مهما حاول أحد تخريب العلاقات الكويتية السعودية فإن محاولته ستنتهي إلى بوار وإلى فشل، وسيصبح كمن يغرّد خارج السرب وخاصة من الطائفيين الذين فضلوا مصالح طائفية ضيقة على مصالح الأمة وعلى المحنة التي تمر بها مملكة البحرين الشقيقة ليكشف لنا ذلك الكثير من المواقف والأقنعة لمروجي الفتنة، وخاصة من النواب الذين رفع أحدهم صوته وطالب زملائه النواب بالرحيل للسعودية على نفقته الشخصية، طالما أنهم من مؤيدي ذهاب درع الجزيرة للبحرين. الكاتب عبد اللطيف العميري في صحيفة الأنباء الكويتية، أكد في مقاله أن هؤلاء انكشفوا على حقيقتهم وظهرت نواياهم المبطنة وأفكارهم المشوشة، وقال “الهجوم الذي تعرضت له المملكة العربية السعودية وقيادتها من بعض أعضاء مجلس الأمة ذوي التوجه الطائفي المقيت، هو تصرف مستهجن ومرفوض من غالبية أبناء الشعب الكويتي على اختلافهم، سنّة وشيعة”. وأكد العميري أن المملكة العربية السعودية كانت وستظل الشقيقة الكبرى للكويت، وهي أرض الحرمين لأنها الدولة التي فتحت أراضيها وسخّرت جميع مقدراتها لتحرير الكويت من الغزو الصدامي الغاشم، ولا ينكر فضل المملكة إلا جاحد وحاقد وأعمى البصيرة. وأوضح أن التطاول على المملكة من بعض النواب والأجهزة الإعلامية المملوكة لبعض الطائفيين الذين يغذون الفتنة ويذكون نارها، أنه ردة فعل على هجوم بعض النواب والسياسيين على إيران في مهرجان نصرة البحرين الذي نظمه تجمع ثوابت الأمة السبت الماضي، وقال “هو تطاول مرفوض وما كان لأمثال هؤلاء أن يتجرأوا بمثل هذا الفعل لولا الدعم الحكومي والتحالف المصلحي معها على حساب أمن الوطن واستقراره”. وأكد أن التخاذل الحكومي الكويتي والخنوع تجاه هؤلاء المتطرفين الطائفيين هو الذي شجعهم على مثل هذه الأفعال، وقد تمثل ذلك بصورة فاضحة وصارخة عندما قامت الحكومة بسحب جميع القضايا المرفوعة على جميع وسائل الإعلام المقروءة والمرئية وكأنها تقول لهم: افعلوا ما شئتم واشتموا وعرّضوا مصالح الدولة للخطر ومزقوا علاقاتنا الأخوية مع دول مجلس التعاون، فالحكومة لكم ستر وغطاء لجميع هذه التصرفات المشينة. وقال “إن الخدعة التي قامت بها الحكومة بإحالة صحيفة وقناة فضائية للنيابة لا تنطلي على أحد، فهي بمنزلة ابر مخدرة مؤقتة حتى يتم امتصاص الغضب الشعبي ثم تأتي الحكومة المترهلة وتسحب القضايا فيما بعد وكأن شيئا لم يكن”. وختم العميري قائلاً “إن الرسالة التي نوجهها لأهلنا في المملكة وقيادتها هي أن غالبية الشعب الكويتي ترفض وتستنكر بشدة أي مساس أو تطاول على المملكة وقيادتها، وإن هذه الأفعال وإن صدرت من بعض المتطرفين الطائفيين فهي لا تمثل إلا آراءهم الشاذة وأفكارهم المريضة، وإن الشعب الكويتي منها براء، فعذرا للسعودية وعذرا لخادم الحرمين لما بدر من السفهاء منا.. وستظل المملكة العربية السعودية رمزا للوفاء والنخوة والشهامة والكرامة، وستبقى السعودية سماء صافية لا يكدرها نعيق الحاقدين وصياح المتطرفين”.