لا يتبادر إلى الذهن عندما يحل طارئ "خرخير" إلا أولئك الجنود الذين يتولون حراسة أهم المنافذ النائية التي لا يمكن العيش بها إلا أن الدولة أقرت لهم نظاما باحتساب خدماتهم في تلك المنطقة الموحشة ( العام بعامين ) تشجيعا لهم على الاستمرار في العمل في هذا الموقع وقبل ذلك إكراما لهم على تحمل المصاعب والمشاق والبقاء في هذه الصحراء التي لا يحتمل العيش فيها إلا أهلها الذين كتب الله لهم العيش بين كثبانها مدى الحياة. ليس الجنود لوحدهم الذين تقتضي المصلحة العامة بقاءهم هناك ، فالمنطقة بحاجة لخدمات فئات أخرى من المجتمع ومن أهمهم المعلمين والمعلمات الذين يعلمون أبناء تلك المنطقة أبجديات اللغة العربية بعد أن التوت ألسنتهم بلهجات لا يمكن أن يفك شفرتها إلا من ترعرع بينهم. وللوقف على وضع التعليم في تلك البقعة النائية رافقت"الوئام" فريق تربوي رأسه وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون المدرسية الدكتور سعد الفهيد وضم مدير عام شؤون المعلمين الأستاذ سليمان النصيان ومدير عام الخدمات الطلابية الأستاذ سامي السعيد ومدير تعليم نجران ناصر المنيع . بدأت الرحلة من الرياض نحو شرورة وكانت باكورتها جولة على المدارس بدأت بمدارس شرورة لرصد مطالب وهموم الطلاب والمعلمين وما ينقصها من احتياجات وليس غريبا في تلك المناطق النائية أن يكون بدل النائي من أولويات المعلمين لتلك المدارس مطالبين بزيادته كحافز لهم. وفي إبان الزيارة كانت هناك حالة إنسانية لأب فقد أحد أبنائه وأصيب آخران أدخلا المستشفى في حالة غيبوبة كاملة نتيجة حادثة وقعت لهم وكان الأب الذي يعمل حارسا لأحد المدارس ملازما لهما يرقب أنفاسهما، فكان لزاما أن يتجه الفريق برئاسة الفهيد إلى مستشفى شرورة للاطمنئان على صحة الأشقاء الذين يدرسون بالمرحلة المتوسطة. واستوقف الأب د .الفهيد ليحدثه عن مأساته فيبكيان ويبكي الجميع في مشهد مؤثر قائلا هذه دموع فرح لأنك أول مسؤول يواسيني في فقيدي وحالة أبنائي. وفي مقر قوى الأمن بمحافظة شرورة كان هناك موعدا مع الأهالي ومديري المدارس شهد نقاشا مطولاً بدأه الأهالي برصد الاحتياجات من افتتاح مدارس وغيرها. ثم بدأت رحلة "الخرخير" نحو الفاصل الحدودي واستغرقت الرحلة 5 ساعات ، وحط الركب رحالهم في ساعة متأخرة بعد منتصف الليل لتلك المحافظة الحدودية التي تبعد بحوالي 600 كيلو متر عن شرورة. جولة في صباح الخميس للفريق على مدارس الخرخير تخللها رصد احتياجات ومطالب الأهالي والمعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات، وكان أبرز مطالبهم إنشاء مدارس لجميع المراحل لتخفيف الازدحام الطلابي حيث هناك أكثر من 3 ألاف طالب وطالبة . وكذلك الحاجة الماسة لافتتاح مركز اختبارات " قياس" ليكفيهم عناء مشقة السفر إلي شرورة وهذا ما وقف عائقا أمامهم لأداء اختبارات القياس. ومحافظة الخرخير التي يسكنها أكثر من 15 ألف نسمة يفتقدون إلي أبسط مقومات الحياة ومن أبرزها وأهمها أجهزة الصرف الآلي حيث أن أقرب جهاز يحتاج قطع مسافة 1200كلم ذهابا وإيابا. انتهت الرحلة ولم تنتهِ مطالب الأهالي والمنطقة ، انتهت الرحلة ولسان حال السكان يقول لو أن كل وزارة بعثت لنا من يقف على احتياجاتنا لكنا في ألف خير . رابط الخبر بصحيفة الوئام: رحلة إلى «خرخير»