قال مسؤول بوكالة الارصاد الجوية اليابانية, ان رياحا فوق محطة للطاقة النووية في اليابان اصيبت باضرار في الزلزال, تتحرك ببطء في اتجاه نحو الجنوب الغرب يشمل العاصمة طوكيو لكنها ستتحول باتجاه الغرب في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء. واضاف المسؤول الذي يعمل بفرع الوكالة في مقاطعة فوكوشيما, حيث توجد ثلاثة مفاعلات نووية تعاني مشاكل, ان الرياح تتحرك بسرعة تبلغ حوالي مترين الى 3 أمتار في الثانية. وفي وقت سابق حذر رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان من ان مستويات الاشعاع اصبحت مرتفعة حول محطة الطاقة النووية بعد انفجارين في مفاعلين.. مضيفا ان خطر تسرب اشعاعي أعلى يتزايد أعلنت الشرطة اليابانية اليوم الثلاثاء , ان الحصيلة الرسمية للزلزال الذي ضرب الجمعة شمال شرق البلاد ارتفعت على اكثر من 2400 قتيل, واحصت الشرطة 2414 قتيلا مؤكدا و3118 مفقودا و1885 جريحا. واعلن قائد شرطة مقاطعة مياجي وهي احدى المقاطعات الاكثر تضررا، انه متأكد من ان عدد القتلى سوف يتخطى العشرة الاف. هيمن كابوس التلوث النووي على اليابان امس مع انفجار ثان للهيدروجين في احد مفاعلات مجمع فوكوشيما النووي الستة ما ترك قضبان الوقود في المفاعل الذي تضرر بفعل الزلزال مكشوفة تماما ما تركها عرضة لحدوث تلوث نووي. فيما اعادت امواج البحر 2000 جثة الى الشواطىء وسط تقدير اعداد ضحايا المد البحري (تسونامي) بنحو 10 الآلاف للآن ، في الوقت الذي اعربت واشنطن عن تضامنها مع طوكيو وعبرت باريس عن مخاوفها من حدوث انصهار نووي وشيك ، وبدأت عدة دول اما التحقق من امن مفاعلاتها النووية او علقت الترخيص لمحطات جديدة. واكدت شركة طوكيو الكتريك باور المشغلة التي تدير محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية ان قضبان الوقود النووي في المفاعل الذي تضرر من الزلزال مكشوفة تماما. وافادت ان انفجارا وقع في المفاعل رقم 2 حيث انخفضت مستويات المياه في المبرد حول قلب المفاعل ، ولم تستبعد احتمال انصهار قضبان الوقود نظرا لارتفاع ردة حرارتها دون وسائل تبريد. وتعطلت انظمة التبريد الواحد تلو الاخر في ثلاثة من المفاعلات الستة في المحطة التي شيدت في السبعينات. وبعد عدة عمليات تهدف الى وقف عملية انصهار في بدايتها ، وقع انفجاران ناتجان عن بخار الهيدروجين السبت وامس الاثنين على مستوى المبنيين اللذين يؤويان المفاعلين الاول والثالث من المحطة. وادى الانفجار في المبنى الثالث صباح امس الى تحطيم سطح المبنى غير ان حجرة الاحتواء التي تؤوي المفاعل تمكنت من المقاومة. واعلن وزير الاستراتيجية الوطنية كويشيرو انه “ليس هناك اي احتمال اطلاقا بوقوع حادث من نوع كارثة تشرنوبيل” الذي وقع في اوكرانيا عام 1986 ، مستندا في ذلك الى خبراء في وكالة السلامة النووية. وتعطلت الطرق والسكك الحديدية والكهرباء والموانيء في معظم انحاء شمال شرق اليابان وقفزت تقديرات الخسائر الى نحو 170 مليار دولار. ومشط عمال الانقاذ المنطقة التي اجتاحتها أمواج المد الى الشمال من طوكيو بحثا عن ناجين وكافحوا للاعتناء بالملايين الذين انقطع عنهم التيار الكهربائي والمياه فيما وصفها رئيس الوزراء ناوتو كان بأنها أسوأ أزمة تمر بها البلاد منذ الحرب العالمية الثانية. وقدرت حصيلة حكومية مقتل 10 الاف شخص في الزلزال الذي بلغت قوته 8,9 درجة وأمواج المد التي تبعته. وذكرت وكالة كيودو للانباء امس أنه تم العثور على 2000 في بلدتين ساحليتين فقط. من ناحية أخرى قال مسؤولون ان الجدران السميكة المحيطة بالقلب المشع في المفاعلات المتضررة في المحطة النووية سليمة فيما يبدو بعد انفجار الهيدروجين وهو الثاني الذي يحدث هناك منذ السبت الماضي. ويتمثل الخوف الاكبر في تسرب اشعاعي كبير من المجمع في فوكوشيما على بعد 240 كيلومترا شمالي طوكيو حيث يسعى المهندسون جاهدين منذ بداية الاسبوع لمنع انصهار قضبان الوقود في ثلاثة مفاعلات. وقالت الحكومة ان قلب المفاعل رقم 3 سليم بعد الانفجار لكنها نبهت من لايزالون داخل منطقة الاجلاء ونطاقها 20 كيلومترا الى التزام منازلهم. وقالت شركة طوكيو الكتريك باور التي تدير المحطة ان 11 شخصا أصيبوا في الانفجار. واجلي 80 الف شخص من المنطقة لينضموا الى اكثر من 450 ألفا اخرين أجلوا من المناطق التي تضررت من الزلزال وامواج المد بشمال شرق البلاد. وابتعدت السفن والطائرات الحربية الامريكية التي تساعد في جهود الاغاثة عن الساحل مؤقتا بسبب الاشعاع منخفض المستوى. ووصف الاسطول السابع الامريكي الخطوة بأنها احترازية. وقالت كوريا الجنوبية وهونج كونج وسنغافورة والفلبين انها ستفحص واردات الغذاء من اليابان تحسبا لوجود اشعاعات. وقالت الحكومة ان التيار الكهربائي انقطع عن نحو مليوني أسرة في الشمال. كما انقطعت المياه عن 1,4 مليون شخص تقريبا. واعتبر عشرات الالاف في عداد المفقودين. وطمست معالم بلدة اوتسوشي في مقاطعة ايواتي. وحرك الوضع الياباني الجدل حول النووي المدني في العديد من البلدان ولا سيما في المانيا وفرنسا والولايات المتحدة حيث دعا عدد من النواب الى تعليق تطوير الطاقة النووية. وعلقت سويسرا جميع مشاريع تجديد محطاتها النووية فيما قررت الهند التثبت من سلامة جميع مفاعلاتها. وفي المقابل اعلن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ان موسكو لا تعتزم اعادة النظر في مشاريعها النووية.