كان الموقف في الإفادة من النظم والمنجزات الغربية هو الاستفصال، نأخذ النافع ونترك الضار، ونقبل ما لا يعارض ديننا ونطرح ما يعارض الدين. أما بعض من التنوريين فقد رفضوا هذا الموقف الذي يقتضيه الشرع والعقل، وأخذوا بموقف التبعية الكاملة في الخير والشر. التنوير (الغربي) بدد الخرافة والخيال في حربه في عصور الظلمات وكذلك في هذا العصر الذي تستمر فيه عودت الظلام حيث كان الناس في عصور الجهل والخرافة والخيال والتطرف أدى إلى تخلفهم وتكاسلهم عن الاعتماد على أنفسهم في التفكير، وكذلك الخوف هيأ الفرصة للآخرين لاستغلالهم من دجالين، عرافين، (إرهابين) في هذا العصر.. ومحتالين. إن التنوير مصطلح يشير إلى الدفاع عن المعرفة ومبادئها كوسائل لتأسيس النظام الشرعي العقلاني، وهم الذين نادوا بقوة العقل وقدرته على فهم العالم وإدراك ناموسه وقوانين حركته. من أهم أعلام التنوير في، بريطانيا فرنسيس المحامي الإنجليزي، الذي طالب بالاعتماد على منهج علمي جديد يقوم على أساس من التجربة بدلا من الاعتماد على الخرافة والخيال. وأكد نيوتن أن في استطاعة الإنسان إذا اعتمد على نور العقل تفسير الظواهر الطبيعية وإدراك دوره في العالم المجهول. إن عصر التنوير عصر قصير، معني (الحرية) هو الاستخدام العلني للعقل في كل الأمور وهنا أيضا تنشأ إشكالية عظيمة ومهمة في الإنسان الواحد بين «المواطن» و«الموظف». وهو جزاء غير نقي قاصر.. عند التنوير الإسلامي، إن إعلام التنوير الإسلامي في المشهد السعودي أمثال عبد الوهاب بن عبد الله آل غظيف، في كتابه «التنوير الإسلامي في المشهد السعودي – أصوله الفكرية وموقفه من القضايا الشرعية» يقول: إن الفكر التنويري تشكل لديه رؤية في الإصلاح السياسي غير نقية؛ وذلك بسبب قصوره في فرز الجانب الإنساني المشترك، والجانب الثقافي، واللذان يمثلان المجال السياسي الغربي؛ فبعضهم ممن له جهاد مشكور ضد الاستبداد يخلط صنيعه بنقد الخطاب الشرعي، مستبطنا في نقده التلازم بين الإصلاح الشرعي أو الديني وبين الإصلاح السياسي. إن ما يطرحه التنويريون الإسلاميون من اجتهادات هي مسبوقة أساسا، ويجب عليهم أن يكسروا حاجز الخوف والتردد التي أثرت فيهم فجعلت عملهم مسبوقا واجتهادهم لم ينعكس على المشهد الفكري المتغير باطراد. ليقف المتلقي بين التنوير والتنوير الإسلامي!! رابط الخبر بصحيفة الوئام: التنوير والتنوير الإسلامي أيهما!!