قد تستغربون من العنوان، لكن الحقيقة أنه موجود وبحماية القانون والدين الجديد، الذي يسهِّل كل طريق للسعادة الذكورية، ويلغي أي قيمة للمرأة، فيطلب عشيقة أو صديقة بمسمى زوجة، لكن سرية لا يعرف عنها أحد شيئا، إضافة إلى زوجته الرسمية التي تزوجها على رؤوس الأشهاد وأنجب منها الأبناء والبنات، وبموافقة عائلته، وعندما يَمَلُّ من روتين الحياة اليومية ويسمع تشجيع الأصدقاء المقربين وقصصهم الدونجوانية، يقرر أن يجرب المغامرات الشقية وقصص الحب والغرام، فلا يلجأ إلى الزواج الشرعي المعروف في القرآن، ولا يُشهِر زوجته الجديدة عند زوجته وأبنائه وعائلته، ولا يريد أن تعرف زوجته ويتحمّل بيتين وزوجتين وأطفالا، بل يريد زوجة للفراش والاستئناس بها نهاية الأسبوع، أو ساعات النهار، ويريد أن يجرب العشق الممنوع الذي يكون في الخفاء أطعمَ وألذَّ. وبلا مسؤوليات ولا توابع، فيبحث عادة عن أرملة أو مطلقة أو حتى عانسٍ طاف عليها قطار الزواج وأقبلت على سن اليأس وتشيل نفسها ببيت ملك وتكون موظفة لكي يحل ضيفا عليها، أو تكون كبيرة في السن فيأخذها نهاية الأسبوع للفندق، ويقنع نفسه والمجتمع بأنه بنية الستر والسعي على المطلقات والأرامل والكبيرات، وهو أعلم بما في نفسه والله أعلم، ثم يقولون إنهم يخدمون المرأة بتلك الزيجات المؤقتة؛ كأن المرأة تريد فقط فراشا بساعة من نهار مع هدية أو عشاء بمطعم! وعندما تستمع لهم تكتشف من خلال كلامهم أن كل النساء ذوات ظروف ومطلقات ويراعين أهلهن. ولا توجد زوجة طبيعية تريد أن تستقر وتريد زواجا كاملا وبيتا، وزوجا يرعاها وينفق عليها، تمشي بجانبه في أي مكان بكل ثقة لا تخاف، زوجا ليس للمتعة بل شريك حياة، زوجا يبني حياة دائمة مستقرة ويبات عندها تأكل معه وتنجب الأبناء، أو تسمع الكثير من الأعذار التي جمعها المؤيديون يُلجِمون بها أي مختلِف معهم، ووضعوها شعارات حتى إن بعض الدعاة يؤيدونها، ويكررون أن النساء كثيرات والمحتاجات للزواج كثيرات، فيضعف السامع ويقول: أنا لها، متناسين مشاعر الزوجات وشريكات حياتهم كأنهن خارج أمهات الأعذار، فلا يهمّ عندهم الزواج بأخرى لأن المرأة محتاجة لزوج يستر عليها، فيقومون بالواجب وهدم بيوتهم وخلخلتها. ولأن الأمر صُرِّح به دينيا، استفاد منه حتى المراهقين والطلبة الصغار فيتزوجون الكبيرات من دون علم أهلهم، وكم سمعنا من قصص عن جدات في الخمسين يتزوجن طلبة بالجامعة! يستمتعن بما بقي لهن من شباب مع أزواج بعمر أبنائهن. وهذه الزيجات مُحدَثة، وكل مُحدَثةٍ بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. وقد يكون الرجل مُبيِّتا النية بأنها زوجة مؤقّتة للمتعة ويقنع نفسه بأنه إذا ارتاح معها فسيضمّها إلى العائلة أو يطلقها بعد الاستمتاع بيوم أو أسبوع أو شهر أو أكثر، ثم يختفي ويرسل ورقة الطلاق بلا تبعات ولا مشاكل وبسترٍ، ثم يبحث عن بنت هوى جديدة. وكل واحدة يتقدم إليها يقول لها ولأهلها بأنه مظلوم وأن زوجته مقصّرة مهملة لا تعرف العواطف ولا تعرف الجنس، أو يقول عذرا سخيفا بأنه لا يوجد بينهم حوار! كأنه بلا عيوب أو ملاك من السماء لا يخطئ وكامل الرجولة وكريم ومحاوِر ممتازٌ ومَرِحٌ ويدلِّل ورومانسي! ولكن، لأن القانون معه والدين هيّأ المجتمع من أجله وسعادته، فهو يتزوج زيجات سريعة، واضحٌ القصد منها، فيبدأ بإهمال زوجته وأم أولاده والتقصير معها بالعطف والحنان والدلال، فتعيش في قلق ورعب، وخوف من أن زوجها أخلّ بالعلاقة الزوجية وتوجد امرأة في حياته، ولا تَجِدُ منه إلا الإنكار ومحاولة إخفاء النزوة فتتحمل عصبيته وغضبه ونفسيته ومزاجه المتقلب، ومكالماته المخفاة وانشغال فكره بامرأة أخرى، وما أسوأه من شعور! وعندما تدخل أطراف أخرى عش الزوجية، حينها يكون شرخ في الحياة الزوجية لن يرجع مثل السابق، فالزواج الطبيعي الفطري بين اثنين ولا يحتمل أي أطراف أخرى غير طبيعية. ومع أن المستفيد الأول هو الرجل الذي يدّعي أنه يتزوج عشيقة من أجل الستر عليها ولأنها مسكينة متعلقة بأبويها العجوزين، أو أي عذر من الأعذار، فإن ذلك لم يتمّ إلا بمساعدة المرأة، فلا يهمّ أن تتزوج في سرية لتستمتع بالدلال والتغيير والهدايا في سبيل هدم بيت زوجة غافلة، مكافحة تحاول أن تصون بيتها، فالأولى للخدمة والأبناء وهي للمتعة والروقان، فالمرأة رخّصت نفسها وساعدت على أن تعيش بلا حقوق وظلم غيرها. ومع ذلك، هناك ضحايا لتلك الزيجات وغالبا الضحية هم النساء. فالزوجه الأولى ضحية مسكينة، تُحاك في بيتها المؤمرات عن طريق شريك حياتها وحبيبها. والزوجة الخفيّة المؤقتة ضحيّة، تظن أنها ستُسعد الرجل وتعوّض النقص ويطلق عليها اسم زوجة. لكن، لا تكتشف ذلك إلا بعد أسابيع من الزواج بعد المتعة والوناسة والهدايا، وبعد أن قضى الزوج وطرة يقلّل الزيارات، فيطلّقها غير مأسوف عليها، فكيف تثق بزوج يقهر ويكسر قلب زوجته ويتزوج غيرها، فتبدأ سلسلة التنقل بين الأزواج وتجربة زواج جديدة، علّها تجد زوجا حقيقيا. لكن بعض النزوات – ومع كل الحرص من ناحية الرجل – تحمل الزوجة الجديدة وتطالب بالمبيت والعدل، فيضطر مُكرَها إلى أن يُخبِر زوجته الأولى بأن شكَّها في محله ويصدمها بأن في حياته امرأة أخرى، وعنده أبناء، بعد أن كانت تتمنى أن ما تشعر به أوهام. إن المرأة أحيانا تريد الزوج المُعَدِّد؛ لظروف فعلا، تريد زيجة واضحة وصريحة مُعترَفا بها عند أهله وحمولته، تريد زوجا يبيت في يومها ويعدل، ينفق عليها، ويدخل بيتها، زوجا حقيقيا تعيش معه زوجة رسمية لا تخاف معه من الزمان، زوجا رجلا مثل الرجال السابقين، الذين يعدِّدون بغرض الزواج المستمر الصريح. لماذا لا تُوضَع قوانين جديدة لحماية الحياة الزوجية وضمان استقرارها واستمراريتها. لماذا لا يُكتَب عند العقد عدد زوجات الرجل، وهذه الزوجة هي الأولى أو الثانية، ولأنه وجد رجالا يتزوجون وينكرون أن تكون لهم زيجات سابقة. لماذا لا يُشترَط معرفة الزوجة الأولى بالزواج، فهي المعنيّة بمعرفة دخول أطراف أخرى حياتها الزوجية، ولا تكون آخر من يعلم، وبعدها تُقرِّر مصيرها، وستنتهي الزيجات المؤقتة وسيحلّ محلها الزواج الشرعي المعلَن، فيفتح الرجل بيتا آخر واضحا وصريحا لا تُستَغلُّ فيه ظروف النساء، ويعدل بين الزوجات وينفق عليهن ويبيت عند كل واحدة يوما مثل زواج المسلمين، ولضمان ديمومة الزواج وليس نزوة تنتهي بنهاية المتعة. رابط الخبر بصحيفة الوئام: مطلوب عشيقة شرعية