل) مما سيحد من التحقيقات الحكومية المتكررة. وقال "من غير المحتمل بشكل كبير ان تأتي الحكومة الصينية لتسأل ‘هل قام أحد بتحميل لعبة تيترس؟‘. اذا لم يكن لدى جوجل أي معلومات خاصة سرية فلا يمكن ان تطلب منها معلومات خاصة سرية." * عودة للألعاب ويقول بيتر وارمان المدير التنفيذي لشركة تحليل بيانات الهواتف الهولندية (نيوزو) التي تحلل بيانات مستقاة من شريكتها الصينية (توك إن داتا) إن الصين ستصبح هذا العام أكبر سوق بالعالم تدر عائدات بمجال ألعاب الهواتف المحمولة. وأضاف ان ما يصل إلى 90 بالمئة من الأموال المنفقة على الهواتف المحمولة تذهب للالعاب. وقال وارمان إن (جوجل بلاي) متاح في الصين لكنه يصل إلى 21 مليونا فقط من بين نحو 800 مليون مستخدم صيني للهواتف المحمولة. وتستحوذ متاجر التطبيقات الرئيسية لشركات الإنترنت العملاقة تشيهو وتينسنت وبايدو على ثلثي السوق. ومن غير المتوقع أن تتنازل هذه الشركات عن هذا التفوق. كما تملك شركات تصنيع الهواتف المحمولة مثل هواوي وشياومي متاجر تطبيقات خاصة بها لا تدر عليها عائدات فحسب بل تتيح لها أيضا التحكم في مظهر واستخدام هواتفها ولو على الأقل داخل الصين. رابط الخبر بصحيفة الوئام: جوجل تريد العودة للصين لكن الطريق ليس سهلا