تنتشر لافتات الإعلان عن خدمات الإنترنت في شوارع العاصمة الصومالية مقديشو. ويتزايد اعتماد الشركات ومؤسسات الحكومة والجمعيات الأهلية والمدارس في الصومال على التقنية الحديثة للاتصالات. لكن حركة الشباب الصومالية المتشددة قالت في الآونة الأخيرة إنها حظرت استخدام الإنترنت في الصومال وأمهلت شركات خدمات الإنترنت 15 يوما للتنفيذ وهددت كل من يخالف الحظر بالتعامل معه وفقا لأحكام الشريعة. وذكر ليبان أحمد الذي يدير شركة للسياحة تضم أيضا مقهى للإنترنت في مقديشو أن عمله يعتمد بالكامل على الإنترنت. وقال "الإنترنت مفيد بصورة أساسية للمدينة كلها وخصوصا للشركات التجارية. نحن نعتمد مئة بالمئة على الإنترنت في عملنا كشركة سياحة. عملاؤنا ليسوا من يعيشون في المنطقة فحسب بل في كل أنحاء العالم.. بعضهم في الولاياتالمتحدة وفي بريطانيا أيضا. نحجز لهم التذاكر من خلال الإنترنت ونرسلها إليهم بالبريد الإلكتروني. كل هذه الخدمات أصبحت ممكنة لوجود الإنترنت." الأفراد أيضا في مقديشو بات الإنترنت جزءا رئيسيا من حياتهم. وذكر صومالي من سكان العاصمة يدعى ديق أحمد شاير أن الناس اعتادوا على استخدام الإنترنت في مختلف الأمور. وقال "لا نستطيع أن نعيش بدون الإنترنت فقد اعتدنا عليه ونستخدمه في الاتصال بأصدقائنا ونتحاور مع العالم من خلاله ونستطيع الاتصال بأي مكان. إنه مفيد جدا ولقد سهلت شركات مثل هورموند هذه الخدمة." ورغم أن قوات الاتحاد الافريقي تمكنت في العامين الماضيين من إضعاف الحركة المتمردة التي تعترف بصلتها بتنظيم القاعدة فما زالت الشباب تنفذ هجمات خاطفة على أهداف حكومية في العاصمة وخارجها. وحاولت الجماعة التي خاضت تمردا استمر سبع سنوات في مسعى لفرض صيغة متشددة من الشريعة الإسلامية حظر بعض مظاهر الحياة الحديثة لكنها فشلت في ذلك. لكنها ربما تستطيع هذه المرة تنفيذ الحظر في جنوب ووسط الصومال حيث ما زالت تسيطر على بعض المناطق التي تستخدمها شركات الاتصالات في عملياتها. ويرى محللون أن جنون الارتياب يتزايد عند حركة الشباب وأنها تخشى أن يستخدم الإنترنت في تعقب أعضائها وتحديد أماكن اختبائهم. وتستخدم حركة الشباب نفسها موقعي فيسبوك وتويتر بصفة منتظمة في التواصل. وقال عبدي أينتي من معهد هريتيدج للدراسات السياسية في الصومال "أعتقد أن ثمة أسبابا ثلاثة لما فعلته حركة الشباب. أولا هذا جزء من استراتيجيتها الأوسع نطاقا لبث الخوف في عقول الناس. ثانيا أعتقد أنهم يخشون أن يفتضح أمرهم لأن تقنية الهاتف المحمول والإنترنت السريع تسمح للمواطنين بإرسال معلومات إلى بقية أنحاء العالم من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية أو عن طريق الإنترنت. والسبب الثالث وربما يكون الأهم هو أنهم يخشون أن تستخدم هذه التقنية في تعقب بعض كبار مقاتليهم مع انتشار استخدام طائرات بدون طيار في المناطق التي تسيطر عليها حركة الشباب في وسط وجنوبالصومال." ويشمل الحظر الذي أعلنت حركة الشباب أنها ستفرضه تقنية الألياف الضوئية التي وصلت إلى الصومال العام الماضي. وفي الصومال شركتان رئيسيتان لخدمات الاتصالات هما هورموند وتيليسوم. وتقدم هورموند خدمات الإنترنت اللاسلكي وعن طريق شبكات الألياف الضوئية وأجرت اختبارات في الصومال لخدمات الجيل الثالث للهاتف المحمول. رابط الخبر بصحيفة الوئام: حركة الشباب الصومالية تحظر استخدام الإنترنت