لا أكاد أقلب قنوات التلفزيون إلا وأجد شاباً – وسيماً ، ممشوق القوام ، مفتول العضلات ، ناعم الشعر ، أخضر العينين ، ويرتدي بدلته الأنيقة الضيقة – يتحدث عن أمور المجتمع الهامة ، لكنه لا يتحدث بفكره ومنطقه ، بل بجماله ووسامته ! ويتكرر مثل هذا المشهد في القنوات الإذاعية المختلفة ، التي صنعت نجوماً يحلقون في سماء الهرطقة و "التميلح" ، وكل هذا يأتي بدعم كبير من المجتمع من خلال مراسلتهم عبر ال sms والإتصال على أرقامهم الساخنة ! من يقرأ مطلع هذا المقال سيتبادر إلى ذهنه أنني شخص رثُّ الثياب وسيء المظهر ، لكن فلتعلم عزيزي القارئ أن الله جميل يحب الجمال ، وهو سبحانه يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ، وأنا مثلك مؤمنٌ بهذا تماماً ، ولكن … ؟! أصبح جمال المظهر – في الآونة الأخيرة – أسرع طريق للشهرة والانتشار ، خاصة بين المراهقات اللاتي إذا قلت لهن : " انظروا القمر كم هو جميل " يجبن عليك : " واااااو اصبعك حلو " ! صديقي المذيع : أنا أحبك كثيراً ، ولأني أحبك أتمنى منك أن تهتم بثقافتك قدر اهتمامك بمظهرك ، أو على الأقل ربع اهتمامك ب " الفاونديشن " الذي تضعه على وجهك قبل بدء برنامجك الشهير .. بعد كل هذا الكلام غير المفيد .. أقول : يحق لك أن " تتميلح " ! ولكن إذا أحبك الناس لوسامتك فاعلم أنك ستُنسى بعد الستين .. أما لو أحبوك لفكرك وجميل طرحك فستبقى خالداً طوال السنين . أحمد بن هشام المالكي رابط الخبر بصحيفة الوئام: يحق لك أن «تتميلح» !