تابعت كغيري من سائر أبناء بلادي الأفاضل وبناتها الفضليات، بشغف واهتمام كبيرين، تلك الكلمة الضافية الوافية الشافية الحاسمة المشفقة الصادقة، التي وجهها إلينا جميعا، سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، حفظه الله ورعاه، وأدام توفيقه وتسديده على دروب الخير، يوم الثلاثاء التاسع عشر من جمادى الأولى 1436ه، الموافق للعاشر من مارس 2015م، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد الأمين، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، رئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية، حفظهما الله ورعاهما، وثلة من أصحاب السمو الملكي وأصحاب السمو، بمن فيهم أمراء المناطق، وسماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، وأصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ والقضاة والمعالي الوزراء، ورئيس مجلس الشورى وأعضائه وعضواته، وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين، وجمعا من المواطنين من مختلف التخصصات والمهن. ومنذ ذلك الحين حتى اليوم، تناول كثيرون منا في مختلف وسائل الصحافة والإعلام، مضامين كلمة الوالد القائد بالتحليل، مبدين إعجابهم بشموليتها، وارتياحهم لاهتمامها وتأكيدها على كل ما يهم المواطن والوطن والأمة من شؤون حياتهم ويحقق الخير للجميع، معبرين عن جزيل شكرهم وتقديرهم للقائد الوالد، مؤكدين اعتزازهم به وعرفانهم وامتنانهم لحسن صنيعه، معددين مآثره وواثقين فيما ينتظرهم من خير وفير في ظل قيادته الرشيدة. وصحيح.. كانت تلك الكلمة الضافية، التي اتفق الجميع على أنها وثيقة تاريخية نادرة، وخارطة طريق استثنائية، شاملة جامعة ومعبرة عن كل همومنا وآمالنا وطموحنا، إذ بدأت بالتأكيد على المبادئ الثابتة، والأسس الراسخة التي أقام عليها المؤسس والد الجميع، الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل، القائد الفذ والبطل الهمام، دولته وحدد على أساسها دستورها، لتحقيق رسالتها في الالتزام بالعقيدة الصحيحة وخدمة الحرمين الشريفين، كما أكد الخطاب الملكي الكريم. ثم انتقل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، يحفظه الله، لتأكيد سعيه لتحقيق التنمية الشاملة المتوازنة العادلة، وحرية الرأي وتعزيز الوحدة الوطنية، ومحاربة الفساد، والمحافظة على المال العام، وترسيخ الأمن والاستقرار، ودعم الاقتصاد، وتوفير فرص العمل لكل مقتدر من المواطنين والمواطنات، وتطوير كل ما يهمهم من خدمات صحية وإسكان وتعليم وغيرها، مؤكدا على أهمية دور رجال الأعمال في خدمة وطنهم الذي قدم إليهم الكثير، منوها بما تضطلع به قواتنا العسكرية بكافة تشكيلاتها، من دور مهم في حفظ الأمن وحماية الوطن وحراسة العقيدة، مشيدا بقدراتهم، ومؤكدا اعتزازه بهم وما يبذلونه من جهد صادق لخدمة بلادهم. وبالطبع، لم يكن لقائد همام كالملك سلمان، أن يتحدث دون أن ينوه إلى الجانب السياسي، محليا وإقليميا ودوليا… إلى غير ذلك مما اشتملت عليه تلك الوثيقة التاريخية المهمة من معان سامية وغايات نبيلة. وكما أكدت في بداية حديثي، ويعلم الجميع، أن كثيرين تناولوا مضامين كلمة والدنا المحب لنا، وقائدنا المخلص في خدمتنا، سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسوف يكتب كثيرون بعدي، بل سوف يكتب الجميع حتى ينفد مداد أقلامهم، دون أن يعبروا عن كل ما تجيش به أنفسهم من مضامين تلك الكلمة الضافية، المشحونة بكل ما يتطلعون إليه من آمال، وما يحلمون به من طموح، وما يؤرقهم من هموم، ويؤكدون ما يجدونه من حب وتقدير ووفاء وإخلاص وولاء، لقائدهم الملك سلمان. أما محدثكم، فيود أن يدلف من خلال هذه الوثيقة التاريخية النادرة المهمة، إلى الحديث عن عبقرية هذا القائد الفذ، في هذا الزمن الاستثنائي، وما وهبه الخالق سبحانه وتعالى من صفات قيادية فريدة، أقول بملء الفيه، وبعظيم الشكر والثناء والحمد للمنعم الوهاب جلت قدرته، إنها لم تجتمع اليوم في قائد غير سلمان، الذي نعده أحد أعظم نعم الله علينا، وهي كثيرة تجل عن الوصف والحصر، وتتضح تلك العبقرية الفريدة من خلال هذه الكلمة الشاملة في عدة نقاط، أوجز أهمها في: حرص المليك المفدى يحفظه الله ويرعاه، على حضور هذا الجمع الذي شهد كلمته، بداية من ولي عهده الأمين، ثم ولي ولي عهده، والمفتي وكل ممثلي السلطات التشريعية والتنفيذية، وكبار المسؤولين في كل القطاعات المدنية والعسكرية، وجمعا من المواطنين من مختلف المهن والتخصصات، كما أكدت في بداية حديثي، ليشهد الجميع ويدرك رؤية المليك وأهدافه وطموحه لخدمة مواطنيه من جهة، وليشهد ممثلو المواطنين الذين حضروا الكلمة على حقوقهم على المسؤولين، التي أكد عليها المليك المفدى ووجههم بالاضطلاع بها وضمانها للمواطنين. تلاوة آيات من الذكر الحكيم قبل بداية الخطاب الملكي الكريم، وهذا تقليد سعودي بامتياز، كما نعرف جميعا، تأكيدا على الإيمان بالله والإنابة إليه، والثقة في نصره، والشكر لأنعمه وآلائه علينا، والاعتراف بأن مرد كل شيء إليه سبحانه وتعالى، فمنه الهداية وبه التوفيق. استهلال المليك المفدى خطابه الكريم باسم الله الرحمن الرحيم، لا باسم الشعب أو اسم الأمة أو اسم الثورة، كما درج بعض الزعماء هداهم الله، ثم حمد الله والثناء عليه لما أنعم به علينا، والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وأصحابه أجمعين. تأكيد حبه لمواطنيه وإخلاصه لهم وحرصه على خدمتهم، ثم الانتقال مباشرة إلى ما يحلم به من غد واعد مشرق مزدهر من أجلهم، يدفعه إليه حبه الفياض لهم، وحرصه على خدمتهم وراحتهم ورفاهيتهم. الاعتراف بالفضل لمن سبقوه في خدمة الوطن والمواطن وترسيخ دعائمه، بداية من المؤسس والد الجميع، الملك عبد العزيز آل سعود ورجاله الأوفياء من آبائنا وأجدادنا، ثم من تعاقبوا على تحمل المسؤولية من أبنائه الكرام البررة، رحمهم الله. وقطعا، لم يكن المليك ينسى هنا أن يذكرنا بفضل الله علينا، وما شرفنا به من أعظم نعمة على وجه الأرض، تتمثل في خدمة الحرمين الشريفين والاضطلاع بواجبنا تجاه قاصديهما من حجاج ومعتمرين وزوار. رابط الخبر بصحيفة الوئام: عهد الملك سلمان.. سحائب الخير الهتان في كل مكان