استيقظ العالم على أخبار العز والشجاعة العربية بقيادة سعودية. سلمان سل سيفه وانتهى وقت التحاور لأن المشاكس مغيب عقليا ومستند على القوى الفارسية الواهنة. حضر القرار العسكري في اليمن بعد أن طفح الكيل من صولات وجولات إيران في الشام والعراق وأخيرا اليمن وهي في طريقها لابتلاع الدول العربية الواحدة تلو الأخرى لتحقيق التوسع الفارسي الإمبراطوري. * الحلفاء الجدد في عاصفة الحزم جعلوا العالم يقف مشدوها مذهولا من العزيمة الجبارة والشجاعة الباهرة لتلك الأوطان الحليفة التي يتزعمها الخليجيون. ومما يزيد تلك الدهشة تسابق دول العالم في التأييد المنقطع النظير، غير أن التأييد الشعبي العربي كان أهمها وبالأخص تأييد شعوب دول التحالف «العاصفي». لم تشهد العروبة اتفاقا لكثير من شعوبها على امتداد مكوناتها المجتمعية والثقافية مثل ما حصل منذ تحليق أول طائرة مقاتلة في «عاصف الحزم» فجر الخميس إلى هذا اليوم. رأينا التقاء الرأي بين فرقاء الفكر في الوطن الواحد ما بين توجهات تقليدية إلى عصرية، مرورا بالأيدلوجية إلى الثقافية والتنويرية جميعها التقت تحت مظلة التأييد بامتياز. وجدنا النور يشع في الوسط الظلامي وتتلى آيات الرحمن في الفكر المقابل. * كل سر جاوز الاثنين شاع. دول التحالف العشر أسقطت هذه النظرية المسلم بها عند الشعوب العربية وغيرها منذ الأزل. لقد أذهلوا العالم بهذه السرية المتقنة رغم أن الأمر سبقه مشاورات واجتماعات وترتيبات وتنسيقات شاملة وحسابات دقيقة بين عدة دول، ليست واحدة ولا اثنتين بل عشرا بالتمام والكمال. وفي هذا إشارات مهمة جدا. منها المصداقية الراسخة بين تلك الدول، والتفافها على قلب رجل واحد وجدارة المشاركين في رعاية الأمانة في حفظ السر. * في ظل هذا التحرك التاريخي غابت تركيا! فإلى اليوم السادس لم تقدم مشاركة عملية سوى تصريحات بالتأييد ليس إلا. تركيا ذات المقومات الهائلة في المنطقة سجلت موقفا سلبيا في المشهد «العملي» الإقليمي. عاصفة الحزم فرصة ذهبية لتركيا إن أرادت بناء الترابط الاستراتيجي مع الدول العربية. المجتمع العربي الآن ينتظر من إردوغان أفعالا وليس بروباغندا كلامية كالعادة. * الطائفية المقيتة أطلت علينا من خلال عاصفة الحزم. كثير من الوعاظ وبعض الدعاة جعل من المذهبية هي الدافع والهدف الأساسي من هذه الحرب. بينما بيان السعودية ودول الخليج العربي كان واضحا صريحا في توضيح الهدف وهو إعادة الاستقرار في اليمن الشقيقة استجابة لرئيسها الشرعي. وهذا ما أشارت له كلمة الملك سلمان في مؤتمر القمة لتأكيد استبعاد الهدف الطائفي من عاصفة الحزم. وبهذا فإن أصحاب الفكر الطائفي عليهم التوقف عن هذه الإملاءات المذهبية لأنهم يرتكبون خطأ فادحا له عواقبه الوخيمة في المساس بأمن الوطن. * عاصفة الحزم أسفرت عن «قمة العزم». فقد تمخضت القمة – ولأول مرة – عن توافق لإنشاء قوة عربية مشتركة. ومن عاصفة الحزم إلى قمة العزم؛ وبمشيئة الله سنرى عصرا جديدا للأمة العربية يصح أن يطلق عليه «ربيع العزم العربي». رابط الخبر بصحيفة الوئام: أيها العرب..ابتدت تحلى الحياة