واصلت قوات تحالف "عاصفة الحزم " بقيادة السعودية ضرباتها على منابع قوات الحوثيين في اليمن، إذ شنت غارات على معسكر اللواء 117 في محافظة البيضاء وسط اليمن ومعسكر الحمزة التابع للحرس الجمهوري شرق مدينة إب. وتستمر هجمات التحالف على عدة مواقع للحوثيين في "رازح" و"شدا" بمحافظتي صعدة وحجة، الحدودية للمملكة السعودية، إذ استهدفت طائرات التحالف العربي مخازن للأسلحة وتجمعات للحوثيين في منطقة المحناك إضافة إلى غارة أخرى على منطقة شدا الحدودية للمملكة السعودية، وعدة غارات أخرى على معسكرات الحوثيين في حرض التابعة لمحافظة حجة، شمال اليمن، والقريبة من الحدود مع السعودية. وواصلت طائرات التحالف غاراتها الجوية على مناطق عديدة لميليشيات جماعة الحوثي، وضربت مخازن ذخيرة وسلاح في صنعاء، كما استهدفت تعزيزات للحوثيين متجهة إلى عدن، فيما تداول نشطاء ومواقع إلكترونية صورا على الإنترنت تظهر انفجارا ضخما في صنعاء يعتقد أنه في مخازن السلاح في منطقة الصباحة التابعة للمؤسسة العسكرية غرب صنعاء، الذي تسيطر عليه ميليشيات الحوثي والوحدات العسكرية الموالية لها. كما شنت الطائرت غارات مكثّفة على مقر المنطقة العسكرية السادسة (الفرقة الأولى مدرع سابقا) شمال صنعاء، ومعسكر الفرقة الأولى مدرع (سابقا)، ومقر المنطقة العسكرية السادسة حاليا، بينما استعملت المضادات الأرضية بكثافة، بالإضافة إلى معسكريْ عبود والأمن المركزي في مدينة الضالع، ومعسكري النجدة والسجن المركزي في سناح الضالع (جنوب البلاد)، و معسكر آخر للحوثيين في جبل بن عريج بمنطقة الشعف التابعة لمديرية ساقين. وفي الوقت الذي تتواصل فيه الضربات الجوية ضد الحوثيين، تمكنت قوات المقاومة الشعبية في عدن، أمس، من استعادة السيطرة على "قاعدة العند" العسكرية في محافظة لحج، التي تُعدّ بوابة عدن الشمالية، الأمر الذي عزاه البعض إلى كونه مؤشرا أوليا على تهاوي ميليشيات جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع على عبد الله صالح المتحالفة معها أمام ضربات المقاومة وقوات التحالف العربي. وتعد "قاعدة العند" أكبر قاعدة لسلاح الجو اليمني مما يكسبها أهمية كبرى، وضربة كبرى للحوثيين، كونهم كانوا يتخذونها خلفية استراتيجية لتأمين السيطرة والإمداد العسكري لتحركاتهم في المواقع المتقدمة بمدينة الحوطةوعدن. كما قامت الجماعات بجنوب اليمن مدعومة بطائرات التحالف بقيادة السعودية بالهجوم على المقاتلين الحوثيين في عدة محافظاتجنوبية وأجبرتهم على الانسحاب من بعض مواقعهم، وذلك خلال محاولاتهم لصد تقدم الحوثيين صوب عدن في جنوب اليمن. مشروع قرار مجلس الأمن وعلى الجانب الآخر، ينتظر جميع المتابعين للأوضاع الجارية، مشروع قرار خليجي بمجلس الأمن بشأن اليمن، الذي يشدد على ضرورة التزام جميع الأطراف في اليمن بحل خلافاتها عبر الحوار والتشاور، ويدعو جميع الدول الأعضاء إلى اتخاذ تدابير فورية لمنع تزويد خمس شخصيات -من بينها الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، ونجله أحمد، وزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي- بالأسلحة بشكل مباشر أو غير مباشر، مطالبًا جماعة الحوثي بضرورة التنفيذ الكامل للقرار 2201، الذي أدان ممارساتهم ويطالبهم بالانسحاب من صنعاء، والامتناع عن اتخاذ مزيد من الإجراءات أحادية الجانب، التي يمكن أن تقوض عملية الانتقال السياسي في اليمن، مشيرًا إلى أنه حال نفذ الحوثيين هذا القرار وباقي القرارات الدولية بصورة كاملة وشاملة، فعندها سيناشد مجلس الأمن جميع الأطراف وقف أعمال العنف. كما عبرت الصين على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ عن مساندتها لدعوات بوقف إطلاق النار في اليمن بعد أن طلبت روسيا والصليب الأحمر وقف العمليات العسكرية للسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية واجلاء المدنيين، مؤكدة على قلق بلادها البالغ حيال الأوضاع في اليمن، موجهة الدعوة لكل الأطراف المعنية إلى تطبيق فوري لوقف لإطلاق النار وتجنب سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين، معربة عن أمل بلادها في أن تنفذ كل الأطراف المعنية بجدية قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة ومقترحات مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة عبر الحوار السياسي من أجل استعادة الاستقرار والنظام القانوني الطبيعي في اليمن بسرعة. إجلاء الرعايا وفي الوقت الذي تمكنت فيه طائرة روسية خامسة من طراز "إيل-62″ من إجلاء 150 شخصا من رعايا روسيا وأوزبكستان وطاجيكستان وأوكرانيا وبيلاروسيا وأرمينيا وفرنسا واليمن وكازاخستان وقرغيزيا والعراق، أقرت واشنطن أمس الاثنين بأنها غير قادرة على إجلاء رعاياها من اليمن، بعد أن أدى النزاع إلى إغلاق معظم مطارات البلاد، موجهة الدعو إلى راعياها لمغادرة اليمن بحرا على متن سفن لدول أخرى، علماً أن فرنسا قد أجلت بحرا 63 شخصا بينهم 23 فرنسيا إلى جيبوتي انطلاقا من ميناء بلحاف (شرق)، فيما أجلت فرقاطات هندية وصينية 450 شخصا ومائة شخص على التوالي من ميناء الحديدة (غرب). فيما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن سعيها لإرسال طائرتين تحملان 48 طنا من المساعدات الطبية ومواد إغاثة أخرى إلى اليمن في غضون اليومين المقبلين، مشيرة على لسان المتحدثة الرسمية ماري كلير، إلى أنها تعتزم إرسال أول طائرة يجري تحميلها في الأردن بستة عشر طنا من المساعدات الطبية إلى اليمن غدا الأربعاء، بينما يجري إعداد الطائرة الثانية التي تحمل مساعدات طبية ومعدات أخرى تشمل خياما ومولدات كهربية في جنيف وعلى أن تتجه لليمن الخميس. مطالبات يمنية بانشاء مناطق آمنة من جانبه، طالب رياض ياسين وزير الخارجية اليمني بوجود قوات برية لإقامة مناطق آمنة لتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، مشيرًا إلى أن المنطقة الآمنة التي يجري العمل على إقامتها في اليمن ستكون بعيدة عن الحوثيين، وسيقدم من خلالها الدعم اللوجستي والإنساني، مضيفا أن هناك تصورا واضحا لهذه المنطقة الآمنة وطبيعة دورها والحاجة الماسة إليها. وأضاف الوزير أن المناطق الآمنة ستتيح إمكانية تقديم خدمات لوجستية لدعم المقاتلين ضد الميليشيات الحوثية وتمددها، مع وجود إمكانية للإمداد الغذائي المباشر، وعلاج المصابين، وتوزيع الأدوية، وكل ما تتطلبه حياة المواطنين. "العاصفة" تحقق أهدافها ومن جهته، أكد العميد الركن أحمد عسيري المتحدث الرسمي باسم "عاصفة الحزم" أن العمليات في اليمن مستمرة في تحقيق أهدافها وفق ما هو مخطط لها، مشددًا على استمرار التعاون مع المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، بالإضافة للجنود الشرفاء الذي نأوا بأنفسهم عن الحوثيين لمؤازرتها في التصدي لميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها، مشيرًا إلى أنه اذا استدعت الحاجة لمواجهة تنظيم القاعدة الذي ينشط في المكلا والمناطق الجنوبية فسيتم التدخل واستهدافهم. ضخ النفط يتأثر وفي اتجاه آخر، تأثر ضخ النفط بمحافظة مأرب شرق اليمن، بالعمليات العسكرية الجارية حاليًا بالبلاد، إذ توقفت تماما عمليات ضخ النفط من الحقول بسبب امتلاء صهاريج التخزين، في الوقت الذي تمكنت الصين قبل أيام من تحميل شحنة نفط في ناقلة تابعة لشركة صينية حكومية انطلاقا من ميناء الشحر الواقعة في محافظة حضرموت. رابط الخبر بصحيفة الوئام: اليمن: استعادة قاعدة «العند» وغارات عاصفة الحزم تواصل قصف الحوثيين