دوت أصوات الدفاعات الجوية وانفجارات في أنحاء طرابلس، فجر الأحد، بعد ساعات من بدء التحالف الغربية عملية “فجر أوديسا” لشل قوات الزعيم الليبي، معمر القذافي، في عملية قالت الحكومة الليبية إنها أودت بحياة 48 شخصاً بينهم نساء وأطفال وجرح 150 آخرين. وأشار شهود عيان في طرابلس، رفضوا كشف هوياتهم، إلى سماع دوي انفجارات وإطلاق متواصل للنار من جهة مطار “ميتغا” ولم يتضح إذا ما كان المطار يستخدم كمنشأة عسكرية.ونفى الشهود سماعهم لأزيز طائرات تحلق قبيل وقوع الانفجارات. وقال شهود عيان آخرون إنه بعد قليل من بدء العملية العسكرية تجمع قرابة ألف شخص قرب قصر القذافي طرابلس وأطلقوا الطلقات النارية ورددوا الهتافات المؤيدة للعقيد. وكانت سفن حربية وغواصات وطائرات أمريكية وبريطانية، وتحت غطاء الأممالمتحدة، قد دكت مواقع الجيش الليبي بأكثر من 110 من صواريخ “توماهوك”، في المرحلة الأولى من العملية التي تشمل فرض منطقة حظر طيران. وقال الأدميرال ويليام غورتني، في موجز صحفي في وزارة الدفاع الأمريكية، بنتاغون، إن صواريخ توماهوك استهدفت أكثر من 20 هدفاً للجيش اللايبي تتضمن الدفاعات الجوية والصاروخية ومنشآت اتصالات. وكانت طائرات عسكرية فرنسية قد دشنت “فجر أوديسا” بأستهداف مركبة عسكرية تابعة للجيش الليبي، في أول مرحلة من العملية التي تتضمن فرض منطقة “حظر طيران.” وقال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إن سلاح الطيران الملكي نشر مقاتلات “تورنادو GR4 السريعة، التي قامت نفذت رحلتي ذهاب وإياب من أمريكا للمملكة المتحدة قطعت خلالها 3 آلاف ميل في أطور مهمة قصف ينفذها سلاح الجو البريطاني منذ حرب الفولكلاند (1982).” وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، وأثناء زيارة رسمية إلى البرازيل، قد أعطى الضوء الأخضر لانطلاق عملية “فجر أوديسا” التي تزامنت مع الذكرى الثامنة لحرب العراق عام 2003. ويتوقع مسؤولون عسكريون أمريكيون تسليم قيادة عملية “فجر أوديسا” التي تشارك فيها قوات عربية وغربية، إلى “قوات التحالف” خلال الأيام القليلة المقبلة. وفي طرابلس، ندد متحدث باسم الحكومة الليبية بالقصف الجوي الغربي لبلاده، واصفاً إياه ب”العمل البربري”، وقال إنه بدلاً من إرسال مراقبين دوليين للتأكد من وقف إطلاق النار، فقد اختار التحالف الدولي العمل العسكري، وتابع أن القصف الجوي الذي استهدف عدة مواقع في طرابلس ومصراتة، قد سبب “ألماً حقيقياً” للمدنيين، دون أن يكشف ما إذا كان القصف قد أدى إلى سقوط ضحايا وتابع المتحدث في تصريحات بثها التلفزيون الليبي الرسمي، بقوله: “إنني حزين ومستاء جداً، لأن بلادي تواجه هجوماً مسلحاً بربرياً”، إلا أنه أضاف قائلاً: “هذه الأعمال العسكرية لن تضعف من عزيمتنا.”