أصيب أكثر من 40 فلسطينياً برصاص الشرطة الاسرائيلية في معركة الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك في وجه المستوطنين الذين حاولوا اقتحامه بالتزامن مع ذكرى اقتحامه في مثل هذا اليوم من العام 2000، ما أدى الى اندلاع انتفاضة الأقصى. كما أصيب 13 من أفراد الشرطة الاسرائيلية التي اعتقلت عدداً من الفلسطينيين أثناء المواجهات.ورداً على تصدي مئات المسلمين والمسيحيين الفلسطينيين في القدسالمحتلة للمستوطنين ورجال الشرطة الاسرائيلية المدججين بالسلاح، أغلقت الشرطة الحرم القدسي أمام المصلين المسلمين واليهود بعد المواجهات الدامية التي أعقبت محاولة مجموعة من اليهود اقتحام المسجد. وانتقلت المواجهات الى شوارع مدينة القدسالمحتلة بعدما زجت الشرطة بقوات معززة في البلدة القديمة ومحيط الحرم القدسي. وقال الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد إنه تقرر إغلاق الحرم القدسي «أمام المصلين المسلمين واليهود بعد أعمال شغب نفذها نحو 150 فلسطينياً». وأضاف أن «الفلسطينيين رشقوا قوات الشرطة بالحجارة» من داخل الحرم، فيما «ردت القوات بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق المشاغبين، وأصيب شرطيان بجروح طفيفة». وتابع أن المواجهات امتدت إلى الحي الإسلامي وعدد من بوابات القدس، ونشر قوات كبيرة في البلدة القديمة، واعتقل 8 فلسطينيين، و«الهدوء يسود البلدة القديمة الآن، والمواجهات توقفت بعد التعزيزات الكبيرة، خصوصاً في الحي الإسلامي». من جهته، احتج النائب عن حزب «الوحدة الوطنية» المتطرف أوري أريئيل على إغلاق الحرم، وقال لإذاعة الجيش إن «على الشرطة السماح لأبناء جميع الديانات بالصلاة»، مشيراً إلى أن «لديها قوات كافية لفرض النظام والسماح لليهود بالصعود (إلى الحرم)، خصوصاً عشية يوم الغفران» الذي يحل اليوم، وهو أحد أقدس الأعياد لدى اليهود. وأفادت مصادر فلسطينية طبية ومحلية أن عشرات المحتجين أصيبوا في المواجهات التي اندلعت بين مئات المواطنين والقوات الإسرائيلية في ساحات المسجد الأقصى وقرب بواباته أثناء صدّ محاولة جماعات يهودية متشددة اقتحام باحاته. وأوضحت إذاعات محلية أن نحو 150 يهودياً متشدداً حاولوا الدخول لساحات المسجد، وتصدى لهم مصلون فلسطينيون رابطوا منذ ساعات الفجر في المكان استجابة لدعوات وجهها رجال دين مسلمون. وقال خطيب المسجد الأقصى، رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري إن المسلمين المرابطين في المسجد أفشلوا محاولة اليهود المتطرفين اقتحام المسجد، مشيراً إلى أن القوات الإسرائيلية قامت إثر ذلك بإطلاق النار والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى وقوع الإصابات. وكانت القوات الاسرائيلية أغلقت أمس البلدة القديمة من مدينة القدس بالكامل، إلى جانب إغلاق محاور الطرق المؤدية إلى أحياء المدينةالمحتلة، مثل حي الثوري وبلدة سلوان ورأس العامود. من جهته، قال مسؤول «وحدة القدس» في حركة «فتح» وزير شؤون القدس السابق حاتم عبدالقادر إن المئات من المقدسيين تجمعوا صباح أمس أمام بوابات المسجد الأقصى لمنع أي اقتحام للمسجد الأقصى. وأضاف أن «القدس خط أحمر على أجندة الفلسطينيين، وإن كانت إسرائيل تعتقد أنها تستطيع أن تجبر الفلسطينيين بقبول حل وسط بما يتعلق بمدينة القدسالمحتلة، فهي مخطئة».