تنهض في كواليس الحياة العديد من القصص عن بعض الرجال الذين يتخذون من الزواج هواية، إذ تجدهم يرتبطون بامرأة وينفصلون منها وبعدها يبحثون عن أخرى، ولكأنما المرأة قطعة أثاث يلهون بها، قصص كثيرة حدثت لنساء في المدينةالمنورة من قبل رجال في صورة ذئاب درجوا على خداع النساء بالحياة الرومانسية ولكن بعد أن تقع الفأس على الرأس يظهرون على حقيقتهم. من هذه القصص المأساوية حكاية إزدهار التي لم تكن تدري أنها سوف تكون شريكة لرجل مزواج، همه الوحيد في الحياة الزواج والطلاق بعد أن يتحجج بمائة حجة، ويبدو أن سيناريو إزدهار تعاني منه نساء كثيرات يجدن أنفسهن في قبضة رجل مزواج، ولا يحمل ذرة من المسؤولية الاجتماعية. تقول إزدهار عن زواجها من شاب ادعى حينما تقدم لخطبتها أنه لم يتزوج من قبل، ولكنها فوجئت بعد أن وقفع الفأس على الرأس أن شريكها سبق وأن ارتبط بنسوة كثيرات خارج المملكة، إذ أنها اكتشفت هذه الأمور بعدما تعرفت على إمرأة من جنسية عربية بالصدفة، وفي سياق الحديث أبلغتها المرأة أن زوجها كان مرتبطا بإحدى صديقاتها وأنها لديها ما يثبت قولها. تقول إزدهار: قررت في حينه مصارحته بذلك بعد أن قمت بمكالم تلك المرأة التي كان زوجي مرتبطا بها ودهشت عندما أبلغتني أن زوجي عاش معها لمدة خمس سنوات ولكنه لم يوثق زواجه بها لعدم استطاعته الحصول على تصريح زواج من أجنبية، وعندما صارحته بذلك أنكر بشدة معرفته بها، وبعد أن واجهته بصوره معها اعترف وقال لي «إن زواجه منها كان مجرد طيش شبابي وإنه نادم على ذلك». وتواصل إزدهار بقولها «وقتها قررت أن أبحث وراءه لمعرفة المزيد من خباباه وعلاقاته المتعددة، واكتشفت أنه تزوج قبلي بأكثر من واحدة وكلهن غير سعوديات لأنه كان دائم السفر من بلد إلى آخر، وعندما علم بأني اكتشفت أمره، قام بضربي ثم طلقني بعد أن سلبني صحتي وأتعب نفسيتي وبعد أن اكتشفت أنه كان يصفني لصديقاته وزوجاته اللاتي تزوجهن زواجا عرفيا. وفي نفس السياق تسرد هوازن قصتها مع طليقها المضيف الجوي، فتقول: تزوجت من مضيف جوي وأفهمني بأني المرأة الوحيدة في حياته، كما أبلغني أنه قرر أن يتزوج بعد أن تجاوز الأربعين من عمره، وافقت عليه بعد عدة محاولات منه للزواج بي، وبعد أن تزوجته اكتشفت أنه إنسان مريض بحب النساء، وأنه تزوج أكثر من ثلاث مرات زواجا عرفيا، ولم أنتظر فواجهته بالأمر، فأنكر وقمت بسؤال والدته فأجابت أن ابنها كان متزوجا من قبل ولكنه تركها لأن الزواج لم يكن رسميا، فيما أباح لي والده أنه تزوج من أخرى وطلقها بنفس الطريقة، وعندما واجهته بالأمر أنكر الموضوع وامتدت يده نحوي وحدث الانفصال بيننا. من جانب آخر يتحدث فهد راشد أنه سبق وأن تزوج عرفيا عدة مرات حينما كان يعمل مضيفا، وقال عن ذلك «تزوجت عدة مرات عرفيا وذلك أيام الشباب وكانت بجهل مني، وكان الزواج يعرض علينا دون عناء، وكانت فرصة لنا أن نتزوج خاصة وأن الزواج العرفي لم يكن يكلف مبالغ كثيرة، وعندما تزوجت أخبرت زوجتي بكل ماضي وتقبلت الأمر على مضض ومع مرور السنين نسيت الماضي بأكمله». أما هاني فقد طلق زوجته بعد عام واحد من الزواج المكلل بالعذاب والإهانة يقول هاني «تزوجت بامرأة جميلة ولكني اكتشفت أن ذكاءها الحاد وبحثها عن أخطائي أحد أهم الأسباب التي جعلتني أنفر منها، لأنها دائمة الشك بي والسؤال عني، وازداد شكها عندما علمت أنني سبق وأن تزوجت بأكثر من امرأة زواجا عرفيا خارج المملكة، وبطريقة ما عرفت زوجتي سيناريوهات زيجاتي السابقة واشتعلت المشكلات بيننا وحدث الطلاق في النهاية». ويتحدث أبو مصعب عن مثل هؤلاء الأزواج فيقول «لدي صديق مزواج، وللأسف الشديد فإن أهله كانوا يساعدونه على ذلك ولا يردعونه عن التهور واللعب بقلوب النساء، وكانوا يبررون موقف ابنهم أنه رجل ولا يعيبه شيء متجاهلين الآثار النفسية والصحية التي تسبب فيها ابنهم للنساء اللاتي ارتبط بهن». وفي موازاة ذلك تقول الأخصائية الاجتماعية رجاء محمد «هناك رجال يستغلون الزواج ويجعلونه متعة لا استقرارا، لذلك ينصبون شباكهم حول النساء والفتيات وخداعهن بالحب والزواج وأنه سوف يجعلها تعيش في برج من الألماس والعاج وحياة لا مثيل لها، وبعد أن يرتبط يبدأ عندها بافتعال المشكلات معها والخروج من المنزل وربما السفر لإرضاء نزواته». من جهته أوضح الدكتور غازي المطيري أستاذ كرسي الأمير نايف لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالجامعة الإسلامية أن الإسلام عزز دور الزواج التقليدي وحرم أي تلاعب في ذلك، وأضاف أن المسميات الجديدة التي يطلقها البعض على ما يعتقدون أنه زواج لا تمت لفضيلة الزواج الحقيقية التي أراد الاسلام منها الحفاظ على الأسرة وأن تكون داعما قويا للمجتمع، كما أن مثل هذه الزواجات تولد إشكاليات اجتماعية كبيرة، ومن المعلوم أن الزواج الذي شرعه الإسلام يحفاظ على كيان الأسرة وحقوقها الاجتماعية والإنسانية وأيضا يساعد على ترابطها ويحفاظ على حقوق الجميع في الميراث، مطالبا كل من يعمل مثل هذه الزيجات أن يتقوا الله ويسعوا إلى الزواج الحقيقي الذي به الفضيلة والستر. سقوط الأقنعة أكدت الأخصائية الأجتماعية رجاء محمد أنه يجب على ولي المرأة أو الفتاة أن يسأل عن المتقدم لخطبتها جيدا قبل الإقدام على الموافقة لأن أمثال هؤلاء الرجال صعب اكتشافهم بسهولة لأنهم يتقمصون شخصيات متعددة داخل المجتمع ولكنهم لا يستمرون على شخصية واضحة لأنهم بعد أخذ ما يريدون تسقط أقنعتهم تدريجيا دون أن يشعروا بذلك ليظهر الوجه الحقيقي لهم.