( احنا الشعب، اخترناك من قلب الشعب،، يا فاتح باب الحرية يا ريس يا كبير القلب ).. مطلع من أغنية (احنا الشعب) للشاعر الكبير (صلاح جاهين )، غنها الفنان الراحل (العندليب الأسمر) عبد الحليم حافظ، الذي اطلقت عليه الصحافة المصرية آن ذاك ( صوت الثورة ).. وكان عبد الحليم حافظ احد المغنيين المقربين جداً من الرئيس.. واستطاع عبد الناصر بحنكته أن يوظف ذلك الصوت الشجي لخدمة الثورة، وللتمجيد الشخصي له رغم أخطائه الفادحة والتي من بينها ( نكسة 67م).. فبعد تلك النكسة وخطاب التنحي الشهير لعبد الناصر خرج الملاين من الشعب المصري رافضاً الاستقالة محتكمين لصوت (العاطفة) العربية المعروفة، مرددين ( احنا الشعب اخترناك من قلب الشعب).. فأسر لمن حوله مستغرباً من ردة فعل الشعب: بدلاً من (تعليق المشانق) ليّ يطالبوني بالاستمرار !!. *ما علاقة ما ورد في مطلع المقال من لمحة فنية سياسية مختصرة جداً بشأن رياضي اتحادي صرف ؟.. الجواب ببساطة: الرياضة لا تنفك أبداً عن السياسة، والاقتصاد، والفن، والوضع الاجتماعي وغيره، فعندها تنصهر الطبقات، وتذوب المعرفات (الأمير، الوزير، الدكتور، والفقير)معظمهم لهم انتماءات للأندية الرياضية.. وكحالة خاصة نادي الاتحاد ( نادي الشعب) كما يردد أنصاره في المدرجات أو كما يحلو لصحافته أن تنعته (بالنادي الشعبي) لاندماج معظم أطياف الشعب في تشجيعه.. المهم قرر مناصري الاتحاد مقاطعة انتخابات الجمعية العمومية الغير عادية لانتخاب 10 أعضاء لمجلس الإدارة من بين 18 عضو.. من أصل 388 ناخب حضر فقط (129) ادلوا بأصواتهم، وكان نصاب الجمعية العمومية اللازم 194 ناخب.. علماً أن عدد الناخبين الذين انتخبوا الرئيس ابراهيم البلوي (168) في الانتخابات السابقة، وبقية الأصوات ذهبت لمنافسيه.. ترى ما الذي جعل الناخب الاتحادي يقاطع الانتخابات الأخيرة ومن ثم تلغى الجمعية العمومية لعدم اكتمال النصاب كأولوية تاريخية لم تحدث من قبل في تاريخ العميد وتسجل في عهد ابراهيم البلوي ؟.. تابع معي عززي القارئ الفقرة التالية. *خرج ابراهيم البلوي في أكثر من برنامج رياضي وصحيفة يردد: أعضاء مجلس إدارتي من الطبقة المخملية (رجال أعمال).. وتفاجئ الجمهور بخلو قائمة المرشحين لمجلس الإدارة من اسم واحد يعد من رجال الأعمال.. حاولت الأبواق الصفراء واقصد بها الصحافة الاتحادية التي وصفتها في المقال السابق (بالمفافيا الإعلامية الرياضية)، المهم حاولت أن تلطف الأجواء بتخفيف العبارات والمصطلحات فغيرت صباح يوم الانتخابات عبارة الريس من رجال أعمال إلى رجال خبرة إدارية، دون أن تعلق او تلمح من بعيد أو من قريب على رجال الأعمال الغائبين، في محاولة منهم لردم الهوة التي نشئت بين الجماهير والريس، وإعادة بنيان الثقة الذي انهد من كثرة الكذب والتضليل.. من الطبيعي أن تكون ردة فعل الجماهير (المقاطعة) فالتصويت (قرار) وحق خاص للناخب وما بني على كذب وباطل أخرته (فضيحة بجلاجل) ولن يستطيع الإعلام خداع الجماهير طوال الوقت، ولن ينفع الرئيس دغدغة مشاعرهم باستمرار بتكرار اسطوانة أمجاد (2005) فتلك أمة قد خلت، والقادم قد يكون مذهلاً إذا لم يعتمد الشفافية نبراساً (والصدق منجاة) !!. *مهما حاول ابراهيم البلوي أن يوظف جحافله الإعلامية للتلميع وأن يشنع بخصومه (أشباه الرجال) على حد وصفه الغريب لن يلتفت الجمهور لهذا الهراء الساطع إلا بانتهاء المشاكل المالية الجمة التي يعاني منها العميد.. اما اختلاق الخصوم والأرض ممهدة له كما لم تمهد لغيره من قبل حتى في فترة منصور البلوي فلن يجديه نفعاً، وخلق الأعذار البليدة من مناصريه إعلامياً بأن ما حصل مؤامرة عليه بامتناع الناخبين من الحضور فما ذاك إلا محض هراء وسفه فكري يبطله المنطق ويرفضه العقل.. ولا أعلم متى ستنتهي الأبواق من النفخ فلن يخلق الإعلام من العدم نجاح.. وهل من لحظة صحيان لضمير إعلامي مستتر تقديره (الحياة صعبة) ؟.. كما فعل الشاعر صلاح جاهين حين أصيب بالكآبة وشعر بالندم بعد النكسة لإحساسه العالي بإثم المشاركة في تضليل الشعب المصري.. أم انهم ينتظرون نكسة كبرى تلحق بالعميد، وحينها لن ينفع ندم ولا ألم ولو اجتمعت الجوقة الإعلامية كلها ونفخوا بنفس واحد فلن يكون نفخهم (كالعندليب الأسمر).. لا أريد (تعليق المشانق) لكن فقط أن يكون الطرح الإعلامي متزناً كِفافاً ليس على الرئيس ولا له، من قبل أن تردد الجماهير بدون (عاطفة) (احنا الشعب) لكن بطريقة أخرى !!. (ببوز القلم) *ذكر الريس في أحد البرامج الرياضية أنه صرف 13 الى 14 مليون ريال ثم تبين من القوائم المالية ان المسجل باسمه 3 مليون فقط.. حقيقة لست أدري هل من ضمنها 600 الف يورو التي دُفعت من (جيبه الخاص) للاعب انس الشربيني كما ورد في إحدى الصحف ؟.. المهم الكذاب يخش النار !!.. " دمتم طيبين " رابط الخبر بصحيفة الوئام: في الاتحاد .. احنا الشعب .!