التمثيل الدبلوماسي بين الدول وافتتاح سفارات وقنصليات في العواصم المختلفة محكوم بقواعد واتفاقيات دولية لا تخضع لمزاج اي عاصمة او ظروفها الداخلية ومدى التوترات التى تعيشها وبالتالي لا بد من مراعاة سلامة المقار الاجنبية وكذلك الدبلوماسيين .واي حكومة رشيدة تعرف ذلك وتدرك ضرورة هذه القواعد ومنع اي شغب او هجوم او إتلاف للبعثات لان هكذا تصرفات تتعارض تماما مع الاعراف والاتفاقيات المرعية وتؤدي الى تدهور العلاقات بين البلدان . ونحسب أن القواعد السابقة تنطبق على وضع المقار الدبلوماسية السعودية فى ايران والمطلوب من طهران حمايتها من أي اعتداء او تصرفات تؤذي الدبلوماسيين او تقود الى تخريب المقار وهو ما شددت عليه الخارجية السعودية على لسان نائب وزير الخارجية الامير تركى بن محمد والذى اشار الى ان المملكة سوف تسحب دبلوماسييها من طهران اذا لم تحسن السلطات هناك حمايتهم وتوفر الظروف الملائمة لهم لأداء واجباتهم وجاء التحذير السعودي على خلفية إطلاق طلاب قنابل مولوتوف على السفارة فى طهران دون ان يتخذ الامن الايرانى الإجراءات اللازمة لمنع ذلك مما يشير إلى تواطؤ السلطات هناك وعدم التزامها بقواعد حماية المقار. إن التصريحات التي تطلقها الخارجية الايرانية وادعاءاتها بالعمل على حماية المقار والبعثات ومواطنى الدول الأخرى باتت محل شك كبير الآن لأن الاقوال لا تتطابق مع الأفعال وهو امر مرفوض والدليل على تناقض الأقوال مع الأفعال تحركات متطرفين إيرانيين ومحاولتهم التدخل فى الشؤون الداخلية لدول الخليج وهو ما اتضح فى البحرين والكويت والمؤامرات التى تتعرضان لها من النظام الحاكم فى ايران وآخر هذه التصرفات العدوانية ما نقلته الوكالات امس عن توجه طلاب ايرانيين على قوارب فى محاولة بائسة للتسلل الى البحرين لإشعال الفتن والدسائس ومثل هذا السلوك يقود الى السؤال عن مدى صدقية طهران فى ترديدها لشعارات حسن الجوار؟ وكيف تدعو الى علاقات طيبة وحسنة بين الدول الاسلامية وهى ترعى مجاميع الغوغاء والمشاغبين وتوجههم لتنفيذ مخططات مشبوهة لا تخفى على احد. لقد آن الاوان للنظام الايرانى ان ينتبه الى تصرفاته وان يعلم ان من بيته من زجاج فعليه الا يقذف بيوت الاخرين بالحجارة كما ان محاولاته الخبيثة لضرب الاستقرار الخليجي ستبوء بالفشل الذريع لتماسك هذه الشعوب مع قياداتها وعليه ان ينتبه لمعالجة مشاكله وأزماته الداخلية فهذا اجدى له .